تتعدد الطرق العلمية للكشف عن الموهوبين، فمنها ما هو أكاديمي عن طريق محكات واختبارات علمية مقننة، ومنها ما هو عام ولكنه يستند إلى نظريات ودراسات علمية.. وهذا ما سيستخدمه الوالدان للتعرف على مواهب أبنائهم، فالدراسات الحديثة أجمعت -رغم من اختلاف نتائجها النهائية- على أنه يوجد خصائص عامة وسمات للموهوبين يمكن من خلالها التعرف عليهم وتمييزهم عن العاديين.. ويمكن تقسيم تلك الخصائص إلى ثلاث مجموعات رئيسية من الخصائص، وهي كالتالي:
أ- خصائص جسمية:
إن مستوى النمو الجسمي والصحة العامة للموهوب يفوق المستوى العادي، فالموهوب يستطيع بشكل عام المشي والتكلم في سن مبكر أكثر مما هو عند العاديين، وبشكل عام فهو يميل إلى أن يكون:
• أقوى جسما، وصحة، ويتغذى جيدا.
• أكثر تقدما قليلاً عن أقرانه في نمو العظام.
• نضجه الجسمي يتم مبكرًا بالنسبة لسنه.
ب- خصائص عقلية ومعرفية:
أهم ما يميز الطفل الموهوب عن غيره من الأطفال العاديين يكمن في خصائصه وقدراته العقلية.. فالطفل الموهوب أسرع في نموه العقلي عن غيره من الأطفال العاديين، وعمره العقلي أكبر من عمره الزمني.. ويمكن إجمال أهم سمات الموهوبين العقلية في النقاط التالية:
• قوي الذاكرة، ومحب للاستطلاع.
• يقظ ، ولديه قدرة فائقة على الملاحظة.
• سريع الاستجابة.
• لديه قدرة عالية على إدراك العلاقات السببية في سن مبكر.
• يميل إلى ألعاب الحل والتركيب، واختراع وسائل لعب جديدة لألعاب قديمة ومعروفة لديه.
• لديه قدرة فائقة على الاستدلال والتعميم وفهم المعاني والتفكير بمنطقية.
• السن المبكر في تعلم القراءة.
• ميله غير العادي للقراءة.
• حصيلة لغوية كبيرة، وتزداد قدرته على استخدام الجمل التامة في سن مبكرة للتعبير عن أفكاره ومشاعره.
جـ - خصائص نفسية واجتماعية:
أكدت الكثير من الدراسات على أن الطفل الموهوب أكثر حساسية، ورغم ذلك فإنه أكثر شعبية من الطفل العادي، ولديه قدرة أكبر على تكوين علاقات اجتماعية مع غيره، وهو أيضًا يفوق العاديين في تكيفه مع البيئة.
وبمقارنة الطفل الموهوب بغيره من العاديين نجد أنه يميل لأن يتميز بالخصائص التالية:
• له صفات شخصية سامية (أكثر دماثة، مطيع -مع استقلالية، اكثر انسجامًا مع الآخرين).
• يتميز بقدرة عالية على نقد الذات.
• يميل لاتخاذ دور القائد في الجماعة (قيادي).
• يفضل الألعاب ذات القواعد والقوانين المعقدة والتي تتطلب مستوى عاليا من التفكير.
• يميل إلى تكوين علاقات صداقة مع أقران أكبر منه سنًا سنتين أو ثلاث على أكثر، لأنهم يتساوون معه في العمر العقلي.
ساعدا طفلكما على إخراج طاقته
يقول د. بيل سيرز -طبيب الأطفال المعروف ومؤلف العديد من الكتب الخاصة برعاية الطفل: إن الطفل كثير الاحتياجات، يحتاج لإخراج طاقته الزائدة ومشاعره الفياضة عن طريق ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدنى، وينصح الوالدين قائلا:
أعطيا لطفلكما الكثير من الفرص لممارسة الألعاب البدنية، خارج البيت إن أمكن. شجعاه على توجيه طاقته فى ركوب العجل أو الجرى. أما إذا كنتما لا تستطيعان الخروج، فأديرا بعض الموسيقى واتركاه يرقص ويتحرك هنا وهناك، أو اسلكا أية طريقة تساعده على إخراج طاقته الزائدة. حاولا التعرف على مواهب طفلكما ورغباته وساعداه على النجاح. شجعاه على تعلم مهارات أو ممارسة هواية مثل العزف على آلة معينة، أو ممارسة لعبة رياضية معينة، أو الإبداع فى الرسم والفنون. أيضاً لا تضعاه فى مواقف لا يستطيع التعامل معها، وعلى سبيل المثال إذا كانت المطاعم تمثل له رهبة، فحاولا تأجيل أخذه إلى المطاعم حتى يكبر قليلاً.
ما هي مواهب ابني؟
علينا أن ندرك أنه لا يولد مولود إلا وقد وهبه الله قدرات ومواهب ميزه بها عن الآخرين، فعلينا أن نكتشف تلك المواهب ونسعى لتنميتها، أما الباب الذي ندخل منه لتنمية المواهب فهو باب إظهار الحب والاستقرار والهدوء والسماح للطفل بإجادة اللعب، أما القسوة وعدم الاستقرار وحرمان الطفل من اللعب، فهي أشياء تدمر وتقتل مواهب الطفل وعليك -عزيزي المربي- أن تتسم بالمرونة، وأن تعلم أن كل إنسان يسر لما خلق له، فإن كان طفلك يمتلك موهبة الرسم أو الرياضة.. فلا تقضِ على موهبته تلك بصرفه إلى أخرى تتمناها أنت، وإن رأيت أن ذلك في مصلحته.. فلا بأس، ولكن دون إهمال الموهبة الأصلية.. فعليك أن تنميها وتعطيها حقها من الرعاية.
فلا تتجاهلها وتقابلها بالإهمال، فهي هبة من الله سبحانه وتعالى، وعليك بالتوازن لكي تبني لابنك شخصية معطاءة، وتنمي ثقته بنفسه، فهي الضمان الأكبر ليكون له مكانة كريمة في المجتمع، وهاك بعض النقاط التي تساعدك في ذلك بإذن الله.
12 نقطة لتنمي ثقة ابنك بنفسه:
1- أن يكون أول رد فعل عندما تتلقاه هو الابتسامة مهما كان حاله وسلوكه، ويبادلك هو الابتسامة.
2- تبادل الهدايا من الأمور المحببة للصغار والكبار، لما للهدية من أثر طيب في النفوس فهي تمنح الطفل شعوراً بالحب والطمأنينة.
3- حسن التعامل مع متطلباته التي لا تلبي له، وذلك بأن يبين له العذر في عدم إمكانية التلبية.
4- السكوت عن أخطائه وهفواته، حتى يحين الوقت المناسب لتوجيهه ونصحه بما يعينه على تجنب تلك الأخطاء.
5- حمايته من تعديات الآخرين مع تذكيره بفضل العفو عن الناس، والصبر على المكاره، ومن المهم أن يطلب منه التسامح تجاه أخطاء الآخرين.
6- منحه الحب قولا: بأن يسمع منك كلام الحب، وفعلا: بأن يمازح ويتقبل ليشعر بأنه مقدر ومحبوب لديك ولدى الآخرين.
7- أن يمدح عند فعله ما يحسن، وعند تجنبه ما لا يحسن، فهذا يقوي لديه شعور القدرة على اتخاذ القرار.
8- أن تكلفه بالقيام بالأمور التي تتوقع أنه سينجزها بنجاح ثم تثني على أدائه وتظهر له إعجابك بالعمل.
9- ذكر محاسنه ومميزاته وإنجازاته أمام أصدقائه حتى يصبح موضع ثقتهم وحبهم.
10- تعويده على التفاؤل، وتشجيعه على الحياء والصدق فإن ذلك له آثار عظيمة في تقوية الثقة بالنفس وتقويم الشخصية.
11- تعويده على الإحسان للناس، فإن ذلك يترك في نفسه آثاراً طيبة عن ذاته.
12- تجنب الإيذاء النفسي والبدني، فذلك كل ذلك يساعد بشكل فعال على تنمية وتعزيز الثقة بالنفس عند الأبناء، ويساعد أيضاً على تقويم شخصيتهم.
إجراءات معاملة الأم لطفلها الموهوب
إذا اكتشفت الأم تطابق سلوكيات طفلها - كلها، أو معظمها, أو حتى بعضها- مع الأمارات التي سبق أن أوردناها، فإننا نقدم لها بعض الإجراءات التي تتبعها للتعامل الصحيح مع هذه الموهبة:
• عرضيه لأشياء كثيرة سواء مادية مثل اللعب والألعاب، أو إلى مواقف مثل وضعه فى مواقف مختلفة وتعليمه كيفية التصرف فيها.
• اقرئى له، وأريه الكثير من الكتب المصورة، وفى سن أكبر، أعطيه أنواع مختلفة من الكتب لإثارته.
• اختاري له الألعاب التى تنمى مهاراته الحركية والإدراكية مثل المكعبات والبازل المناسبة لسنه، وعاونيه فى ترتيبها.
• دعيه يستكشف ويجرب، ولكن تحت عينيك.
• أعطيه ورقة وقلماً، ولكن لا تطلبى منه أشياء فوق سنه، مثل الرسم بدقة فوق السطر، بل اتركيه يبدع بطريقته.
• حاولي معرفة الأسلوب الذى يتعلم به بسهولة، وذلك بالاستماع إليه ومشاهدته بدقة وذلك لكى تستطيعى تقديم الأشياء إليه بطريقة تجعله يفهمها ويستخدمها.
• اعرفى حدود صبره، على سبيل المثال إذا كان يتحكم فى غضبه أم يدخل فى نوبات غضب.
• أعطيه أدوات رسم: ألوانا، وورقة كبيرة، ولا تهتمى بالفوضى التي قد تحدث، فيمكنك فرش قطعة من البلاستيك في المكان الذي يلعب فيه ودعيه ينطلق!
• اعرفي النشاط الذي يهتم به طفلك، والذي يكون مناسباً لإمكانياتك المادية سواء كان نشاطا بدنيا، مثل فصول الجمباز، والكاراتيه، والرقص، أو نشاطا إبداعيا مثل فصول الرسم وشجعيه على المشاركة فيها.
• دعيه يخطئ، فالمحاولة والخطأ من أفضل الوسائل التى سيتعلم منها لينمى موهبته.
• اسمحى له بمساحة من الوقت يقضيها بمفرده، ولكن تحت عينيك.
• استمعى إليه، وشجعيه، ونمي تقديره لذاته وثقته بنفسه.
• لا تنتقديه، ولا تطلبى منه الكثير عندما يخطئ أو لا يستطيع فهم شيء، ولكن عرفيه أخطاءه برفق وكونى مساندة له.
• لا تفقدى صبرك معه، خاصة إذا كانت سنه لا تزال صغيرة، فالأطفال الصغار لا يدركون مفهوم الوقت.
• لا تضغطى على طفلك لكي يفعل شيئاً لا يريده لمجرد أنك تريدينه أن يفعله، فغالباً لن ينجزه بالشكل المطلوب.
أسئلة شائعة.. وإجابات علمية عليها
هل يعامل الطالب المتميز معاملة خاصة من قبل الأسرة؟
حتما.. ولكن لايعني ذلك إهمال بقية الأبناء أو إثارة غيرتهم.. لكن المقصود زيادة المتابعة في البيت ..والتشجيع الدائم.
هل تنعكس معاملة الأسرة وطريقة تنشئة الطالب على نواحي الإبداع والتميز لديه؟
هذا شيء مؤكد .. فعدم الاهتمام والملاحظة يميت أية بذرة تميز في نفوس الأبناء.. بينما الرعاية وتهيئة الظروف المناسبة تخلق الإبداع وتدفعه الى مزيد من الإنجازات، بل إن د. محمود الصاوى أخصائى طب الأطفال بالقصر العينى أن فقدان الشهية عند الأطفال يرجع إلى إصابته ببعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والخوف والحزن مما يؤثر بصورة مباشرة على مركز الشبع فى المخ.. وبالتالي أطلق دعوة الى الآباء والأمهات ببناء أنفسهم في البداية في كيفية إكتشاف مواهب أبنائهم وطرق الرعاية .
وتشير معظم الدراسات العربية والأجنبية في هذا المجال إلى أهمية توافر العناصر الآتية في البيئة الأسرية الميسرة للإبداع أحد الأبعاد الأساسية للموهبة:
- ممارسة الأساليب الأسرية السوية في تنشئة الأبناء أي البعد عن التسلط أو القسوة والتذبذب في المعاملة، والمفاضلة بين الأبناء، والتدليل الزائد، والحماية المفرطة، وغيرها من الأساليب غير السوية .
- تشجيع الاختلاف بين الأبناء.
- تقبل أوجه القصور.
- وجود هوايات لدى الأبناء.
- توافر جو من القبول والأمان وعدم الإكراه.
- إتاحة الفرصة للاستقلالية والاعتماد على النفس .
- الاتجاه الديمقراطي والإيجابي نحو الأبناء.
- الانفتاح على الخبرات.
- التنوع في الخبرات.
- تعويد الطفل على التعامل مع الفشل والإحباط.