في الصيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد نسبة التعرق، يقبل الناس على تناول السوائل بكميات كبيرة، ولكن يبقى الطلب على الماء هو الأشد بين الناس، لأنه يبعد الظمأ ويحافظ على حرارة الجسم، كما يعوّض نقص السوائل من الجسم، التي يحتاج إليها للقيام بعملياته الحيوية.
ويرى اختصاصيو التغذية أن السوائل عناصر مهمة في حياة الإنسان، في كل الأوقات والفصول، وليس في فصل الصيف وحده، وإن كانت الحاجة إليها تزداد في هذا الفصل، للتعويض عن كميات المياه التي يصرفها الجسم بسبب التعرق، حيث أن السوائل التي يحتاجها جسم الإنسان، يمكن أن تكون من مصادر مختلفة كالخضار، العصائر، الشاي، القهوة، المشروبات الغازية وغيرها.
وتبرزأهمية تناول العصائر الطبيعية والخالية من السكر، حتى وإن كانت تحتوي على مادتي الكافيين والسكر، فهما يساعدان على تصريف الماء من الجسم بسهولة، وبذلك يخسر نفس كمية المياه التي دخلت إليه بعد شربها، لذلك نحن نلاحظ أن الأشخاص الذين يتناولون المنبهات، يدخلون المراحيض أكثر من غيرهم.
أما بالنسبة للمشروبات الغازية، فما ينطبق على المشروبات المنبهة ينطبق عليها هي الأخرى، باستثناء أنها تلحق الضرر بالمعدة.
وعن معدل كمية المياه التي يجب أن يتناولها الشخص يوميا، فهي حوالي 7 أكواب يوميا على الأقل، أي ما يعادل اللتر ونصف اللتر، ومن الأفضل أن يبدأ الإنسان يومه بشرب كوبين من المياه المعتدلة الحرارة، لأنها تساعد على تصريف ما يجب تصريفه من الجسم. لكن ثمة من يعتقد أن المياه الساخنة تساعد على تخفيض الوزن، وهذا الاعتقاد خاطئ جدا، لأنه يلحق الأذى بالمعدة، كذلك فإن الاعتقاد السائد عند البعض بأن المياه الباردة، تسبب السمنة، هو أيضا غير صحيح على الإطلاق، لأن المياه، بمجرد أن تدخل الجسم، تتكيف حرارتها مع درجة حرارته.
وينبه اختصاصيو التغذية إلى ضرورة الانتباه إلى عدم شرب المياه أثناء تناول الطعام، حيث من الأفضل أن يحصل ذلك قبل أو بعد ساعة من تناول الأكل، للابتعاد عن تجنب عسر الهضم، وكذلك لتجنب الشعور بالشبع السريع، لأن من يشبع بسرعة، يجوع بسرعة أيضا، مما يعرضه لتناول الطعام غير الصحي بشراهة.
أما عن أهمية المياه بالنسبة للبشرة فهي تشكل نسبة 70 في المائة من جسم الإنسان، لهذا عندما تتراجع هذه النسبة، تفقد البشرة نضارتها وليونتها. وببساطة يمكن أن نشبه الجسم المشبّع بالمياه بحبة العنب والجسم الذي ينقصه ماء بحبة الزبيب، والمقارنة بينهما هي أصح مثال على حال البشرة عندما يكون الجسم مكتفيا أو بحاجة إلى الماء. شرب المياه، وخاصة عند الصباح يجب أن يتحول إلى عادة يومية، لأن نقص المياه بكميات كبيرة من الجسم يمكن أن يدخل صاحبة في غيبوبة (كوما)، مع الإشارة إلى أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و18 عاما يحتاجون إلى تناول كمية مياه تفوق اللتر ونصف اللتر يوميا، لأنهم أكثر حركة ونشاطا ويصرّفون كمية أكبر من العرق.
المصدر: هيام بنوت- جريدة الشرق الأوسط
نشرت فى 17 سبتمبر 2011
بواسطة byotna
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
22,834,215