كلما قرب المراهق من مرحلة الرشد تتسع أمامه بالطبع مجالات التصرف والسلوك لتشمل مواقف وأفرادا أكثر تنوعا وأشد تعقيدا مما كان عليه الأمر من قبل ويجد المراهق نفسه عندئذ أمام أسئلة ومشكلات لم يسبق له التعرف لها، ويجب عليه، لكي يجيب عن هذه الأسئلة أو يحل هذه المشكلات أن يتخذ قرارات تتضمن أحكاما قيمية معينة، لم تستقر لديه بعد في ظل هذه الظروف التي شرحناها .

فقد يطلب أحدهم من زميل له في الكلية أن يعيره المقال الذي سبق أن قدمه في مقرر ما ، لكي يقدمه هو الآخر لأستاذ مختلف وقد توجه إلى فتاة دعوة من زميل لها لمقابلته في مكان ما، وقد تطلب فتاة من زميلة، تقيم حفلا في منزلها بمناسبة عيد ميلادها، أن تحضر معها صديقا لها، وقد يطلب من بعض الطلبة أن يشترك في في عمل ما، احتجاجا على قرار أو تأييدا لقضية معينة وقد يواجه الشاب الذي اغترب عن منزل أسرته سعيا وراء التعليم الجامعي العديد من الموافق التي تحتاج إلى قرارات تتعلق بممارسة الشعائر الدينية الأسبوعية أو اليومية أو الانتماء إلى إحدى الجماعات الدينية وقد يدعى مثل هذا الطالب، من المجموعة التي تعرف عليها حديثا، إلى القيام بممارسات تتعارض مع تعاليم الأسرة الريفية وتقاليدها المحافظة .

لا شك أن المراهق في كل هذه الحالات قد يقع فريسة لصراع أساسه عدم وجود تحديد واضح لنظام ثابت من القيم يوجهه في أحكامه وسلوكه . وإلى أن يحل هذا الصراع بطريقة أو بأخرى يظل المراهق يعاني من الخلط والاضطراب في تحديد دوره في هذا المجال .

  • Currently 255/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
85 تصويتات / 2144 مشاهدة
نشرت فى 26 يونيو 2007 بواسطة byotna

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,346,675

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك