تعتبر مرحلة الزواج من الفترات الحرجة في حياة الأنثى لأنها بداية تغير جذري في نظام حياتها من حيث انتقالها من المنزل الأبوي إلى منزل جديد في تقاليده وعاداته .
والزواج هو هدف كل بنت، وهو من الأهداف السامية والنبيلة التي يرتكز عليها تواصل البشرية . في هذه المرحلة الحرجة يتطور مستقبل الفتاة، واستقرارها، وسعادتها، كما يتطور نظام الأسرة، وتماسكها، وسعادة أفرادها جميعا .
لذلك يجب أن تتم هذه المرحلة بكل تفاصيلها بهدوء وروية، وبعد دراسة مستفيضة لكل جوانب الوضع . وهنا يلعب الأهل دورا أساسيا ونشطا في مساعدة ابنتهم على تخطي كل الحواجز بدون مخاطر للوصول إلى شاطئ الأمان والسعادة .
بعد ذلك تقع على الزوج المهمة الرئيسية في مساعدة زوجته، وإحاطتها بالحب والحنان، وتوفير الأمان النفسي والاجتماعي لها، والعمل بصبر وأناة كي يألف كل منهما عادات الآخر عن قرب، واكتشاف كل شريك لخصائص الشريك الآخر بانفتاح وتسامح ومحبة من أجل إسعاده وهنائه .
وفي هذه المرحلة يحدث الحمل والإنجاب ويتم تشكيل عائلة جديدة وبيت جديد، ويعد هذا من أنبل وأسمى أهداف الإنسان امرأة كان أم رجلا .
وأقوى حليف للزواج هو الطفل المولود، وإنجاب الأطفال هو أسمى مهمة تقوم بها امرأة على الإطلاق، لأنه يساعد في تدعيم الزواج وتحصينه من أية ريح قد تهب عليه وتعصف به . . . فالطفل هو الرباط القوي الذي يجمع بين الزوجين ويشدهما إلى بعضهما البعض . . من أجل هذا الطفل وحده تهون كل المتاعب وتسوى كل الخلافات التي قد تعكر صفو الأجواء . إن هذا الطفل الصغير قادر على أن يحقق المعجزات في حياة الأسرة . . . أية أسرة .
وأخيرا، الزواج وسيلة وليس غاية . إنه السبيل الوحيد لاستمرار البشرية . إنه سر الوجود والتقدم، فيه تتجلى المرأة بقدرتها على الحمل والإنجاب والمثابرة على الإرضاع والتربية والتنشئة، كما يتجلى الرجل بقدرته على مساعدة زوجته وتحصين عائلته وبنيان دعائمها وأسسها . إذا نجح الزواج سعد جميع أفراد الأسرة وأصبح للحياة هدف ومعنى .