قالت وزارة الصحة الأمريكية إن امرأة من ولاية تكساس قد توفيت هذا الأسبوع من جرَّاء الإصابة بإنفلونزا الخنازير، لتكون على ما يبدو أول حالة وفاة بين المقيمين في الولايات المتحدة بسبب الإصابة بالفيروس القاتل.
وجاء في بيان أصدرته الوزارة اليوم أن "التقارير أفادة بأنه تم الإبلاغ عن أول حالة وفاة بسبب فيروس (H1N1)، والضحية كانت مقيمة في ولاية تكساس."
وأضاف البيان قائلا: "لقد توفيت امرأة من مقاطعة كاميرون الأسبوع الماضي، وكانت الضحية تعاني من أوضاع صحية مزمنة ومتردية."
يُشار إلى أن طفلا مكسيكيا كان قد فارق الحياة نتيجة إصابته بالفيروس المذكور في أعقاب زيارته لولاية تكساس مع ذويه خلال شهر نيسان الماضي، وكان أول شخص يلقى حتفه خارج المكسيك من جرَّاء الإصابة بالفيروس.
احتجاج مكسيكي
سوف تقوم منظمة الصحة العالمية بشحن 2.4 مليون جرعة من مضادات الإنفلونزا إلى 72 دولة
جاءت هذه التطورات بعد ان كانت المكسيك قد أعلنت في وقت سابق من اليوم الثلاثاء بأنها بصدد توجيه كتاب احتجاج إلى منظمة الصحة العالمية تطلب فيه تفسيرا من الدول التي فرضت قيودا على وارداتها من البلاد على خلفية انتشار إنفلونزا الخنازير من أراضيها إلى أنحاء أُخرى من العالم.
وقال وزير الاقتصاد المكسيكي، جيراردو رويز ماتيوز، إن فرض إجراءات الحظر بسبب إنفلونزا الخنازير "يفتقر إلى قاعدة علمية يستند عليها، كما لن يتم السماح به."
يُشار إلى أن الصين وروسيا ودولا أُخرى كانت قد فرضت حظرا على استيراد لحوم ومنتجات الخنازير من المكسيك والدول الأُخرى التي تأثرت بانتشار الفيروس المذكور على أراضيها.
31 حالة وفاة
وقد لقي حتى الآن 31 شخصا حتفهم، منهم 29 في المكسيك، بالإضافة إلى الطفل المكسيكي الذي كان يزور الولايات المتحدة الشهر الماضي والمراة ألأمريكية التي قضت اليوم بولاية تكساس، وذلك من بين الأشخاص الـ 1490 الذين تأكد إصابتهم بفيروز الخنازير في 20 دولة في العالم.
وقد حثَّت منظمة الصحة الدولية بلدان العالم على أن تظل حذرة، قائلة إن احتمال تطور انتشار الفيروس ليصبح وباءا عالميا ما زال قائما، وذلك على الرغم من التقارير التي تحدثت مؤخرا عن نجاح بعض الحكومات من الحد من انتشار الفيروس على أراضيها.
لقد أنقذنا حياة الآلاف، ليس في المكسيك وحدها فحسب، بل في جميع أنحاء العالم
الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون
وقالت المنظمة الدولية إنها بصدد شحن 2.4 مليون جرعة من مضادات الإنفلونزا، كانت قد تبرعت بها الشركة المنتجة لمصل "تاميفلو" المضاد للفيروسات لكي تُقدم إلى الدول الـ 72 الأكثر حاجة لمثل تلك العقاقير.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة إن المكسيك تتصدر قائمة الدول التي ستتلقى شحنات من تلك الأدوية، وذلك إلى جانب الدول الأُخرى التي تجد صعوبة في شراء مخزون كافٍ من المضادات لمواجهة احتمالات انتشار الفيروس بين سكانها.
وذكَّرت المتحدثة بأن مجموعة روش السويسرية كانت قد تبرعت بحوالي 5 ملايين جرعة من دواء "تاميفلو" خلال عامي 2005 و2006 لدى انتشار إنفلونزا الطيور حينئذ.
تبرعات للدول النامية
وكان المسؤول الثاني في منظمة الصحة العالمية، كيجي فوكودا، قد أعلن الأسبوع الماضي أن المنظمة ستخص بالأدوية الدول النامية بشكل رئيسي.
وكان الرئيس المكسيكي، فيليبي كالديرون، قد أكد في وقت سابق أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات في بلاده لمنع انتشار إنفلونزا الخنازير "أنقذت حياة الآلاف في العالم".
وقال كالديرون في خطاب بثه التلفزيون المكسيكي: "لقد أنقذنا حياة الآلاف، ليس في المكسيك وحدها فحسب، بل في جميع أنحاء العالم".
حذرت المنظمة من أنه لا ينبغي لدول العالم التهاون في ردها على انتشار المرض
وأشاد كالديرون "بالتحرك المسؤول" لحكومته، مؤكدا أن المكسيك "قادت الكفاح العالمي في وجه هذا الفيروس الجديد".
وكان الرئيس المكسيكي قد أعلن في وقت سابق أن بلاده تمكنت من احتواء وباء إنفلونزا الخنازير، قائلا إن حكومته تحركت بسرعة أكبر من حكومة الولايات المتحدة، سواء في مجال التحذير من خطورة المرض، أو باتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية لمنع انتشاره.
عودة إلى الحياة الطبيعية
وقد أعلنت السلطات المكسيكية يوم أمس الاثنين أن المطاعم والمقاهي في العاصمة مكسيكو سيتي ستعود لتفتح أبوابها أمام الزبائن يوم غد الأربعاء، وذلك بعد أن تم رصد انخفاض ملحوظ في معدل الإصابات الجديدة بإنفلونزا الخنازير في البلاد.
وأفادت التقارير بأن مكسيكو سيتي شهدت عودة بعض مظاهر الحياة الطبيعية، إذ عادت حركة المرور إلى بعض شوارع المدينة، كما بدأت بعض المحال التجارية والحانات تستقبل زبائنها اليوم الثلاثاء.
حصد فيروس إنفلونزا الخنازير حياة 31 شخصا حتى الآن، هم 30 مكسيكيا وأمريكية واحدة
كما أعلنت السلطات المكسيكية أن المدارس والجامعات ستعود لتفتح أبوابها أمام الطلاب يوم الخميس المقبل.
وكان بيان صادر عن مكتب عمدة العاصمة قد ذكر في وقت سابق أن الدور سيأتي على المكتبات العامة والمتاحف والكنائس لتعود إلى الافتتاح أمام الزائرين يوم الخميس المقبل، بينما ستظل دور السينما والمسارح مغلقة حتى إشعار آخر.
وتُرجع السلطات المكسيكية الفضل في إحراز مثل هذا التقدم في مواجهة انتشار الفيروس إلى القرارات الحكومية بإغلاق المدارس والمطاعم وإلغاء المناسبات الجماهيرية.
من جانبه، أعلن وزير الصحة المكسيكي، خوسيه إنخيل كوردوفا، أن فعالية فيروس إنفلونزا الخنازير قد بلغت ذروتها في الفترة الواقعة بين الثالث والعشرين والثامن والعشرين من الشهر الماضي.
وعلى صعيد آخر، اعلنت وسائل الاعلام الرسمية الصينية ان 97 صينيا عائدا من المكسيك على متن رحلة جوية واحدة هم بصحة جيدة.
وقالت وكالة شينخوا للانباء ان اطباء يراقبون حالة المسافرين على متن الطائرة التي ستنزل في مطار بودونج بشانغهاي صباح الخميس.
ووصلت طائرة من شركة ايرو-ميكسيكو الى شنغهاي الخميس لترحيل عشرات المكسيكيين الذين وجدوا انفسهم في الحجر الصحي في الصين، وسط توتر دبلوماسي بين البلدين، وجدل حول ما يجوز لبلد فعله لاحتواء انتشار المرض وما لا يجوز.
ولم تكن اية اعراض لانفلونزا الخنازير قد بدت على اي من المكسيكيين الـ43، مما جعل المكسيك تتهم الصين بالتمييز ضد مواطنيها، الشيء الذي نفته بكين.
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع