في تقديمنا لهذا الموضوع اليك لابد أن نذكرك بان طفلك حتى منذ أول يوم في ميلاده لا يحتاج إليك كمصدر للطعام فقط بل أيضا كمصدر لإشباع حاجات أولية لا تقل عن الطعام أهمية في سبيل نموه السليم فهو يحتاج اليك كمصدر للتعلق عن طريق التلامس الجسدي والاحتضان وهو يحتاج إليك كمصدر للاستثارة الاجتماعية عن طريق المداعبة واللعب ثم إنه يحتاج إليك كمصدر للدفء العاطفي عن طريق الانتباه والاهتمام .

 

ولما كان الحصول على هذه الخبرات منك لازما لنموه النفسي بشكل أولي لذلك كان عليك أن تجعلي من فترة الرضاعة فرصة أخرى لاشباع هذه الحاجات ومقترنة بها حتى ولو كانت الرضاعة صناعية وليست طبيعية .

 

ولعل أول سؤال في هذا السبيل هو : رضاعة طبيعية ام صناعية ؟

الرضاعة الطبيعية

 

إن الأطفال الذين يتمتعون بالرضاعة الطبيعية تكون نسبة الإصابة بينهم بأمراض الإسهال والأمراض المعدية وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض الحساسية وأمراض سوء التغذية ضئيلة للغاية وذلك بالمقارنة بهؤلاء الذين يتغذون على الألبان الصناعة ولذلك فإن التغذية عن طريق استعمال الألبان الصناعية تهدد حياة وصحة الملايين من الأطفال .

 

جدير بالذكر أن الأبحاث العلمية الحديثة قد أثبتت أن الطفل الذي يتغذى على لبن الأم لا يتمتع بصحة جيدة فحسب ولكن بصحة نفسية أفضل ونمو جسماني وعصبي أفضل وذلك بالمقارنة بالأطفال الذين يتغذون على الرضاعة الصناعية في الصغر . وأن لبن الأم يحتوي على بعض مواد لازمة لنمو المخ والجهاز العصبي . ولقد أثبتت بعض الدراسات أن ذكاء الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يفوق الذي يرضعون رضاعة صناعية .

كما أن الأبحاث الحديثة أثبتت أن الرضاعة الطبيعية لها أثر ضد إصابة الإنسان بأمراض القلب والشرايين عندما يكبر في السن .

وهناك بعض العلامات التي تطمئن الأم إلى أن وضع الطفل مناسب للرضاعة الطبيعية هي :

  1. أن يلتفت الطفل بكل جسمه ناحية الأم .
  2. أن يستطيع الطفل القيام بمصات طويلة وعميقة من ثدي الأم .
  3. أن يكون الطفل مستريحا وسعيدا .
  4. ألا تشعر الأم بألم في الحلمة .

يجب على الأم إرضاع طفلها في الأيام الأولى عند الطلب أثناء الليل والنهار، ويمكن الاستدلال على ذلك ببكاء الطفل إذا لم يكن هناك سبب آخر يستدعى البكاء كأن يكون مبلولا ومحتاجا إلى تغيير الكافولة مثلا . والرضاعة عند الطلب هي أفضل نظام لغذاء الطفل حديث الولادة عند ذلك سوف ينال الكمية اللازمة لغذائة أما الأم فيساعدك ذلك على زيادة إفراز اللبن ويمنع من حدوث تجمع اللبن وتضخم والتهاب الثديين .

طريقة الرضاعة الطبيعية

 

كما ذكرنا من قبل، فإن الرضاعة يجب أن تبدأ فورا بعد الولادة سواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية لدرجة أن كثيرا من الأمهات يستطعن أن يرضعن في حجرة الولادة .

 

كما يجب أن نذكر أن هذه الرضعات الأولى تكون بمثابة تعارف بين الأم ووليدها وتبادل الحب والحنان وإعطاء الوليد الأمان، كما أنها تكسب كلا منهما خبرة تساعد في نجاح الرضاعة الطبيعية بعد ذلك .

يجب عليك أيتها الأم أن تتأكدي أن الطفل مستيقظ بدرجة تكفي ليمص جيدا ويمكنك أن تساعديه في البقاء بالحديث إليه وهزه وخلع لفائفه ومسح وجهه بفوطه مبللة بالماء الدافئ كل ذلك حتى يظل مستيقظا طول فترة الرضاعة .

هناك عدة أوضاع لإرضاع الطفل وكلها تتطلب أن تكون الأم ووليدها في حالة مريحة حتى تتم الرضاعة بنجاح .

يمكنك أن تقومي بالرضاعة وأنت جالسة على كرسي مريح بحيث يكون وضع الطفل فوق بطنك ليصبح كل جسمه مواجها وملاصقا لجسمك وتصبح راسه فوق كوعك لتكون مواجهة للصدر الذي سيرضع منه وبذلك تكون الحلمة في فمه مباشرة .

يجب أن تلاحظي أن ذراعك التي تحمل الطفل تكون تحت ظهره أما الذراع الأخرى فتسندين بها ثديك ( الإبهام أعلى المنطقة البنية اللون حول الحلمة والأصابع الأخرى تحت الثدي ) .

أجعلي الحلمة تلمس شفاة طفلك بخفة وبرقة فتكون استجابته فورية وتلقائية بأن يفتح فمه قربيه لجسمك أكثر واكثر لتسهلي عليه عملية المص بأن يضغط بلسانه وفكيه على مخازن اللبن الموجودة في المنطقة المحيطة بالحلمة .

أن أنف الطفل سيكون قريبا أو تقريبا ملامسا للثدي فإذا كانت فتحات الأنف مسدودة فيجب أن ترفعي ثديك قليلا بأصابعك مع تجنب الضغط بأصبع الإبهام على الثدي لأن ذلك يسبب طرد الحلمة من فم الطفل علما بأنك لن تحتاجي لأن تسندي ثديك بيديك بعد الأسابيع القليلة الأولى من الرضاعة عندما يقوي الطفل على المص .

قبل أن تنقلي الطفل من ثدي لآخر يجب أن تضعي برفق اصبعك الخنصر في جانب فمه بين الفكين حيث أن ذلك يجعله يترك الثدي بسهولة ويمنع حدوث تشققات في الحلمة تسبب لك آلاما مع المص ثم اجعلي الطفل يتحشا ثم انقليه للثدي الآخر ليستمر في عملية الرضاعة.

يجب ملاحظة أنه في موعد الرضاعة التالية يفضل أن تبدئي بالثدي الذي انتهيت به في الرضاعة السابقة ولا مانع من وضع أي علامة " بالسوتيان " لتذكر بالثدي الذي يجب أن تبدئي به في الوجبة القادمة .

إذا عرفنا أن الطفل دائما يحصل على اغلب اللبن الموجود في الثدي في أول خمس دقائق من المص إذن يجب أن تكون الرضاعة محدودة بهذه الفترة الطويلة " نسبيا " من الثدي الأول ثم تستمر الرضاعة من الثدي الثاني خلال الفترة التي تقبلها الأم والطفل معا وهي حوالي ربع ساعة وفور أكتمال عملية الرضعة من الثديين يجب أن تتركي ثدييك معرضين للهواء مباشرة لعدة دقائق لكي يجفا تماما .

الفطام

تلجأ بعض الأمهات أحيانا إلى اتخاذ قرار بينها وبين نفسها دون ما سبب اضطراري بأن ثمنع طفلها عن الثدي مرة واحدة أي هكذا فجأة وبدون مقدمات وهو ما نسميه بالفطام المفاجى.

ولا شك في أن مثل هذا الإجراء تكون له نتائج في منتهى الخطورة بالنسبة لنمو الطفل جسميا ونفسيا للأسباب الآتية :

أولا :
أن الطفل في أثناء فترة الرضاعة يكون قد نمي نحو أمه علاقة عاطفية قوية باعتبارها ليست مصدرا للغذاء فقط بل أيضا للأمن والدفء العاطفي والارتياح والاسترخاء فإذا ما جاء الفطام مفاجئا فإن معني ذلك انه قد حدث فصم لتلك العلاقة التي كونها الطفل مع أمه، ولا يكفي هنا أن نقول أن الصدمة النفسية التي يتعرض له الطفل في هذا الموقف هي أشبه بالصدمة العاطفية التي يتلقاها الكبير من عزيز عليه هجره أو تنكر له ذلك انه بالنسبة للطفل فإن مثل هذه الصدمة يمكن أن يكون لها آثار بعيدة المدى في حياته العاطفية مستقبلا دون أن يدري .

ثانيا :
أن الفطام بهذه الصورة المفاجئة يعني انتقال الطفل فجأة من لون من الطعام مرغوب فيه ومن عادة قوية في تناوله هي عادة الامتصاص إلى لون آخر والى طريقة أخر لم يتعلم الطفل أن يحبها بعد .

قد تقول بعض الأمهات سيأتي اليوم الذي يتعلم فيه الطفل هذه الأنواع الأخرى من الطعام وتلك الطريقة الأخرى في تناوله .

متى إذن وكيف تتم عملية الفطام

إن عملية الفطام يجب أن تتم تدريجيا وليس بشكل مفاجئ.

ويمكنك أن تبدئي ذلك في الشهر الرابع من عمر الطفل وسوف تجدين أن الفطام لا يحدث الآثار العنيفة التي تحدثنا عنها بل على العكس سوف يكون سلسا ومريحا إذا سار على النحو الأتي :

(!) أن يبدأ الطفل في تناوله وجبه جافة تحل محل رضعة ابتداء من نهاية الشهر السادس .

(2) يزداد تدريجيا عدد الوجبات التي تحل محل الرضعات بزيادة عمر الطفل حتى تبقى رضعه في المساء مثلا ثم رضعه المساء فقط وهكذا .

(3) يتم الفطام التام عند سن السنتين تقريبا أي عندما يكون الطفل قد أصبح مستعدا تماما لتقبل عادات جديدة في الحصول على الطعام بالمضغ أو بالشرب بدلا من الامتصاص وعندئذ يمكن الانتقال من هذه العادة ( الامتصاص ) إلى تلك ( المضغ ) بطريقة طبيعية جدا ودون حاجة إلى اللجوء إلى العنف .

التدريب على الإخراج

لابد أن نقرر من البداية أن عملية التدريب على ضبط الإخراج عملية صعبه . هي أصعب بكثير من تدريب الطفل على العادات الأخرى مثل كيفية تناول الطعام وعادات النوم وغير ذلك .

وترجع صعوبة هذه العملية إلى ما يلي:

أولا :
انه لا يوجد مقابل النجاح فيها أية مكافأة ففي النوم يمكن أن نحكي حكاية للطفل وفي حالة الطعام يكون مجرد الحصول على الطعام في ذاته شيئا لذيذا وسارا وهكذا .

ثانيا :
أن الاستجابة المطلوب من الطفل أن يتعلمها وهي التحكم في الإخراج هي عكس الاستجابة الطبيعية على خط مستقيم ذلك أن العضلات المتحكمة في هذه العملية من طبيعتها أن تنفرج عندما يمتلئ المكان بمواد الإخراج فعندما تتضخم المثانة مثلا لامتلائها فإن تدفع إلى انفراج العضلات حتى يتم تفريغ البول ونفس الشيء بالنسبة لمواد البراز هذه الانعكاسات الطبيعية تولد مع الطفل للمحافظة على حياته اما التدريب على ضبط الإخراج فيقضي أن يحدث العكس تماما أي أن يحدث انقباض في العضلات بدلا من الانفراج بمجرد الضغط عليها من مواد الإخراج .

ثالثا :
ليس هذا فقط بل أن على الطفل أيضا أن يتعلم أن يقوم ببعض العمليات الأخرى أثناء ضغطه على عضلاته حتى تتم عملية التفريغ بالطريقة المطلوبة فعليه في البداية أن ينادي أمه ثم عليه بعد ذلك أن يتعلم أن يذهب إلى المكان المخصص للإخراجوان يفك ازراره وان يجلس على ذلك المكان كل ذلك وهو قابض على عضلاته التي تلح عليه بالانفراج .

رابعا :
ثم أن الطفل ليضطر إلى محاولة تعلم ذلك كله أحيانا في الوقت الذي لا تكون فيه لغته قد نمت بعد إلى الحد الذي يساعده على فهم تعليماتنا وكذلك في الوقت الذي لا يكون فيه تكوينه الجسمي قد نما إلى الحد الذي يساعده على القيام بعملية التحكم .

هذه الصعوبة في التدريب على التحكم في الإخراج لا يمكن أن تخفي على الآباء الذين فشل أطفالهم في تعلم هذه العملية في الوقت الذي كان فيه أولئك الآباء أنفسهم في أشد القلق على أطفالهم من هذه الناحية .

كيف تساعدين طفلك على التحكم في البول

سوف يتعلم طفلك أن البول أيضا يذهب إلى الوعاء المخصص للإخراج كما يذهب داخل الحفاض ذلك انه في اغلب الوقت يخرج البول مع البراز أثناء استخدام الوعاء فإذن كانت عملية التدريب على الإخراج تسير بسهولة ويسر فإن طفلك سوف يكون مستعدا للتعاون معك أيضا في التدريب على التحكم في التبول وان كان التحكم في التبرز يتم بصورة اسهل واسرع .

ولإتمام التحكم في التبول بسهولة ويسر أيضا نورد لك الملاحظات البسيطة الآتية :

(1) يتبول الطفل عدة مرات في البول على عكس التبرز ولهذا فإن فرص الفشل تكون فيه كثيرة نسبيا وخاصة أثناء انهماك الطفل في اللعب . فعليك أن تكوني صبورة ومتفهمة ورقيقة مع طفلك إلى اقصى الحدود حتى لا يشعر بالضيق والإحباط .

(2) ابدئي التدريب بترك طفلك دون لباس داخلي بعد قيامه من النوم وقدمي له الوعاء المخصص للجلوس عليه وفي حالة رفضه لا تضغطي عليه واتركيه كما هو ( أي دون وضع اللباس الداخلي ) وشجعيه مرة أخرى فإذا نجح فهنئيه برفق ثم ضعي له الحفاض كالمعتاد .

(3) بعد بضعة أيام أو أسابيع من المحاولات الناجحة – اخلعي عن طفلك الحفاضات واتركيه بدونها أثناء استيقاظه وفترة وجودك بالمنزل " أي بالسروال العادي فقط " .

(4) إذا حدث أن بلل طفلك نفسه فبكل رفق وتعاطف يمكنك أن تحدثيه في هذا الشأن بكلمات مثل " معلهش انت اتأخرت شوية المرة دي ... صح ؟ "

(5) أثناء مرحلة تدريب الطفل على التحكم في عملية التبول يمكن اقتراح فكرة استعمال المرحاض إلى جانب الوعاء المخصص فإذا كان الطفل سعيدا باستخدام المرحاض فسوف تجدين نفسك في غير حاجة إلى الوعاء المخصص في خلال فترة تمتد إلى ستة أشهر .

(6) ساعدي طفلك في هذه الحالة على استخدام المرحاض وعلميه كيفية الصعود إليه والنزول من فوقه دعيه " يشد السيفون " بنفسه ... وسوف يجد في ذلك متعة كبيرة .

(7) مرة آخرى ... لا تتوقعي أن يستمر نجاح طفلك في فترة التدريب مائة في المائه من الحالات لا تجادليه كثيرا أو تظلي تذكرينه دائما بضرورة الجلوس في المكان المخصص – إذا حدث أن فشل مرة أو مرات – فإن كثرة التركيز هذه قد تفسد عملية التدريب .

(8) وحتى بعد أن يتم تدريب الطفل على التحكم في التبول لا تتوقعي منه أن يكون في مقدوره القيام بالتبول دون أن يشعر بحاجة إلى ذلك فإلى أن يبلغ طفلك ثلاث سنوات على الأقل فإنه لن يستطيع أن يعرف كيف يتبول إذا لم يكن لديه حاجة ملحة إلى ذلك لهذا فإن طبلك من طفلك الذهاب إلى المرحاض قبل مغادرة المنزل لن يفيد شيئا .

(9) بإمكانك أن توفيري على نفسك هذه المشقة بان تحملي الوعاء المخصص لهذا الغرض إذا ذهبت مع طفلك إلى مكان خارج المنزل لمدة طويلة .

(10) بالرغم من أن كثيرا من الأطفال يمكنهم التحكم في عملية التبول والتبرز قبل بلوغهم العام الثالث من أعمارهم إلا أن غالبية الأطفال حتى سن الرابعة والخامس يفضلون اصطحاب احد الوالدين إلى المرحاض إذا كانوا في مكان عام.

(11) بعد أن يكون الطفل قد قضي فترة في القيام بالتبول وهو جالس سوف تجدينه في حوالي الثالثة من عمره يريد أن يقلد والده واشقاءه الأكبر سنا في التبول وقوفا هذه فرصة طيبة لتدريب طفلك على اتباع هذا الوضع قبل التحاقه بالروضة وخاصة إذا وضحت له أن هذه الوضع لا يستدعي خلع " البنطلون " .

(12) توقعي من طفلتك الصغيرة محاولة تقليد أخيها في طريقة التبول وقوفا – لا تكوني عنيفة معها فسوف تتعلم من هذه التجربة أن هناك فرقا بين جسمها وجسم أخيها .

(13) من العوامل المساعدة في التدريب مشاهدة الطفل لأفراد الأسرة وهم يستخدمون المرحاض فالطفل يميل إلى التقليد والتقليد يساعد كثيرا في هذه العملية .

(14) تأكدي أن طفلك بمجرد تدريبه على التحكم في التبول سوف يشعر بنفسه بالضيق وعدم الارتياح اذا ما بلل نفسه ولا داعي لأن تزيدي لديه هذا الشعور .

(15) علمي طفلك كيف ينظف نفسه جيدا وعلمي طفلتك ضرورة تنظيف نفسها من الأمام إلى الخلف وليس العكس ذلك أن التنظيف من الخلف إلى الإمام قد يحمل بعض القاذورات إلى منطقة التبول مما يتسبب عنه عدوى في الجهاز البولي .

كيف تساعدين طفلك على البقاء نظيفا أثناء الليل

  1. توقعي من طفلك فراشا جافا في يوم ومبللا في يوم آخر ، لا تقلقي في كلتا الحالين لأنك إذا قلت له " أنت النهاردة كويس " مثلا عندما يكون فراشه جافا في تلك الليلة فإن ذلك سوف يجعله يشعر بأنه مش كويس إذا ما بلل فراشه في الليلة التالية .
  2. بدلا من التعليق بمثل هذه الكلمات يمكنك أن تشرحي لطفلك بكل أمانة وصدق انه كلما كبر الإنسان زادت قدرته على أن يتحكم في نفسه بحيث يستطيع في وقت ما أن يحفظ البول في الليل حتى يستيقظ من النوم .
  3. لا تحملي طفلك اثناء نومه ليتبول فهذه العملية لن تساعده على التحكم في عملية التبول . انتظري حتى يبلغ سن 5 -6 سنوات عندئذ سوف يشعر الطفل بقلق إذا بلل فراشه . وسوف يطلب منك المساعدة .وهنا يمكنك إيقاظه ليلا حتى يشعر بالعلامات التي تشير إلى أن مثانته ممتلئة وان عليه أن يقوم بتفريغها .
  4. لا تتعجلي في رفع الحفاض أثناء الليل إذا كان طفلك لا يريد ذلك لأنك إذا فعلت وشعر هو بالقلق فإنك بهذا التصرف تساعدينه على زيادة احتمال التبول اللاإرادي من ناحية .
  5. حتى عندما تقررين أنت وطفلك الاستغناء عن الحفاض أثناء الليل – ويجب ألا يتم ذلك قبل أن يأتي الوقت الذي يستيقظ فيه الطفل وملابسه جافة بعد نوم ليلة كاملة – ضعي غطاء من البلاستيك فوق مرتبته واشرحي له الغرض منها وانه لا داعي لقلقه إذا ما تبول اثناء نومه وبذلك تزيدين من اطمئنانه فتقل فرص تبوله أثناء الليل .
  6. إذا قام طفلك أثناء نومه للتبول فهذه علامة طيبة تدل على اقترابه من عملية التحكم ليلا تأكدي عندئذ من وجود الوعاء الخاص في حجرته مع ترك إضاءة كافية بالحجرة .

التعلق والانفصال والرعاية البديلة

مظهر هام من مظاهر السلوك عند الأطفال هذه المرحلة هو رغبتهم الشديدة في أن يكونوا قريبين . إلى حد الالتصاق – من افراد آخرين لهم مكانه معينة لديهم فالأطفال في هذه المرحلة يميلون إلى التشبث بشخص أو آخر من الكبار المحيطين أو يطلبون منه أن يحملهم ويتبعونه في مجيئه ورواحه ويبكون إذا تركهم وهكذا ... ويسمى هذا النمط السلوكي بالتعلق .

ولعله لا توجد عملية أخرى أشد تأثيرا وأقوى فعالية وأكثر أهمية بالنسبة للنمو في المراحل التالية من تعلق الطفل بشخص يحتل لديه المكانة الأولى كحاضن وخاصة لو كان هذا الشخص هو أمه .

ويبدأ تعلق الطفل بشخص معين ( أو بأشخاص معينين ) فيما بين الشهر السادس والشهر التاسع من عمره ويزداد بعد ذلك حدة في الأشهر التالية وحتى نهاية السنة الثانية ويكون التعلق عندئذ مصحوبا بمشاعر قوية وأحيانا عنيفة ويبدو ذلك في بهجة ا لطفل وسروره عند استقبال امه أو حاضنته وفي أسفه وأحيانا هياجه وغضبه عند مفارقته لها . ففي هذه السن غالبا ما يضطر شعور الأطفال بشدة عندما ينفصل عنهم الأشخاص الذين تعلقوا بهم كما يحدث مثلا عندما يترك الطفل للخادم أو المربية أو أي جليس آخر ليست له بهم صله أو عندما يترك الطفل في مؤسسة لرعاية الأطفال أو ما شابه ذلك .

ولعلك قد شاهدت أحيانا مواقف من هذا النوع : الطفل الذي يبكي ويصيح ويحاول ملاحقة امه أو أبيه عندما يغادره أو الطفل الذي يغضب وينزوي ويرفض أي عروض للصداقة من المخالطين الآخرين كمظهر آخر من مظاهر الاحتجاج على فراق احد الوالدين . وقد لا يظهر الاحتجاج عند عملية الفراق فحسب بل قد يظهر أيضا عندما يجتمع الشمل مرة أخرى حيث يتحول الطفل عن الأم أو الأب العائد كلما اقترب منه ذلك الأخير وكأنما يعتب عليه ولسان حاله يقول " لماذا فعلت ذلك " ويبدو ذلك بوضوح في عينيه المليئتين بالدموع وفي جزعه الشديد عند أي احتمال للفراق مرة أخرى .

ثم لعلك تتساءلين الآن

كيف يكون التصرف مع طفلي لكي يكون تركي له سلسا لا يترتب عليه كل هذه الزوابع أو العواصف النفسية التي قد تكون أحيانا مدمرة .

لديك الحق في هذا السؤال وللإجابة عليه ليتك تتعرفين جيدا على الحقائق التالية :

أولا :
ان المعاملة السابقة للطفل في هذه المرحلة لها تأثير كبير في تحقيق ما تريدين .فإذا كانت الام تحظى بقدر كبير من القدر على التعبير عن الحب وكانت واضحة الاستجابة لمشاعر الرضيع ووفرت له العديد من المناسبات التي تحقق له الاستشارة الاجتماعية كاللعب معه بالألعاب المختلفة فإن ذلك يساعد على تنمية ثقة الطفل بها فتصبح علاقته بها علاقة آمنة وتعلقه بها تعلقا آمنا . قد يكون عندئذ غيابك عن الطفل مصحوبا بدرجة من الاحتجاج اقل بكثير من الأمثلة التي أوردناها لكل سابقا وتوقعي منه أيضا أن يظهر فرحه وترحيبه عندما تعودين إليه . انه يبدو عندئذ وكأنه واثقف من انك في متناول يده لا يوجد لديه نمن سابق خبرته معك ما يثير قلقه على وجودك عندما يحتاج اليك وبالتالي لا ينزعج عند انفصالك عنه .

وعلى العكس

إذا لم يستجب الكبير إلى حاجات الصغير بشكل مستقر ثابت أو إذا استجاب بطريقة غير مناسبة كأن يهمل مطالبة مثلا أو يؤجل استجابته لبكائه أو ما إلى ذلك فإن النتيجة اللازمة هو نمو علاقة غير آمنة علاقة تكون فيها ثقة الطفل مزعزعة وتوقعاته مثيرة للقلق فإذا كانت هذه هي صورة العلاقة التي قامت بينك وبين طفلك عندئذ توقعي أن يعبر الطفل عن قلقه هذا ببكائه الشديد لمدة طويلة عندما ينفصل عنك ثم ببكائه مرة أخرى عندما تجتمعان . كذلك يبدو هذا القلق عندما تضعينه في الفراش أو على الأرض بعيدا عنك .. إنه باختصار يكون حريصا على وجودك باستمرار في متناول يده وكأنه يرى في ذلك الضمان الوحيد لأمنه الذي افتقده في التعامل معك سابقا .

 

باختصار إذن يمكن أن نقول أن الذي يفرق بين طفل وآخر من حيث التشبث بحاضنة ومن حيث التعلق به هو شكل التفاعل أو شكل العلاقة التي قامت بينهما في الأشهر الأولى من حياة الطفل .

ثانيا :
لقد سبق أن ذكرنا لك في بداية هذا الكلام أن هناك فترة في حياة الطفل يكون فيها اشد ما يكون احتجاجا للتعلق بشخص معين وهي الفترة التي تقع بين سن الستة اشهر وسن السنتين إذ يكون الطفل في هذه الأثناء آخذا في تكوين علاقاته العاطفية بشكل يتجه نحو الاستقرار والثبات وبالتالي فإن هذه الفترة تكون من أشد الأوقات حساسية من حيث انفصال الحاضن عن الطفل .

ولذلك يجب أن يحاول الأبوان أن يتجنبا الانفصال الطويل الأجل عن الطفل في هذه الفترة ذلك أنه في هذه الفترة قد يؤدي غياب والد " ام أو اب " محبوب إلى خلق نوع من الإحساس عند الطفل بالشك وعدم الثقة في قوة العلاقة التي تربطه بهذا الوالد .

إننا نرى ذلك في سلوك الطفل نحو الوالدين اللذين قد تضطرهما ظروفهما إلى مثل هذا الأنفصال فقد يعودان ليجدا طفلهما وقد عزف عنهما وأصبح أكثر برودا في علاقته العاطفية بهما .

ثالثا :
إن رعاية الأب لا تقل أهمية عن رعاية الأم وقد يحظى الطفل من أبيه بقدر من الدفء والتفهم والاستشارة الاجتماعية ما يفوق كثيرا ما يحظى به من أمه في حالات عديدة خاصة وقد أظهر العصر الحديث كيف أن الأم قد أصبحت باشتراكها مع الرجل في ميدان العمل مجبرة على فصل وليدها عن دفء صدرها فترات طويلة من اليوم .

لذلك يجب ألا يقتصر تعلق الطفل بأمه فقط بل يجب أن تنمي العلاقة الحميمة بكلا الوالدين كي يحل الواحد منهما محل الأخر إذا ما استدعت الظروف ذلك في هذه المرحلة الحرجة .

رابعا :
امتدادا لهذا المبدأ فإن الطفل الذي ينشأ في ظروف تتوفر فيها الرعاية من أكثر من حاضن يكون في هذه الحالة مستعدا لإقامة علاقة حب وتعلق مع هؤلاء جميعا .

في مثل هذه الحالة يكون الطفل محصنا ضد فصم العلاقات العاطفية الآمنة مع الأم بالرغم من تكرار تركها له لمدة قصيرة .

ولعنا نلاحظ ذلك على أطفالنا الذين ينشأون في الأسرة الكبيرة أي تلك التي تتكون من الجد والجدة والآباء المتزوجين وأطفالهم حيث يقيم الطفل علاقاته العاطفية ليس فقط مع الآباء بل أيضا مع الأجداد والأعمام والخالات وغيرهم .

خامسا :

  • هناك أيضا تأثير للظروف الراهنة المحيطة بالطفل عند انفصالك عنه في هذه المرحلة الحرجة فيزداد قلقه وتشبثه بك .
  1. إذا تركته في الوقت الذي يكون فيه مريضا .
  2. إذا تركته في مكان غير مألوف أي في مكان مختلف تماما عن المنزل الذي تعود أن يعيش فيه .
  3. إذا تركته مع أشخاص لا علاقة له بهم .
  • وعلى ذلك حاولي بقدر الإمكان أن تتحاشي ترك طفلك وهو في مثل هذه الظروف أثناء تلك المرحلة الحرجة .

النوم في مرحلة المهد

 

أن تكوين عادات صحية للنوم بالنسبة للطفل أمر في منتهى الأهمية سواء بالنسبة لصحته الجسمية ام بالنسبة لنموه النفسي ام بالنسبة للعلاقة بينه وبين والديه .

 

  • كيف نكسب الطفل هذا العادات ؟.
  • أين ينام الطفل ؟.
  • كيف نتصرف إزاء إصراره على عدم النوم في بعض الأحيان ؟.
  • لماذا قد يصاب أحيانا بالأرق وماذا يكون موقفنا عندئذ ؟.

أسئلة تطرح نفسها وتلح كثيرا على معظم الأمهات فمهما فعلت لطفلك من أجل أن يكون وقت الذهاب إلى الفراش وقتا ممتعا فإن الأمر قد لا يخلو من بعض المشكلات مما يعد شيئا طبيعيا عاديا أثناء هذه المرحلة من العمر والمرحلة التالية.

أين ينام الرضيع

بعد أيام قليلة من الميلاد حيث يكون الطفل قد استقر إلى حد كبر في عادات نومه ورضاعته وما إلى ذلك يجب أن ينام الطفل منفردا في فراش خاص به وربما احتاجت الام أن يظل فراش الطفل في نفس الحجر التي تنام فيها ولكن ذلك يجب ألا يتخطى فترة الستة أشهر الأولى من ميلاده .

