في وقت تتزايد فيه موجات الرعب العالمية من خطر تحول السلالة الفيروسية الجديدة لمرض إنفلونزا الخنازير (Swine Flu) الذي تفشى أخيرًًا في المكسيك ودول أخرى وتحول إلى وباء قاتل؛ ارتفعت حدة تلك المخاوف بشكل أكبر حول العالم وبخاصة في منطقتنا العربية، وذلك بعدما أكد خبراء واختصاصيون بيطريون على صعوبة استخلاص لقاح علاجي جديد لهذا الفيروس على المدى القريب على أقصي تقدير.

ومرض  إنفلونزا الخنازير (Swine Flu) هو مرض تنفسي حاد (لدى الخنازير) يسببه فيروس الإنفلونزا من النوع "أ".

أن العدوى من جراء هذا الفيروس عالية لكن احتمال الوفاة منه متدن. يدعى هذا الفيروس (AH1N1) وتم عزله للمرة الأولى في ثلاثينات القرن الماضي.

وكشأن جميع أنواع فيروسات الإنفلونزا، نلاحظ أن فيروس إنفلونزا الخنازير يتحور بدوره، بصورة متواصلة، حيث إن إنفلونزا الطيور قادرة على إصابة الخنازير كذلك، وعندما تصاب الخنازير بفيروسات الإنفلونزا، ذات المصدر الحيواني، فإننا أمام ظاهرة فيروسية مهمة تنتج خليطًا من الفيروسات البشرية والحيوانية- طيور وخنازير وغيرها- الجديدة غير المعروفة أبعادها.

ما هي عوارض الإصابة بإنفلونزا الخنازير:

هي عوارض مماثلة للإنفلونزا العادية التي تصيب البشر عادة في الخريف أو الشتاء، وتتمثل في ارتفاع درجة حرارة الجسم والإصابة بالتعب الشديد والنعاس وانقطاع الشهية والإصابة بالسعال.

كما أن بعض من الذين أصيبوا بها مؤخرًا يعانون من الزكام ووجع وآلام في الحلق والقيء والإسهال، والإصابة بفيروس هذه الإنفلونزا من شأنها التأثير سلبًا على حالة الشخص المرضية متسببة له بالتهاب الرئة وأزمة تنفس حادة .. إن الإصابة بفيروس (AH1N1) قد تكون طفيفة أو ثقيلة المعيار.

كيف ينتقل هذا الفيروس الخنزيري المصدر إلى البشر: 

إنفلونزا الخنازير(Swine Flu) تنتقل مباشرة من الخنزير إلى الإنسان ومن الإنسان (المصاب به) إلى الخنازير.

أما من ناحية الإصابة من شخص إلى آخر فإن الفيروس ينتقل بواسطة قطرات الإفرازات الأنفية والحنجرية، عند العطس أو السعال.

كما يمكن الإصابة به لدى ملامسة أجسام ملوثة بهذه الإفرازات الفيروسية لاسيما عندما تحتك اليد (التي لامست الجسم) بالفم أو الأنف، لذلك، فإن غسل الأيدي، بعد أي ملامسة مشبوهة ضروري جداً، كذلك فإن التقبيل هو طريق آخر للإصابة بالفيروس.

ولم يرد حتى الآن إمكانية الإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير عن طريق أكل لحوم الخنازير.

وللتعامل مع المرض ينبغي جمع عينة من الإفرازات التنفسية خلال أول 4 أو 5 أيام على ظهور عوارضه، أن بعض الأشخاص، بخاصة الأطفال، قادرين على إفراز هذا الفيروس في الهواء لمدة عشرة أيام وأكثر.

ما هو حجم خطر إنفلونزا الخنزير على الإنسان:

إن فيروس إنفلونزا الخنزير الكلاسيكية من صنف A/H1N1 لا يمكنها عادة أن تصيب الإنسان، وهذا ينطبق على الفيروسات H1N2 ، H3N3 و H3N1، لكن في السنوات الماضية لوحظ إصابات لدى أشخاص كانت لهم احتكاكات بالخنازير مثل العاملين في مزارع تربية هذه الحيوانات، إلا إن معظم هذه الإصابات لم تكن قاتلة، لكن اكتشف مؤخراً ميول جيني لنوع A/H1N1 مما أدى إلى ظهور الإصابات في المكسيك وتكساس وكاليفورنيا يمكنه أن ينتقل من الإنسان إلى الإنسان.

ما هي صفات هذا النوع من الفيروسات ؟

هذا النوع من الفيروسات يحتوي على خصال وراثية أصلها من الطيور والخنازير والإنسان نفسه أيضاً، فكل فيروسات الإنفلونزا أصلها من الطيور، وهي كما يمكن وصفها السيدة الأصلية، أما الخنزير فهو وعاء كلاسيكي للمزيج من الفيروسات، وهذه الحيوانات يمكن أن تصاب عبر فيروسإنفلونزا الخنازير (Swine Flu) وفيروس إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الإنسان بالعدوى؛ فبين كل هذا الفيروسات تم تبادل متكامل للجينات نتج عنه الصنف المسمى A/H1N1 وهذا تكوين جديد للفيروس.

كيف يمكن الحفاظ على النفس من هذا الفيروس؟

مع أن الفيروس لم يصل إلينا بعد، ولكن يمكن للإنسان الالتزام بقواعد النظافة بالكامل، فبهذا يكون قد فعل الكثير من أجل حماية نفسه من الإصابة بأي فيروس؛ أي عدم العطس أو السعال دون وضع محرمة ورق على الفم، واستخدامها لمرة واحدة ثم رميها وعدم مصافحة أيا كان باليد، والأهم هو غسل اليدين بشكل أساسي.

غسل اليدين وعدم الاتصال بأناس أصيبوا بهذا المرض وتجنب الوقوف وسط حشد من الناس.

أمصال للوقاية من الفيروس:

وفي كشف جديد قد يبث ولو قدر بسيط من الطمأنينة في نفوس الملايين من الأشخاص حول العالم، كشف مسئولون فيدراليون في الولايات المتحدة عن أنَّ الأمر سوف يستغرق منهم حتى يناير، أو أواخر نوفمبر 2010 وذلك كي ينجحوا في تصنيع ما يكفي من الأمصال لحماية جميع الأمريكيين من احتمال انتشار وباء إنفلونزا الخنازير.

وبعيدًا عن الولايات المتحدة وبعض البلدان الأخرى التي تقوم أيضًا بتصنيع الأمصال، قال بعضْ الخبراء إن الأمر قد يستغرق منهم عِدَة سنوات لإنتاج ما يكفي من أمْصَال لمكافحة المرض القاتل بغرض تلبية الطلب العالمي.

كما أشار بعض الخبراء إلى أنَّه وبرغم تزايد سرعة الإنتاج الخاصة باللقاحات عمَّا كان ممكناً حتى قبل بضّعة سنوات، إلا أنَّ الأمصال لن تكون متوافرة في الوقت المناسب، ما سيؤدي إلى تعذر تجنب خطر الوفاة والمرض إذا بَدَأ الفيروس في الانتشار على نطاق واسع، وأصبح أكثر ضراوة.

وقد رفعت منظمة الصحة العالمية درجة التحذير من خطورة تحول الفيروس إلى وباء للدرجة الخامسة على مقياس من ست درجات، بعد أن تسبّبت إنفلونزا الخنازير حتى الآن في موت 159 شخصًا في المكسيك بالإضافة إلى إصابة ما يزيد عن 1300 شخص منذ 13 أبريل 2009، في حين تم التبليغ عن وقوع حوالي 20 حالة إصابة بالمرض في الولايات المتحدة و6 في كندا وإصابة في إسرائيل وأخرى في أسبانيا و10 طلاب نيوزلنديين كانوا في رحلة إلى المكسيك مؤخراً.

ويعد هذا التحذير رسالة موجهة إلى الحكومات ووزارات الصحة والصناعة الدوائية لاتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذا المرض، موضحة أن هذا التحذير ينبغي أن يؤخذ بجدية، وأضافت منظمة الصحة العالمية أن الوقت قد تأخر على محاولة احتواء فيروس إنفلونزا الخنازير، ونصحت دول العالم بتركيز جهودها في الوقت الراهن للحدّ من آثار الفيروس.

المصادر:

  • إيلاف (أعداد متنوعة)
  • الجزيرة
  • BBC
  • Currently 340/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
111 تصويتات / 4470 مشاهدة
نشرت فى 30 إبريل 2009 بواسطة byotna

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,170,526

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك