تعريف التقزم:

يجب أن يعرف الوالدان أن الطفل قصير القامة لا يعد قِزماً في كل الأحوال فثمة معايير طبية تحدد صنف الأقزام كأفرادٍ في المجتمع من بين ذوي القامات القصيرة، إذ أن هؤلاء الأخيرين، لا يقل طولهم عن المعدل العادي للقامة الذي يصل إلى درجة تسمى بالانحراف النموذجي.

أما تعريف التقزم لدى شخص ما فهو الطول الذي يقل عن متوسط أقرانه، بالعمر، والجنس، والشروط البيئية، والنفسية ذاتها.

أسباب حدوث التقزم:

ترجع حالات قصر القامة بصورة أساسية إلى أسباب خلقية وغدية واستقلابية، ففي مضمار الأسباب الخلقية، تؤدي بعض الأمراض التي تصيب الأم الحامل، كالحصبة وتسمم الحمل، وضعف التغذية أثناء الحمل إلى إنجاب مولود صغير الحجم، يعاني من مشكلة قصر القامة فيما بعد إضافة إلى جملة من الأمراض الأخرى.

كما يرافق حالات قصر القامة ذات الأسباب الخلقية في الغالب تشوهات عظمية غضروفية وراثية تدعى الحثل العظمي الغضروفي، أو عثرة التصنع العظمي الغضروفي مما يؤثر بصورة سلبية على النمو الطبيعي للعظام والغضاريف، وعدم التنسيق في البنية الجسدية وتبقى أطوال قصار القامة الناجمة عن الأسباب الخلقية ضمن الحدود الدنيا، أو أقل بقليل من الطبيعي.

أما في حال الأسباب الاستقلابية فنجد أن قصر القامة عند الأطفال، يكون عرضاً من جملة أعراض المرض الأساسي ويختلف سبب قصر القامة طبقاً لاختلاف نوعية المرض، وبصورة عامة إن الأمراض القلبية الولادية تكون سبباً في قصر القامة وكذلك الأمر بالنسبة لأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي و الكلوي والدموي والعصبي ونقص الفيتامين وسوء التغذية.

علاج التقزم:

يتفاءل خبراء الطب بوجود إمكانية لعلاجه بإخضاع نمو الطفل لمراقبة مستمرة بغية التأكد من أن نموه ينحو منحى سليمًا. أما إذا تبين أن نموه غير طبيعي ويعاني من اضطراب، فإنه يعالج بتدخل طبي مبكر، لكنه مكلف جدا خصوصا بالنسبة للدواء مرتفع الثمن. فالفحوصات المبكرة مجدية كما يؤكد الأطباء وهي للأطفال تكون نتائجها مضمونة العلاج.

ولا تطرح المشكلة إلا بالنسبة للأقزام الذين تجاوزوا سن الرشد بسنوات محدودة، إذ لم تعد تجدي زيارتهم للمستشفيات الطبية المختصة. ذلك أن الأمل في علاجهم تبخر عند بلوغهم هذه السن، وعدد كبير من هؤلاء تفطنت أسرهم لوجود إمكانية علاج مرض القزامة، لكن بعد فوات الأوان.

في حال اضطراب الغدد الصماء عند الطفل، لابد من تبيان القزامة النخامية الناشئة عن نقص هرمون النمو المنعزل وأثر ذلك على غضاريف النمو وغالبا ما تظهر حالة القصر في القامة ذات المسببات الغدية منذ بداية الشهر الأول من العمر وتتضح بصورة أكبر في سن العامين ونجد أن العمر الطولي والعظمي للطفل ينقصان عن العمر الزمني، وإن سرعة النمو الطولي عند هؤلاء الأطفال تكون أقل من 2 سم في العام الواحد . ويظهر النقص في هرمون النمو عند الأطفال بمعدّل ثلاث أو أربع مرات أكثر في الصبيان من الفتيات. و قد يضطر الطبيب بعد أن يتبيّن له النقص الحاد في هرمون النمو لدى الطفل أن يحقنه بمادة هرمون النمو الاصطناعية خمس مرات في الأسبوع حتى يصل معدل الهرمون إلى المعدّل الطبيعي في الجسم..والجدير بالذكر أنه طالما قد تابع الطفل المصاب العلاج منذ سنواته الأولى أو من السنة السادسة سوف يكون بإمكانه أن يتابع نموه الطبيعي بعدها كأي طفل سليم آخر.

 

  • Currently 290/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
97 تصويتات / 5187 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,307,128

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك