هناك عوامل أساسية لها دورها الحاسم في انهيار عملية الزواج وهذه العوامل هي:
إدمان الخمر:
من وجهة نظر طبية يعتبر الخمر مخدراً عاماً لجميع أجهزة الجسم التي تتأثر بمادة الكحول التي تحتويه، وحيث يكون الجهاز العصبي معرضاً أكثر من غيره للإصابة بضررها. ومن هنا فإن المدمن على الخمر يعاني من اضطراب في سلوكه وتصرفاته مما يؤثر سلباً على حياته الزوجية، حتى ولو كان هذا الزواج مكتفياً من الناحية المادية، لأن تعاطيه الخمر لا يجعله صالحاً للزواج. وقبل أن تقع الواقعة لابد من دور مهم للأهل هدفه التنبيه لهذه الحالة وتحذير فتاتهم من الاقتران بمثل هذا الشخص المتقدم لخطبتها توفيراً لأحزان كثيرة مقبلة, إذ من الخطأ الاعتقاد بأن حال المدمن إذا ما تزوج ستتحسن باتجاه الإقلاع عن شرب الخمر،لأن عادة الإدمان استحكمت به ومن الصعوبة التخلص منها.
وذلك لأسباب جوهرية هي:
أولاً:العوامل الوراثة : فالشخص الذي يولد لوالدين يدمنان الخمر يكون أكثر تعرضاً للإدمان من الشخص الذي لا يسري في دمه هذا العامل الوراثي.
ثانياً:العامل المهني - ويتضح أهمية هذا العامل بالنسبة لعمال البارات،وأماكن شرب الخمر الذين يختلطون بحكم عملهم بمدمني الخمر ويجارونهم في تعاطيها حتى تتمكن منهم عادة الإدمان.
ثانيا:العوامل النفسية : وهذه تعتبر أهم عوامل الإدمان.فهناك أشخاص كثيرون يعجزون عن مواجهة مشاكل الحياة ومتاعبها، ويصعب عليهم تكييف أنفسهم بالنسبة لبيئتهم ومجتمعهم،إما لشعورهم بالنقص،أو لإصابتهم ببعض الاضطرابات النفسية كالقلق والإحساس بالكآبة،أو لوقوعهم تحت ضغط المتاعب المالية،أو العائلية،أو العاطفية،أو المرتبطة بالعمل،تلك المتاعب التي ترهق نفسيتهم فتضطرهم للالتجاء إلى الخمر هروباً من واقعهم الأليم فيعيشوا عدة ساعات في جو يهيئه لهم خيالهم فينسون بذلك كل ما نغص عليهم حياتهم،حتى إذا ما استيقظوا في الصباح،وجدوا أن المتاعب لازالت في انتظارهم فيلجئون مرة أخرى إلى الشراب،وهكذا دواليك.وتتكرر المأساة،وتزيد بالتدريج كمية الخمر التي يتعاطاها الشاب حتى يجد نفسه بعد فترة من الوقت وقد تمكنت الخمرة من جهازه العصبي فلا يستطيع الإقلاع عنها حتى ولو زالت الدوافع التي جعلته يلجأ إلى الشراب في أول الأمر.
ومن الملاحظ أن هذا النوع من المدمنين يزداد عددهم زيادة مضطردة مستمرة وذلك نتيجة لضغط الحياة ومسؤولياتها المتعددة في عصرنا هذا المليء بالمتاعب،والإرهاق،والقلق،وكثرة المطالب.
إذن فالمدمن على الخمر يملك شخصية ضعيفة سيكون لها تأثير على محيط العمل الذي يرتزق منه،فيكثر إهماله،ويتكرر تغيبه،وبالتالي فهو مصدر بلاء لزوجته وأطفاله لأن جل ما يكسبه من مال سيذهب بمعظمه على تعاطي الكحول فيصبح قابلاً للفجور والتهتك وبشكل يندفع فيه إلى تحطيم الموانع الاجتماعية التي تضبط تصرفاته وبالتالي نسيان عهد الزواج.
التعلق الشديد بالأسرة:
هناك الكثير من الأزواج والزوجات قد وقف نموهم النفسي عند حالة معينة لا يستطيعون تخطيها،لأنهم أقرب للأطفال الكبار منهم للأشخاص البالغين،وهم يتصرفون وكأنهم مازالوا يعيشون في بيوت أسرهم الأولى،يهرعون دائماً للشكوى والتظلم عند أهاليهم عند حصول أية مشكلة زوجية حتى ولو كانت بسيطة ليلتمسوا الدعم لآرائهم التي غالباً ما تكون طفولية.
الفارق الثقافي بين الزوجين:
ونعني بالفارق الثقافي المستوى للزوجين إذ غالباً ما يؤدي هذا العامل إذا كان موجوداً إلى نوع من التباعد تتراكم الأمور من بعده فيكتشف الزوجان الفرق الكبير في نمط التفكير والاهتمامات التي تعني كل منهما.
فارق العمر الكبير بين الزوجين:
ونعني به الفرق الزمني بالعمر بين الزوجين إذ أننا نرى أن زيجات تتم وفقاً لأعراف قديمة ول زمانها وأملتها ظروف معينة ولم ننتهي منها بعد.فالفارق الزمني يجب أن لا يتعدى السنوات القليلة بين عمر الرجل وعمر المرأة.وهذا سببه أن الرجل المسن القادر على تأمين مستلزمات الزواج المادية لا يستطيع أن يؤمن لزوجته المستلزمات الأخرى إذا ما اقترن بصبية في ريعان الشباب,عنينا بذلك الإشباع الجنسي.كما وأن الفرق الكبير في سنوات العمر يعني وجود مسافة من التباعد بين الزوجين تحمل معها خبرات الحياة بحلوها ومرها بالنسبة للزوج المسن,ولا تحمل لصبية مثلها مازالت في مقتبل العمر ولم تقطع من مراحل حياتها إلا القليل.
الزوج الغائب باستمرار عن البيت:
إن الغياب المستمر عن البيت أسبابه معروفة،فأحياناً تندفع الزوجة بزوجها للابتعاد عن البيت بسبب سوء معاشرتها له،وأكثر ما يحصل هذا عندما تكون الزوجة من النوع المتسلط والأناني الذي يجعل من البيت الزوجي مسرحاً دائماً للخصومة والشجار.وأحيانا أخرى طبيعة عمل الزوج تفرض مثل الابتعاد .
الزوج الدنجوان:
قد يكون الزوج دونجواناً في مقتبل العمر ومتصابياً في السن الحرجة منه،والحقيقة من وجهة نظر نفسية أن المتهالك على حب النساء بهذه الطريقة يعاني من قصور جنسي ما،يريد إثبات عكسه عن طريق مطاردة الجنس الآخر.
الغيرة:
تعتبر الغيرة عاطفة دفاعية يقوم بها كل من الرجل والمرأة صوناً للعلاقة الحميمة بينهما،وهي منبه هدفه التحذير من أن هذه العلاقة معرضة للفشل.
وتبقى الغيرة في حدودها الطبيعية عندما لا تتسبب في الطلاق بل على العكس فإن وجودها في هذه الحالة إنما يكون تأكيداً على الاهتمام بالشريك.أما إذا تعددت الغيرة ذلك فتصبح مرضاً وبيلاً يهدد صرح الحياة الزوجية بالانهيار،خاصة إذا كانت مبنية على شكوك كاذبة،وتصورات لا أساس لها من الصحة.
تجدر الإشارة هنا إلى إن هناك بعض التصرفات يقوم بها الزوج أو الزوجة للتأكد من حب الطرف الآخر له فثير الغيرة في قلبه لتأتي النتيجة بأسوأ ما يظن غالباً ما يحصل ذلك عندما يشعر أحد الزوجين بأن شريكه قد أهمل معاملته واتجه بعاطفته إلى شخص آخر.