لقد أصبح النمو المعرفي جزءا أساسيا في نمو الطفل الصغير، وتجمع نتائج الدراسات على أن سنوات الطفولة المبكرة أكثر أهمية بالنسبة لهذا الجزء النمائي، ويؤثر النضج الفسيولوجي في النمو المعرفي، وتعليم الطفل في الطفولة المبكرة يفتح الباب على مصراعيه أمام الأطفال للتعرف على العالم من خلال خبراتهم مع الناس والأشياء المحيطة بهم في بيئتهم، مع الأحداث والحيوانات، والأماكن، وأشكال اللعب المختلفة، وكل ما هو محيط بالطفل في بيئته ويتفاعل معه الطفل لا يمكن أن يعرف أو يفهم ماهية شيء ما دون أن يتفاعل معه، ويختبره بنفسه سواء كانت الخبرة حقيقية، أم من خلال صورة أو شرح أو مجسم أو حتى من خلال لعب الطفل التخيلي أو ما إلى ذلك.

ويحدد " بياجيه " اللعب على أساس ثلاث أنماط وهي

1 – لعب الممارسة ( Practic Play ) ويواكب المرحلة الحس حركية من النمو المعرفي .

2 – اللعب الرمزي ( Symbolic Play ) في مرحلة ما قبل العمليات .

3 – اللعب وفقا للقواعد ( Games With Rules ) ويتطلب مزيدا من الاتصال والتعاون ويؤكد " تورانس " على أهمية تنظيم أنشطة اللعب على أساس مبادئ التعليم القائم على حل المشكلات في تنمية القدرة الابتكارية عند الأطفال من خلال اللعب الإيهامي .

ويرى كثير من التربويين أن برامج الأطفال الصغار التي تركز على زيادة نسب ذكائهم بسرعة ليست هي الطريقة الأفضل لنمو أطفال الروضة، بل أن البرامج التي تركز على زيادة مفاهيمهم الأساسية من خلال لعبهم بالأشياء المناسبة، في الأوقات المناسبة، بشرط إلا يدفع الأطفال دفعا لذلك، هذه البرامج هي الأفضل .

ويؤكد " دبلوم " " وكيفين " على أهمية السنوات الأولى من حياة الطفل من حيث زيادة سرعة النمو العقلي ونمو الحصيلة اللغوية والتواصل اللفظي الإنساني ويتساءل بعض المربين هل هدف التربية هو زيادة القدرة العقلية ؟ ؟ ويجب " سلبرمان 1970 " Silberman إن ما يحتاجه الغد ليس عددا من العقول، ولكن عددا من المتعلمين القادرين على الإحساس والتصرف والتفكير، وهذا هو الاتجاه الحالي للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وبالتالي فإن اللعب بهدف التعليم في الطفولة المبكرة في مرحلة الرياض يجب أن يشبع حاجات الأطفال المختلفة العقلية واللغوية والاجتماعية والانفعالية والجسمية، كما يجب أن يهتم اللعب ينموهم اللغوي وإبداعهم وأساليب وظائف الكبار بطريقة مبتكرة ( التي ينمون من خلالها ) ومفاهيمهم نحو ذاتهم .. وعلى هذا يجب الاهتمام بكيف اللعب والتعليم ونوعيته في السنوات المبكرة من حياة الأطفال .. ويمكن أن نزودهم بمهارات تعليم الحروف الأبجدية وترتيبها وأساس الكلمات والبدء في الكتابة والعد والمهارات الرياضية بشرط أن يبدى الطفل رغبته في ذلك ،،، وسوف نتناول فيما يلي خصائص الطفل العقلية ثم الأنشطة التي يمكن أن تسهم في تزويده بالمفاهيم المختلفة بهدف مساعدته على النمو المعرفي، ومن المهم أن نعرف أن مرحلة الروضة من حيث المنظور النمائي هي الأساس لمرحلة الطفولة المبكرة وهي تستغرق مرحلة الحدس في نظرية بياجية ومرحلة الإحساس بالمبادأة في مقابل الإحساس بالذنب في نظرية اريكسون .

  • Currently 439/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
149 تصويتات / 7550 مشاهدة
نشرت فى 26 يونيو 2007 بواسطة byotna

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,311,372

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك