إعداد : هالة الدسـوقي
في دول الخليج العربي، أصبح الزواج من أجنبية سببًا آخر وراء ظاهرة العنوسة، إلى جانب الأسباب الاقتصادية والاجتماعية، وهو زواج المواطنين من أجنبيات والذي أثر على الزواج من المواطنات.
وقد أكدت الدراسات أن نسبة 60% من الإماراتيين الذين تزوجوا زواجًا ثانيًا من أجنبيات طلقوا زوجاتهم المواطنات، بينما جاء تشدد الأسر تجاه بناتهم سبب آخر في ارتفاع نسبة العنوسة، بعد أن أغلقت الأبواب وبإحكام في وجه الفتيات ، خاصة في الأسر الفقيرة ، التي لم تنل حظًا وافرًا من الثقافة والتعليم، مما زاد من صعوباتها في المجتمع الإماراتي.
وفي محاولة لبحث أسباب الظاهرة داخل الإمارات، أجرت مجلة "مودة" الوطنية ، وهي مطبوعة شهرية تصدر عن صندوق الزواج ، استطلاعًا لآراء عينة قوامها 250 فتاة من الإماراتيات، اللاتي لم تتح لهن فرصة الزواج؛ بهدف التعرف على أسباب ظاهرة العنوسة والحلول المقترحة لها.
وقد أظهرت النتائج أن 73% منهن بين 30 إلى 34 سنة، و20% من الفئة 35 إلى 39 سنة و7% يبلغن 40 سنة فأكثر.
وفيما يتعلق بالحالة التعليمية بينت النتائج أن 61% حاصلات على مؤهل جامعي، و16% منهن حاصلات على مؤهل فوق متوسط، و20% حاصلات على الثانوية العامة، و3% حاصلات على الابتدائية أو الإعدادية، أي أن غالبية أفراد العينة من الفتيات المتعلمات.
كما أظهرت نتائج الاستطلاع أن 71% من هؤلاء الفتيات يعملن في وظائف مختلفة، و29% منهن غير عاملات، وكان السؤال الرئيسي لفتيات العينة عما إذا تقدم أحد لخطبتهن أم لا بهدف التعرف على فرص الزواج الضائعة وتحديد مسئولية ضياع تلك الفرص وأسباب ذلك، وكانت النتيجة أن 84% من الفتيات تقدم لهن خطاب و16% منهن فقط لم يتقدم لخطبتهن أحد.
ولوحظ من النتائج أن فرص الخطبة كانت عالية كلما قلَّ عمر الفتاة وارتفع مؤهلها العلمي وكانت من العاملات، فقد كانت نسبة الفتيات اللاتي تقدم لهن خطاب من فئة العمر 30 إلى 34 حوالي 89%، وانخفضت هذه النسبة إلى 74% عند الفتيات من فئة العمر 35 إلى 39 سنة، وكانت 65% عند الفتيات من فئة العمر 40 سنة فأكثر.
وبالنسبة للمؤهل العلمي، بلغت نسبة الفتيات اللاتي تقدم لهن خطاب من الحاصلات على المؤهل الجامعي حوالي 86%، وانخفضت إلى 85% عند الحاصلات على الدبلوم دون الجامعة، و83% عند الحاصلات على الثانوية، وانخفضت إلى 63% عند الحاصلات على الابتدائية أو الإعدادية.
وظهر من النتائج أيضاً أن 88% من الفتيات العاملات تقدم لهن خطاب، في حين انخفضت هذه النسبة إلى 75% عند الفتيات غير العاملات.
كما أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن عدم إتمام الزواج من المتقدمين للفتيات اللاتي شملهن الاستطلاع يعود إلى أهل الفتاة بنسبة 23%، ورفض الفتاة نفسها بنسبة 38%، ورفض الأهل والفتاة معًا بنسبة 32%، ويعود بنسبة 7% إلى الشباب المتقدمين للفتيات الذين لم يستمروا في مشروع الخطوبة.
ولفتت النتائج النظر إلى أن من أسباب رفض الزواج، أن المتقدم ليس من أقارب الفتاة، هذا إلى جانب أسباب أخرى يعتقد البعض أنها تعيق الزواج، مثل رغبة الفتاة في إكمال دراستها أو رغبتها في مساعدة أهلها.
وبالنسبة للفتيات من فئة 30 سنة فأكثر، تمثلت أسباب ازدياد عدد غير المتزوجات منهن من وجهة نظر فتيات العينة، في عدم تمسك بعض الشباب بتعاليم الدين الحنيف، والزواج من أجنبيات، وسيطرة الأهل على قرار اختيار الزوج، وتكاليف الزواج الباهظة، والعادات والتقاليد التي تفرض على الفتاة الزواج من الأقارب والنظرة إلى الجامعية على أنها مغرورة ومتكبرة، والاهتمام بالشكل الخارجي للفتاة فقط.
كما تمثلت في النظرة للعاملة على أنها ستكون منشغلة بوظيفتها على حساب واجباتها الزوجية والأسرية، وطول فترة الدراسة وغرور الفتاة بجمالها أو ثروتها أو نسبها والتقليد والمحاكاة وغيرها من الأسباب.
وفي تونس ، أكدت دراسة للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري ارتفاع عمر الفتاة عند الزواج الأول، مع ارتفاع المستوي التعليمي ليصل إلى 31.9 سنة، بين الحاصلات على التعليم العالي، مقابل 27.9 سنة بين الأميات، كما يرجع تأخر سن الزواج إلى ارتفاع تكاليف الزواج 47.4% ، يليه عامل التعليم و طول فترة الدراسة 43%.
وأبرزت الدراسة أن 74% من النساء اخترن مواصلة التعليم في حالة تعادل فرصتي النجاح في الدراسة وفي الزواج أمامهن.