تعريف التلقيح الاصطناعي
التلقيح الاصطناعي عبارة عن إدخال حيوانات منوية مستخرجة من الزوج في المسالك التناسلية للزوجة بهدف الإخصاب والإنجاب ولا يتم ذلك عن طريق الممارسة الجنسية المباشرة بين الزوج والزوجة وإنما بحقن السائل المنوي بطريقة اصطناعية بواسطة المخصص لذلك وقد يلجأ إليه الطبيب في حالة الفشل في معالجة العقم وكتدبير لمساعدة الزوجين للحصول على طفل .
التلقيح الاصطناعي بمني الزوج
يكون التلقيح الاصطناعي بمني الزوج في الحالات التالية :
- عندما يكون الزوج عاجزا أو طاعنا في السن ويرغب في الذرية .
- عندما يكون الزوج سريع الإنزال لا يستطيع إيصال سائله المنوي إلى أغوار المهبل .
- عندما تكون مواصفات السائل المنوي عند الزوج من النوع الرديء فيكون فيه عدد نادر من الحيوانات المنوية التي لا تستطيع بحركتها الخاصة عبور المسالك التناسلية عند المرأة .
- عندما تكون المرأة حساسة للغاية وخائفة بشكل يضيق مهبلها وتنقبض عضلاته عند الجماع، مما لا يسمح لعضو الرجل بالدخول إلى المهبل وتسمى هذه الحالة ( Vaginismus ) وهي حالة ليست نادرة، يجدها الأطباء بكثرة في عياداتنا خاصة في الشرق حيث تنعدم الثقافة الجنسية الصحيحة . يتطلب علاج هذه الحالة، في غالب الأحيان، وقتا طويلا وقد لا ينجح بالرغم من استخدام جميع الوسائل الطبية والنفسانية .
- عندما تكون الزوجة مصابة بمناعة ذاتية ( An Immune Reaction ) ضد مني زوجها وحساسية قاتلة بين السائل المنوي ومادة الرحم الزلالية تفتك بالخلايا المنوية بحيث يتعذر على مني الزوج عبور المسالك التناسلية بالطريقة الطبيعية، وفي الوقت المحدد للإباضة مما يستدعي نقل الحيوانات المنوية المأخوذة من الزوج وغسلها في المختبر ووضعها مباشرة في جوف الرحم بواسطة حقنة خاصة .
أما الحالات التي يفقد فيها الطبيب الأمل من خصب الزوج ولا يمكن حلها حتى بواسطة التلقيح الاصطناعي بمني الزوج فهي التالية :
- حالة انعدام النطف المنوية في السائل المنوي عند الزوج .
- حالة موت النطف أو عدم تحركها، والتي لا ينفع العلاج في تحريكها .
- حالة نقص النطف في السائل المنوي وقصور عددها من الخمسة ملايين في الملمتر الواحد وإذا كانت من النوع الرديء .
- حالة كون الرجل مصابا بانعدام القذف أو ضعف قذف السائل المنوي في المهبل، وهذا يحدث عادة بعد استئصال غدة البروستات عند الرجل أو بسبب استئصال الخصية أو الحويصلات المنوية ( الخزانات ) على أثر حادث .
- حالة يحمل فيها الزوج خصائص وراثية مشكوك بسلامتها ( نقص عقلي، جنون ) .
- حالة تدل الفحوص المخبرية فيها أن كروموزومات الزوج غير موافقة لكروموزومات الزوجة ( بسبب درجة القرابة ) وأن المرأة في هذه الحالة أنجبت سابقا أطفالا مشوهين .
- حالة عجز الرجل نهائيا وأبديا عن إيصال الحيوان المنوي لزوجته بسبب من الأسباب، على أثر حادث مثلا أو مرض أو صدمة نفسية قوية أو شلل نصفي .
المحاذير القانونية والاجتماعية للتلقيح الاصطناعي الخارجي
للتلقيح الاصطناعي " الخارجي " أي من متبرع مجهول الهوية، موانع اجتماعية وقانونية ونفسية وأخلاقية . والزوجان اللذان يقدمان طوعا على إجراء مثل هذه العمليات يعيان تماما أنهما يتحملان أكبر مسؤولية اجتماعية إلى جانب المسؤولية القانونية والأخلاقية التي تدوم مدى الحياة ومدى الأجيال التي ستلي . وكذلك الطبيب الذي يقدم على إجراء هذا النوع من التلقيح في الدول التي يسمح به فيها يتحمل هو الآخر جزءا من هذه المسؤولية لأن مهمته لا تنتهي عند وضع النطف " الغربية " في الرحم الزوجة، بل إنها تبتدئ منذ اللحظة التي يتكون فيها هذا المخلوق الجديد، أي منذ اللحظة التي تنشأ فيها العلاقات العائلية والعاطفية الجديدة بين الأم والأب والطفل المرتجى . لذا، فإن هذه العملية لا تتم بلا قيود يلتزم بها كل من الطبيب والزوج والزوجة .
