هذه أحاديث جمعتها لتكون زادًا نزود به أبناءنا ليكون لديهم وعي بيئي نابع من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - أدعو الله أن ينفع بها-:
- روى الشيخان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرسًا ، أو يزرع زرعا ، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة".
- وروي أن رجلا مر بأبي الدرداء رضي الله عنه، وهو يغرس جوزة (شجرة جوز) فقال: أتغرس هذه وأنت شيخ كبير، وهي لا تثمر إلا في كذا وكذا عاما؟ فقال: أبو الدرداء: ما عليَّ أن يكون لي أجرها، ويأكل منها غيري؟!
- روى الإمام أحمد في مسنده والبخاري في (الأدب المفرد) عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن قامت الساعة، وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها".
- (إذ أبيتم إلا الجلوس في الطريق فأعطوا الطريق حقه قالوا : وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال غض البصر، ورد السلام ، وإماطة الأذى عن الطريق).
- وكذلك نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد فقال صلى الله عليه وسلم : ((لا يبولنَّ أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه)). لأن هذا العمل ينشرُ الأمراضَ الخبيثةَ بين أفرادِ الأمةِ، وكذلك نهانا عن البول في ظل شجرة مثمرة، والبول في قارعة الطريق، ولعن من يفعل ذلك، لأنه يضر بالناس ضرراً كبيراً، ومن باب أولى حرم علينا إلقاء النجاسات والقاذورات في الشارع أو في الأماكن القريبة من المساكن.
- وأوصانا أن نحرص على الشجر حرصاً كبيراً فقال صلى الله عليه وسلم : ((إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسَها قبل أن تقوم الساعة فليفعل)).
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم :((لا ضرر ولا ضرار)).
- يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)) ( رواه مسلم في: كتاب [الإيمان]، باب (الإيمان شُعبُه وفضيلة الحياء)، حديث رقم (35).
- منع الإسلام تلويث الماء الراكد أو الجاري حتى من قبل الأفراد، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُبال في الماء الراكد (رواه مسلم كتاب [الطهارة]، باب (النهي عن البول في الماء الراكد). وعن جابر أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الماء الجاري (أخرجه الطبراني في الأوسط عن جابر [كنز العمال ج9/353] وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، وفي الظل (رواه الطبراني عن معاذ[كنز العمال ج9/365 ].
- أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة العامة، وحَرَّمَ كُلّ ما يؤذي صحة الفرد؛ العقلية والجسمية والنفسية، فحرّم الخمر والمخدرات، وكُلّ الخبائث، ودعا إلى أكل الطيبات من الرزق، والاهتمام بالنظافة الجسدية، والعنصر الجمالي، قال تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}( سورة الأعراف:[الآية:31].
- عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته؛ فرأينا حُمَّرة معها فَرْخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمَّرة فجعلت تفرش، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها)) رواه أبو داود في سننه، كتاب [الجهاد]، رقم (2675) وفي كتاب [الأدب] رقم (5268).حُمَّرة: طائر صغير كالعصفور. تفرش: ترفرف بأجنحتها.
- الإسراف والتبذير في الموارد يزيد في تضخم مشكلة تدهور البيئة، لذلك وضع الإسلام قواعد تمنع أي هدر في أي مورد، قال تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً}(سورة الفرقان: [ الآية: 67 ].). وقال: {ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}(سورة الأنعام: [ الآية: 141 ].)، وقال: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين}(سورة الإسراء: [ الآية: 27 ].). وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعدٍ وهو يتوضأ: ((ما هذا السرف يا سعد؟))، فقال أفي الوضوء سرف؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((نعم، وإن كنت على نهر جار))( رواه الحاكم في الكنى، وابن عساكر، عن الزهري مرسلاً (كنز العمال ج9/327).
- الزراعة من الموارد الأساسية التي تحمي بيئة الأرض، وقد أولاها الإسلام عناية متميزة، وجعل الاهتمام بها عبادة. فعن أنس رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً؛ فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة، إلا كان له به صدقة))(رواه البخاري في كتاب [الحرث والمزارعة]، باب (فضل الزرع والغرس) إذا أُكِلَ منه، حديث رقم (2320)، عن أنس، كما أخرجه مسلم في كتاب [المساقاة]، باب (فضل الغرس والزرع)، رقم (1552).