لقد كانت الطائرات تحمل القنابل التقليدية إلى الأعداء وتسقطها فيهم . وحتى القنبلة الذرية، قنبلة هيروشيما، حملتها طائرة أمريكية كبيرة مقنبلة، وعلى المدينة أسقطتها . وحتى الألمان، في أواخر الحرب العالمية الثانية، عندما أرسلوا القنبلة الطائرة V1 محملة بالناسفات إلى انجلترا، حملتها إلى انجلترا طائرة مقنبلة، وأطلقتها وهي لا تزال بعيدة عن هدفها . أن هذه الطائرة الحاملة لم تجرأ، والدفاع الإنجليزي إلى السماء قائم، أن تخاطر باقتراب .
وتقدم الزمن وجرت السنون فتعطلت الطائرات المقنبلة عن غاياتها، وبهذا أنذرت، عندما تقدمت وسائل الدفاع ضد المغيرات من السماء . فمن رادار حديث ينذر بالطائرة المغيرة، وهي بعيدة . ومن قذائف صاروخية ضد هذه الطائرات . ومن طائرات مقاتلة توجهها إلى غاياتها أجهزة رادارية حديثة، تحمل صواريخ تنطلق وعينها قد رصدت وتحررت على الطائرة المغيرة فهي تتبعها حيثما تكون، فلا تتركها حتى تصيبها وتسقطها . كان عندئذ لابد من تحول.
وتحول الأمريكان، وتحول الروس . وتحول حتى البريطانيون، إلى تحويل الطائرات هذه الكبيرة المقنبلة، أو التي هكذا كانت، إلى طائرات تحمل الصواريخ وتطلقها قبل أن تصل إلى أهدافها، في ارض كانت الأهداف أو في بحر .
فهي بهذا تتجنب المخاطرة بنفسها، وهي بهذا تستطيع أن تتخير مكان إطلاقها واتجاهه فلا يعرف العدو من أين تنطلق فيذهب إلى مكانها ليخر به .
|