دبي- العربية.نت

باتت القبلة مهددة بالاختفاء من حياة المصريين، بعد الإعلان مؤخراً عن إنشاء جمعية محلية ترفع شعار "لا قبلات بعد اليوم".

وعلى الرغم من تعامل الكثيرين مع الجمعية الجديدة بنوع من الهزء والدعابة، إلا أن صاحب فكرتها ومؤسسها الدكتور عادل عاشور، وهو أستاذ طب الاطفال في جامعة القاهرة، أصر على حقيقة جمعيته، مشيراً إلى ان فكرة إنشائها راودته منذ تعرضت مصر لفيروس انفلونزا الطيور، خاصة وأن المرض ينتقل عن طريق الرذاذ والنفس الخارج من المريض.

وتعتبر القبلة من أهم مظاهر الترحيب لدى غالبية الشعب المصري، في مختلف طبقاته. وكلما زاد عددها، عند لقاء أحد الأشخاص، كانت دليلاً على مكانته المميزة.
إلا أن انتشارها، لا ينفي كون القبلة هي أسرع وسيلة لنقل المرض من انسان لآخر، ما دعا للتفكير في التوعية للامتناع عنها والاكتفاء بالمصافحة أو إلقاء عبارات الترحيب عن بعد.

ويضيف الدكتور عاشور متحمساً "على الرغم من سخرية البعض من الفكرة في بداية الإعلان عنها إلا أن الطبقة المثقفة في مصر أخذت الموضوع بجدية في ظل قناعاتهم الشخصية بأنها عادة غير صحية وخاصة أننا في كثير من الأحيان لا نعرف ما إذا كان الشخص الذي نمنحه قبلاتنا مريضا أو لا".

ولا يستثني عاشور من خدمة الجمعية إلا فئة واحدة، هي فئة المتزوجين، مؤكداً أن أي زوج لا يقبّل زوجته إذا كانت مريضة والعكس صحيح. ولهذا فإن الأزواج ليسوا من بين الجمهور المستهدف للجمعية.

وأضاف ضاحكاً لصحيفة "الشرق الأوسط" الأحد 17-6-2007: "أعتقد أن السياسيين هم أكثر المتضررين من الجمعية وعملها وخاصة بعد تفشي ظاهرة القبلة السياسية التي بتنا نراها في نشرات الأخبار. ولكنني أقول لهم إن القبلة لن تؤثر على ما تفرضه عليهم الأجندة السياسية".

وبعيداً عن الأزواج والسياسيين، أكد دكتور عادل أن الأطفال هم أكثر المتضررين من تلك العادة، وقال: "من المعروف أن أجهزة الأطفال المناعية ضعيفة، ولهذا هم أول المتضررين من عادة التقبيل وخاصة عندما يكون مانح القبلة غريباً عنهم. لهذا فعلى كل أم أن تكون صارمة في موضوع منع تقبيل أبنائها حتى لو غضب الآخرون وبخاصة الأطفال".

وحول الصعوبة المتوقعة ومدى تقبل الناس لفكرة الامتناع عن التقبيل عند السلام وخاصة لدى شعب يقدّس القبلة، يقول عاشور "ندرك تماما مدى عاطفية الشعب المصري، ولكن المجتمع يجب أن يتغير ويدرك أن هذه القبلات ليست بالضرورة تعبيراً عن الحب أو الاعتزاز بين الزملاء والأصدقاء. فالكثيرون يقدمون على سلوك القبلة من باب المجاملة، أو النفاق الاجتماعي. فلماذا الإصرار عليها".

  • Currently 238/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
80 تصويتات / 1468 مشاهدة
نشرت فى 19 يونيو 2007 بواسطة byotna

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,869,330

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك