السمع والمخ في كل لحظة نعيشها تصل إلى قشرة المخ ملايين الإشارات الكهربائية الصغيرة، تنتقل بطرق معقدة من الأذنين إلى المخ . هدفها النهائي هو الوصول إلى مناطق صغيرة في جانبي المخ، تسمى القشرة السماعية . نحن نعرف أنها تصل إلى هنا، لأنه عندما نلامس هذا المكان من المخ بسلك كهربائي رفيع ونصدر صوتا قويا قرب الأذن، ينقل السلك تيارا كهربائيا، وعندما نوصله بمكبر الصوت فإنه يصدر صوتا . في الواقع لا أحد يعرف حقا كيف يستخدم المخ كل هذه الإشارات لترجمتها إلى الأصوات التي نسمعها . إن ما نعرفه حقا هو أنه تتم مقارنة بين الإشارات المموهة وبين الذكريات المخزونة في المخ . هذه الذكريات تبدأ بالتراكم منذ اللحظة التي نولد فيها، لتصل إلى مكتبة كاملة من التجارب والانفعالات، فيقوم المخ بمقارنتها بالأصوات التي يتلقاها عبر الأذن . بإمكان الإنسان البالغ التعرف على 500.000 صوت مختلف . الأصوات الجديدة تفرز وتقارن مع الأصوات الموجودة في الذاكرة . يفحص المخ هذه الإشارات ويقرر إذا كانت ثمة حاجة للقيام بعمل معين أو رد فعل معين، بعد ذلك يقوم بتخزينها في الذاكرة أو يتجاهلها . يحتمل أن سبب مضايقة بعض الأصوات أصوات حادة معينة لنا – مثل كشط اللوح بالأظافر – هو أن هذه الأصوات لا تجد مكانها الصحيح في ذاكرتنا . على كل حال، صحيح أن جهاز الأذن مفهوم جيدا لنا، لكن عمل المخ مازال بمعظمه بمثابة لغز . ولا يزال العلماء يجهلون سبب مقدرة بعض الموسيقيين على التعرف على نوتة معينة بدقة متناهية، بينما لا يوجد لدى الغير " أذن غير موسيقية " وهم ليسوا قادرين على الغناء أو الدندنة أو التعرف على خطأ بارز في اللحن الذي يستمعون إليه .
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
22,840,504