على الطبيب قبل أن يوافق على إجراء التلقيح الاصطناعي بواسطة نطف رجل آخر أن يتأكد بكامل إمكانياته من جدارة الزوج وكذلك الزوجة واستعدادهما لاستقبال هذا المخلوق الجديد وتأهبها لإعطائه كل الحقوق العائلية والمدنية المترتبة على ذلك . وقد يتطلب هذا القرار عقد عدة جلسات ومحادثات مع الزوجين وإعطاءهما الوقت الكافي لدراسة وضعهما بعمق وتفكير غير مشوب بالمواقف الضاغطة الآنية والمصالح العابرة . وعلى الزوج الذي يرضي بكامل موافقته وإرادته ووعيه، أن تنجب زوجته طفلا بواسطة مني من متبرع مجهول الهوية، الإقرار بأنه هو الأب الشرعي لهذا الطفل منذ لحظة ولادته ما يترتب، من جراء ذلك، من مسؤوليات خاصة إذا أدرك بأنه المسؤول عن عقم زوجته ! ثم ماذا عن صاحب المني ؟
مع كل هذه القيود تبقى المغالطات واضحة بمجرد إقرار رجل بأبوته الشرعية لطفل يدري تماما أنه ليس من صلبه وامرأة ترضى بأن تلقح بمني رجل لا تربطها به رابطة، وهي على ذمة رجل آخر.
أسباب فشل التلقيح بواسطة أنبوب المختبر
لعل أهم الصعوبات التي تعترض الأطباء في هذا المجال هي التالية :
- عدم نجاح عملية التلقيح من المرة الأولى، ومن الدورة الشهرية الأولى، إلا في 20% من جميع الحالات، حسب إحصاءات الجمعية الأميركية للخصوبة المتحصلة من 245 مركز تلقيح في عام 1992.
- وجوب تكرار عملية التلقيح عدة مرات خلال ثلاث أو أربع دورات شهرية .
- عدم علوق المضغة في بطانة الرحم وسقوطها في الساعات الأولى بعد وضعها داخل جوف الرحم .
- حصول إجهاضات متكررة حتى بعد العلوق، أي خلال الأسابيع الأولى من التكوين .
- وجوب تمتع المرأة بصحة جسدية ونفسية جيدة، وأن لا يتعدى عمرها الثلاثين أو الخامسة والثلاثين سنة، وأن تكون صبورة ومتفهمة للوضع وغير متأففة، ومستعدة للتضحية وتتحمل الإزعاجات وتلتزم إرشادات الأطباء .
- ارتفاع كلفة العملية، ذلك أن كلفة عملية التلقيح هذه تتراوح ما بين ثلاثة آلاف وثمانية آلاف دولار أميركي .
هذا مع العلم أن عملية التلقيح في أنبوب المختبر ( طفل الأنابيب) لم تعد مقتصرة على النساء اللواتي بعانين من انسداد في الأنابيب الرحمية فقط، كما كان الحال في السابق، بل أصبح إجراؤها موصى به عندما تكون المرأة مصابة بمرض الأندوميتريوز، أي مرض الخلايا المفرزة للدم الشهري، أو عندما يكون عدد النطف المنوية عند الزوج منخفضا للغاية، أو عندما تكون أسباب العقم مجهولة وغير مفهومة .
وفي صدد الحديث عن الطرق المتبعة اليوم في التلقيح الاصطناعي والتطور الهائل الحاصل في هذا المجال، لا بد من الإشارة السريعة لطريقة الاستنساخ المبتكرة حديثا في التخصيب الاصطناعي ولو باقتضاب قدر الإمكان وذلك تعميما للمعرفة، نظرا لما تحمله هذه الطريقة من أهمية بالغة في مجال الهندسة الوراثية والتناسل وتطوير علم الأجنة في المستقبل القريب والبعيد .