قد تكون في خزانتك مجموعة من المعاطف بأشكال وتصميمات متنوعة، لكنك قلما استعملتها، لسبب أو لآخر، ومع الوقت تنسين وجودها تماما إلى أن تجدي نفسك مقبلة على شراء ما يذكرك بها.
وطبعا المحظوظة منا هي التي تسعفها الذاكرة في الوقت المناسب، وتتراجع عن الشراء عائدة إلى بيتها تبحث عن قديمها، أما في حالات أخرى فإن الذاكرة تخون، ولا ندرك، إلا صدفة وبعد فوات الأوان، أننا نمتلك معاطف عدة بتصميم واحد، أو متشابه إلى حد كبير.
وفي كل موسم تقطعين على نفسك وعدا بأن لا تقعي ضحية إغراء أي تصميم جديد وأن تستفيدي مما لديك أولا. لكن هيهات، فالقول شيء والفعل شيء آخر، خصوصا في أيامنا هذه، حيث الإغراءات أقوى بكثير من عزيمتك، لاسيما وأنها إغراءات تتمثل في الابتكار والأسعار على حد سواء.
من ناحية الابتكار، فإن المعاطف تكتسب موسما تلو الآخر شكل فساتين تبرز جماليات جسمك وأناقتك إلى حد أنها يمكن أن تعوض عن الفستان مساءً في المناسبات التي تتوجهين إليها من مكان العمل مباشرة، وحتى البسيطة منها، فهي لا تحتاج سوى لقليل من الإكسسوارات لتجعلها في غاية التألق.
ولأن هذه القطعة يجب أن تكون مترفة ومتميزة، فيجب أن تخضع لمبدأ الاستثمار أولا وأخيراً وليس لمبدأ التغيير، وهو الأمر الهين إذا أخذنا بعين الاعتبار انه بتصميماته الحالية، لا يخضع كثيرا للصرعات باستثناء القليل منها.
كما أنه مع التغيرات البيئية التي جعلت فصل الشتاء دافئا في مناطق عدة كانت تعاني في السابق من تساقط الثلوج، أو قصرت من مدته، جعلته قطعة قد لا نستفيد منها كثيرا في نفس العام، مما فرض أن يكون بتصميم كلاسيكي وبخامات متميزة وخفيفة، حتى نستفيد منه لأكثر من موسم ومناسبة.
وربما لهذه الأسباب عزف بعض المصممين عن الإسهاب في طرحه بأشكال مختلفة وبأعداد كثيرة في عروضهم في العقد الأخير، لكن، لحسن الحظ أن القليل الذي اكتفوا به، جاء متميزا ورائعا، مما يجعل بعضها بديلا رائعا عن فستان سهرة، كما هو الحال بالنسبة للتصميمات المصنوعة من التافتا أو المخمل أو قماش «البروكار» والساتان المبطن، بل حتى تلك المصنوعة من الفرو تبدو وكأنها من الحرير أو الدانتيل بفضل تقنيات الليزر الحديثة التي خضعت لها.
في كل الحالات، فإن كل واحد منا يحتاج إلى معطف يكون ثمنه فيه، من حيث الجودة والتصميم والأناقة؛ الجودة تتمثل في التنفيذ والخامة، أما فيما يتعلق بالتصميم، فهذا أمر شخصي يخضع لأسلوب كل واحد منا وشخصيته ومقاييسه، فمثلا إذا كنت تتمتعين بشخصية منطلقة تميل إلى الإبداع، فإن الأسلوب الـ «بوهو» يناسبك اكثر من تصميم كلاسيكي محافظ، والعكس، كذلك الأمر إذا كنت تميلين إلى شعار «القليل كثير» فإن تصميما «عسكريا» بعدة أزرار ذهبية وتفاصيل حول الجيوب وسحابات، سيجعلك تلبسينه مرة واحدة بعدها تفعلين المستحيل لكي تتحاشيه وتتناسي وجوده في خزانتك.
قبل شراء معطفك هذا الموسم، فإن الخطوة الأولى هي أن تفكري فيما إذا كنت تريدينه قصيرا أم طويلا، وهنا يبقى الطول المتوسط خير الحلول وأضمنها. أما الخطوة الثانية فهي أن تقرري ما إذا كنت تفضلينه محددا على الجسم أم واسعا وهذا، أمر وإن كان يخضع لذوقك الخاص، إلا انه يجب أن يخضع أيضا إلى مقاييس جسمك.
ومما لا شك فيه أن التصميم الواسع ينساب بكرم على الجسم ويمنح الدفء، وأشهره «الترابيز» كما اطلق عليه مبدعه الراحل إيف سان لوران في الستينات. ورغم مرور عدة عقود على هذا التصميم، إلا انه أكد انه يتحدى الزمن وأنه تصميم عصري وشبابي لا يحتاج سوى إلى تجديدات خفيفة لكي تتألق فيه المرأة بغض النظر عن سنها. لكن خطره يكمن في انه قد يبدو مثل خيمة تلبسك، إذا كنت ناعمة وصغيرة الحجم وكان هو سخيا في عرضه.
على العكس منه، هناك التصميم الذي يعانق الجسم، والذي يناسب معظم الأجسام، لكن يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن لا يكون ضيقا بدرجة تعيق الحركة، خصوصا أننا في أيام البرد نميل إلى ارتداء كنزات صوفية سميكة تحته.
وربما يكون التصميم العسكري، أو المستوحى من ميادين الحرب أو البحرية، من أكثر التصميمات المحددة، لأنها كانت تتوخى العملية أساسا، بيد أن المصممين أدخلوا عليها تفاصيل جعلته يناسب أجواء العمل والمناسبات، مرة من خلال الأزرار ومرة من خلال إكسسوارات نقلتها من مجال التقشف إلى الترف، مثل الأحزمة التي زادت الخصر تحديدا، ومرة بطرحها من الجلد الطبيعي وبأطوال مختلفة.
لشراء معطف عليك بالخطوات التالية:
- إذا كنت تعيشين في منطقة لا تحتاجين فيها إلى الكشمير والصوف، فعليك بمعطف ممطر مثل ذلك الذي طرحته دار «بيربيري» منذ اكثر من قرن ولا يزال كلاسيكيا عصريا يترجم في كل موسم بشكل ولون من دون أن يفقد وهجه أو تألقه. الجميل فيه انه أصبح يأتي بعدة الوان وخامات، ويناسب كل الأجواء والمناسبات، بما فيها مناسبات المساء والسهرة إذا كان من القماش المقصب مثلا.
- تجنبي المعطف الطويل الذي يصل إلى الكاحل، إذا كنت قصيرة طبعا، وإذا كنت تتحركين كثيرا، سواء تمشين أو تقودين سيارة أو تركبين «أوتوبيس» بشكل يومي. فعدا انه يهدد سلامتك، فإن القدم يظهر عليه بسرعة من أسفل بسبب احتكاكه الدائم بالأرض.
- تجنبي التصميم الضيق على اساس انه على مقاسك. لا بأس أن تختارينه بقياس أكبر منك بدرجة أو درجتين، وتأكدي انه يبدو أجمل إذا كان واسعا بعض الشيء، ما عدا الأكمام التي عليك تقصيرها، كما انه يمنح راحة لعين الناظر إليه، ولك عندما تلبسينه.
- إذا شعرت انه عريض عند منطقة الخصر، يمكنك إضافة حزام مبتكر عليه يحدد هذا الجزء ويضفي عليك المزيد من الاناقة، كما انه سيشعرك بالراحة أكثر إذا كان القياس هو ما يضايقك فيه.
- عندما نقول انه يجب أن يكون استثمارا فهذا لا يعني الألوان الغامقة فقط، لأنه بإمكانك الاستمتاع به بألوان أخرى هادئة أو متوهجة بألوان الأحجار الكريمة، على شرط أن تشعري فيها بالثقة والراحة النفسية، وإلا تتقيدي بالأسود أو الأزرق النيلي أو البني الغامق.
- لا تشعري بالذنب إذا اشتريت اثنين واحدا للنهار وآخر للمساء، قبل شرائه فكري في الأزياء التي تلبسينها في العادة. إذا كنت من النوع الذي لا يشعر بالبرد كثيرا وتميلين إلى ارتداء ملابس خفيفة، يمكنك أن تتقيدي بمقاسك، لكن إذا كنت تميلين إلى ارتداء ملابس سميكة أو تصميمات مستديرة، فقد تحتاجين إلى مقاس أكبر بدرجة على الأقل. تأكدي من أن الأكمام واسعة ومريحة عندما ترتدين كنزة صوفية سميكة تحته، لأنه ليس أسوأ من منظر أكمام ملفوفة وتبدو ضيقة.
- ستواجهك عدة تصميمات مغرية في الأسواق حاليا لمعاطف بأكمام تصل إلى الكوع فقط، إذا وقعت تحت إغرائها، تذكري أن هناك قفازات طويلة يمكن أن تعوض عن الأكمام في الايام الباردة، إضافة إلى إنها تبدو رائعة، خصوصا إذا كانت بألوان زاهية تتناقض مع لون معطفك الكلاسيكي.
- إذا كان الدفء هو الهدف الأهم لشرائك للمعطف، احرصي أن يكون بأزرار يمكن إغلاقه من فوق إلى تحت حتى تتمكني من الاستفادة منه تماما. بعض التصميمات التي تعتمد على زر واحد عند العنق غير عملية لأنك ستقضين معظم وقتك وأنت تحضنينه للحفاظ عليه حول جسمك.
- اختاريه بتصميم يخفي عيوبك من خلال إيجاد التوازن. إذا كنت ممتلئة عند منطقة الوركين، مثلا، تجنبي معطفا بحزام يحدد الخصر ويتسع من تحت، وإذا كنت تتمتعين بصدر كبير، تجنبي الياقة الكبيرة أو المبتكرة حتى لا تلفتي الانتباه إلى هذا الجزء. أما إذا كنت قصيرة، فتجنبيه بطول قصير واختاريه بطول يصل إلى الركبة في المقابل.
المصدر: جريدة الشرق الأوسط