منذ آلاف السنين والإنسان يغبط الطيور بسبب قدرتها على التحليق والطيران . مستفيدا مما رآه في الطبيعة، لطالما حاول الإنسان تقليد الطيور : ربط جناحين إلى ذراعيه ارتقى التلال والأبنية العالية، حاول الطيران، لكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل . الأمر بسيط، عضلات الإنسان أعجز عن حمل جسمه الثقيل وبالتالي يعجز عن التحليق حتى ولو بجناحين .
بدأت عملية غزو الفضاء عام 1783 عندما صنع الأخوان " مون غولفييه " منطادا يعمل بالهواء الساخن . فيما بعد تم تزويد المناطيد بالهيدروجين أو الهيليوم غاز اكتشف عام 1895 . استخدام الهيليوم يزيد كثيرا من نسبة الأمان ذلك أنه غاز غير قابل للاشتعال خلافا لما هو الحال مع الهيدروجين .
 | "المنزلقة" شكل من أشكال الطائرة الشراعية |  |
تميزت الطائرة التي صنعها هنري جيفارد عام 1852 والشبيهة بالسيجار بأنها كانت ذات محرك بخاري يحرك داسرة . لكن المحركات البخارية ثقيلة جدا مما حال دون استخدامها في عالم الطيران . بدت المحركات العاملة بالوقود أصغر حجما وأخف وزنا وسرعان ما ثبت ذلك بالدليل الحسي مع نجاح طائرات " الزبلين " في بداية القرن العشرين والتي استطاعت نقل مسافرين عبر الأطلسي . ومع ذلك فإن سلسلة من الكوارث الجوية أدخلت قصة الطيران في نفق مظلم وذلك في الثلاثينيات .
 | منطاد "مون غولفييه "أول منطاد نقل مسافرين |  |
جرب " أوتو ليليانتال " التحليق بطائرة من دون محرك أشبه ما تكون بطائرة ورقية ضخمة وذلك في العام 1890 . محاولاته هذه شجعت الأخوين الأميركيين رايت على القيام بالتحليق بالطائرة " فلاير " وذلك في 17 كانون الأول عام 1903 وكانت أول رحلة في طائرة ذات محرك يعمل بالطاقة وتحمل بشرا .
سرعان ما تطورت صناعة الطائرات . قدمت الصحف جوائز لمن يحطم الأرقام القياسية المعروفة ويسجل أرقاما جديدة في عالم الطيران . عام 1909 فاز الفرنسي لويس بليريو بجائزة لعبوره بحر المانش . وفي العام 1927استطاع شارل لندبرغ أن يعبر الأطلسي منفردا برحلة جوية لا توقف فيها قاطعا المسافة ما بين نيويورك وباريس .
 | الميراج |  |
أثناء الحرب العالمية الأولى أخذت الطائرات المعدنية التي يقودها طيار واحد تحل محل طائرات القماش المصفحة التي يقودها طياران اثنان .
حتى الأربعينات كانت جميع الطائرات ذات محرك مزود ببيستون يحرك دواسر تدفع الطائرة . غير أن الدواسر لا تلبي كما يجب ععندما يتعلق الأمر بوزن ثقيل كما أنها عاجزة عن تقديم سرعة تزيد على 500 ميل سا ( 800 كلم سا ) . أول طائرة نفاثة هي " جيرمان هنكل 178 " التي ظهرت عام 1939 . وفي الخمسينيات حل الطيران النفاث محل الطيران العامل بالدواسر . استعمل الرادار أول ما استعمل خلال الحرب العالمية الثانية، وفي العام 1936 صار الطيران المروحي " حصان الشغل " الفضائي . في الخمسينيات زاد استخدام الطائرات المروحية زيادة ملحوظة وأثبت هذا النوع من الطائرات فعالية ملحوظة في الحرب والسلم على حد سواء .
 | "الكونكورد" الوحيدة العاملة فى المجال التجارى |  |
أول طائرة طارت بسرعة تفوق سرعة الصوت هي حاملة الصواريخ " بيل X ـ 1 " وذلك عام 1947 . وفي العام 1950 بدأ استخدام الطيران النفاث في الخطوط الجوية العاملة وهكذا اشتهرت " الكوميت " البريطانية و" البوينغ 707 " الأميركية .
والطيران الفوصوتي مثل " الكونكورد " ـ وهي نتاج فرنسي ـ بريطاني مشترك عمل على اختزال الوقت بشكل مثير وذلك لقطع المسافات الطويلة فيما جعل الطيران العملاق مثل " البوينغ 747 " و" الايرباص " السفر جوا بمتناول أي كان .
تطورت صناعة الطيران الحربي بسرعة في مستهل الثلاثينيات ومثل هذا السلاح دورا مهما خلال الحرب العالمية الثانية ( 1939 ـ 1945 ) . استخدم الألمان القاذفات " جنكرز ـ ستوكا " لدعم مساندة هجوماتهم الخاطفة الساحقة . " السبايت فاير " الطائرة الحربية البريطانية اشتهرت بسرعتها ( 1940 ) . القاذفة " لانكستر " اشتهرت بقدرتها على حمل القذائف الثقيلة وقد ساهمت في قصف العديد من المواقع والمدن الألمانية وتدميرها .
 | طائرة الميراج الفرنسية |  |
طائرتان حربيتان حديثتان . الطائرة الأوروبية المعروفة باسم " تورنادو " والطائرة الأميركية " تاندر بولت أ ـ 10 " للتورنادو جناحان متأرجحان وتستطيع التحليق بسرعة تزيد على ضعفي سرعة الصوت وهي أيضا قاذفة ومقاتلة في آن معا . التاندر بولت الثقيلة التجهيز والتسليح أقل سرعة ولكنها قادرة على تدمير دبابة .
يتلقى المحرك النفاث الهواء من أحد طرفي أنبوب وينفثه من الطرف الآخر بسرعة هائلة ينتج عن هذه العملية اندفاع المحرك ـ ومعه الطائرة ـ في الاتجاه المعاكس . لمد الهواء بالسرعة اللازمة يكون الأنبوب مجهزا بمراوح تؤمن الطاقة الكافية ( توربينات ) لضغط الهواء . توربينات الطيران النفاث الحديث أخف صوتا وأقل استهلاكا للوقود من الطائرات النفاثة القديمة .
الطائرة الفوصوتية الأولى . إنها الطائرة الأميركية " بيل ـ X ـ 1 " 1947 . كانت هذه الطائرة التجريبية تعمل بواسطة الصواريخ .
 | ملك البحار |  |
كيف تطير الهيليوكبتر :
تستعمل الهيليوكبتر للقيام بالعديد من المهام . تساهم في عمليات الإنقاذ تساعد القوات البحرية، تواجه الغواصات المعادية . . . قد لا تكون الهيليوكبتر طائرة سريعة جدا، ولكنها قادرة على الحركة والمناورة بسرعة أكبر من الطائرات الثابتة الأجنحة . يعمل دوار الطائرة المروحية كجناح وداسر في آن معا . لتنطلق الطائرة نحو الأعلى تستمر جميع شفرات الدوار على نفس الزاوية . لتهبط الطائرة يميل الدوار نحو الأسفل فتقذف الشفرات الهواء باتجاه ذيل الطائرة . لتتجه الطائرة إلى الأمام يكفي أن يتجه رأس الدوار نحو الوجهة المطلوبة .
|