أما بعد ذلك فيجب أن ينام الطفل في مكان آخر – حجرة أخرى أو حتى إذا كان ذلك متعذرا – لأسباب عملية – فمن الممكن أن يعزل جزء من حجرة الوالدية بحاجز أو ستارة أو غيره .

أما عن نوم الطفل في فراش خاص به فذلك حماية له . إذ أحيانا ما تنقلب الأم على طفلها فتخنقه وهي لا تدري ، كذلك ربما يتحرك الطفل فيقع وأمه نائمة .

وأما عن نوم الطفل في حجرة أخرى فذلك حماية له من الناحية النفسية . ذلك انه في كثير من الأحيان يظن الآباء أن طفلهم نائم في حين انه قد يكون مستيقظا ويقع في حالة اضطراب شديد إذا ما تعرض للعلاقة الجنسية بين الوالدين.

اوضاع النوم عند الرضيع

كيف يكون وضع الرضيع عند النوم ؟ على ظهره ؟ على بطنه على جبينه ؟ الواقع انه يمكن أن ينام على هذه الأوضاع جميعا إلا أن هناك بعض المعلومات بالنسبة لما يمكن أن يترتب على كل وضع من نتائج مما يجب أن نعرفه اولا لكي يمكن أن نتصرف في الوقت المناسب بالوضع المناسب .

يبدو أن معظم الأطفال يشعرون منذ البداية بارتياح اكبر إذا ما ناموا على بطونهم ويصدق هذا على وجه الأخص بالنسبة للأطفال الذي يعانون من اضطراب القولون ذلك أن الضغط على البطن عندئذ يساعد على خروج الغازات والتخلص بالتالي من آلامها .

بعد أسابيع قليلة من ميلاد الطفل يصبح أميل إلى تفضيل وضع معين بحيث تجدين صعوبة عند محاولي تغيير هذا الوضع .

ينصح بتعويد الطفل – لذلك – بالنوم على بطنه من البداية وسوف يغير الطفل وضعه – إذا أراد – عندما ينمو ويصبح في مقدوره أن يستدير .

ماذا تفعلين عندما يترك الطفل حجرته ويأتي اليك ليلا ؟

أحيانا يستيقظ صغار الأطفال منزعجين بعد أن يكونوا قد قضوا في الفراش جزءا من الليل وقد يلجأون إلى الوالدين مستجيرين بهم مما يهددهم ويخيفهم في أحلامهم وقد يجير الآباء طفلهم فيقبلونه معهم في فراشهم حتى يتمكن الجميع من النوم بقية الليل في هدوء .

ما هو التصرف السليم في هذه الحالة

لا مانع من أن تستضيفي الطفل في أول مرة ولكن انظري إلى ما يمكن أن يترتب على ذلك إذا ما استجبت إلى رغبته في كل مرة حتى بعد أن تخف حالة القلق التي كانت السبب في اللجوء اليك . يمكن أن يستمر الطفل النوم في فراش الوالدين ويتعلق به كمكان ارتبط لديه بالأمان ، بعد ذلك تصبح هذه العادة من القوة بحيث يصعب اقتلاعها وتشكل عائقا نحو نمو صفة الاستقلالية لدى الطفل .

ماذا تفعلين حينذاك

في صباح اليوم الذي يلجأ اليك فيه الطفل لأول مرة يمكنك أن تناقشي معه مخاوفه أو أٍسباب استيقاظه بلطف وحنان أفهميه بلطف وحنان أيضا أنه يمكن أن يكون نومه ونومك انت أيضا اكثر راحة إذا كان كل في فراشه وإنك في المرة القادمة إذا استيقظ فإنك سوف تساعدينه على النوم في فراشه الخاص .

إذا استيقظ في المرات القادمة خذيه برفق إلى فراشه واعملي على تهدئته هناك .

اجلس إلى جانب فراشه – يستحسن في الظلام – وأكدي له انك هناك وانك لن تغيبي عنه وانه لا داعي ابدا للخوف واستمري في البقاء إلى جانبه عاملة على تهدئته حتى ينام.

قد يساعد الطفل على النوم هدهدته أو ارجحته وهو على كتف أمه – كذلك فإن التنغيم والربت على الظهر له تأثير كبير على استرخاء الطفل والتهيؤ للنوم .

  • Currently 364/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
122 تصويتات / 6265 مشاهدة
نشرت فى 26 يونيو 2007 بواسطة byotna

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,314,259

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك