لا شك أن العودة إلى المدرسة تشمل بعض الضغوط النفسية القوية التي قد يتعرض لها بعض الطلاب والطالبات، عادة ما تبدأ هذه الضغوط عند الانضمام إلى المدرسة بالمراحل الأولية. فاللعب يصبح نوعاً من الرياضة التنافسية، أفاد أحد خبراء التعليم الغربيين أن وقت الدراسة أكثر الأوقات العصبية التي تمر على الإنسان، يوضع الطالب تحت إحساس بأن عليه عدم التوقف بدون أي نوع من الدعم. يشعر الطلاب بعدم القبول كما هم، لكن يتم قبولهم حسب إنجازاتهم، بدلا من إمكاناتهم، هذا يساعد في بناء جو من الضغوط النفسية الشديدة. تعتبر الضغوط النفسية العادية مهمة للإنسان فبدونها لا يبدع الإنسان. عندما يتعلم الإنسان عمل الأشياء الجديدة يحتاج العيش تحت بعض الضغوط النفسية للإبداع، زيادة هذه الضغوط وتدخلها بحياة الإنسان مشكلة بحد ذاتها، تعرض الأطفال إلى المزيد من الضغوط سيؤدي إلى التأثير عليهم وتوقفهم عن التقدم.

لا تضغط على الأطفال وتقبلهم كما هم، اعتمد على التشجيع الذاتي الداخلي للأطفال، شجعهم بالمديح بدلا من إعطاء النقود، دعهم يفتخرون بإنجازاتهم بدلاً من جعلهم ينجزون أعمالهم لأسباب مادية فقط، هذا يجعلهم مثل الموظف الذي يعمل لأجل المرتب فقط مع شكوى دائمة عن سوء ظروف العمل.

لا تطلب من أبنائك إنجاز أكثر من طاقتهم، بعض الآباء يريد ابنه أن ينجز ما يحبه هو، لن ينجز ابنك ما لم تستطع إنجازه أنت.

حين نريد من أبنائنا الإبداع بالحصول على أعلى الدرجات، تذكر أن الإبداع ومواصلة الإبداع غير طبيعي فقد نكون ممتازين بعض الوقت ببعض الأشياء فنحن كبشر لسنا مبدعين طوال الوقت، كما أن الإبداع ليس درجات ونجاح ورسوب فقط. إذا لاحظت أن طفلك قد تأثر بالضغط النفسي فعليك عرضه على أقرب طبيب.

للوقاية من الضغوط النفسية المرضية عليك بالآتي:

  • اقضِ بعض الوقت مع أطفالك
  • أعطِ أطفالك ظروفاً منزلية ثابتة.
  • ضع قواعد ونظم ثابتة للمنزل والتزم بها.
  • لا تتكلم مع أطفالك فقط إنما حاول أن تتواصل معهم لكي يفهموا ما تقوله لهم، وعند إساءتهم الأدب أو التصرف الخاطئ حاول أن تتفهم سبب هذا التصرف بدلا من معاقبتهم فقط.
  • عليك بالاستماع لطفلك وتفهم احتياجاته.
  • اعلم أن المدرسة هي مشروع طويل يحتاج إلى متابعة مستمرة والنجاح الوقتي أو الفشل الوقتي لا يعني نجاحاً أو فشلاً على المدى الطويل.
  • تعود أن النمو العلمي عملية طبيعية عليك تقبلها كم هي، كما أنه لا يمكن توقعها علينا أن نعلم كيف نعطي عواطفنا وحبنا لأطفالنا وأن نكون خير داعم لهم وأن نكون بجوارهم في جميع الأوقات ومن الأجزاء المهمة لهذا الدعم هو وضع ترتيب يومي روتيني لهم. الترتيب جيد ويساعد على إبعاد الضغوط النفسية رتب وقتاً محدداً للنوم، وآخر للاستحمام، ووقت للاستيقاظ، هذا مهم لجميع الأعمار. كما يجب علينا وضع وقت لجلوس العائلة مع بعضها البعض.
  • عند العودة إلى المدرسة علينا وضع جدول أسبوعي لمناقشة ما يجري وتوزيع الأدوار حسب الحاجة، التواصل سيعلم الأطفال كيف يتواصلون مع بعضهم البعض ويتعلمون من أخطائهم، درب أطفالك كيف يحلون مشاكلهم بأنفسهم بدلا من حل مشاكلهم بدلاً عنهم.


إذا عودت أطفالك على العقوبات فقط سيتعلمون أنهم عندما يخطئون سوف لن يخبروك المرة القادمة، علينا وضع حدود للثواب والعقاب. في الغالب يقوم الآباء والأمهات بالعقوبات لأنهم لا يقدرون الضغوط النفسية التي تقع على الأطفال، فالأطفال عادة لا يريدون أن يخطئوا لكنهم يقعون بالخطأ نظرا لعدم خبرتهم وعدم معرفتهم لحدود الآداب الاجتماعية جيدا، أن لكل مرحلة عمرية ضغوطها الخاصة بها، ففي المرحلة الابتدائية يعاني الأطفال في هذه الفئة حيث إنهم لم يبدؤوا سيطرتهم على أنفسهم، ولا زالوا في طور تطوير عاداتهم الاجتماعية ولا يزالون يتعلمون كيف يكونون صداقات وكيف يتعاملون مع العدوان وكيف يسيطرون على رغباتهم ومشاعرهم، وإذا لم يستطع الآباء والمعلمون أن يعرفوا أن هذه هي بعض عادات النمو الطبيعية للأطفال بهذا الأعمار فسيكون هذه من عوامل خلق الضغوط النفسية للأطفال.

عندما يبدأ الأطفال أولى خطواتهم في المدارس فإنهم يكونون في عمر يسمح لهم بالتعلم لهذا يبدؤون بهذه السن ويتوقع منهم أن يكونوا متحمسين ومستعدين لعملية التعلم ولهذا يجب علينا كآباء ومعلمين استثمار هذه الفرصة لزيادة الرغبة بالتعلم وذلك بتشجيعهم على التعلم والاستمتاع بهذه العملية بدلاً من جعلها عملية إجبارية تجعل الطفل يكره هذه العملية وتسبب له عقد تستمر معه إلى ما لا نهاية.

المصدر: منتديات فراشة حواء
  • Currently 16/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 1784 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,391,462

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك