بدأت الآن تكتشفين طبع طفلك؛ فعندما يبلغ طفلك ستة عشر شهراً من العمر، تصبح لديه أفكاره الخاصة حول ما يريد أن يفعل ويأكل أو بماذا يودّ أن يلعب. وهو لا يتردّد في التعبير عن آرائه. لكن لسوء حظه وحظ أهله، أنّه لا
يستطيع الكلام جيّداً بعد ليفعل ذلك بوضوح، وهذا الأمر يغيظه غيظاً شديداً، فلا يجد أمامه خياراً لنقل أفكاره ومشاعره سوى سرد كلام غير مفهوم، والتأشير، ورمي الأغراض، وأخيراً الصراخ.
يفعل كلّ ذلك بينما تصارعين أنت لمعرفة ما يريد قوله. إنّها بالفعل فترة دقيقة، لكن لا تيأسي، فطفلك لن يحتاج إلى وقت طويل قبل أن يبدأ بالكلام، وسيصبح بإمكانه عندئذٍ أن يحدّد بوضوح ما يريد. إلى حين حصول ذلك، حاولي النظر إلى إيجابيات الوضع: فقد بدأ طفلك يتفاعل معك بصراحة الآن، وقد بدأت معالم شخصيته تبرز؛ لذلك ننصحك بأن تستمتعي باكتشاف الصفات التي تميّزه، فتتوطّد بينكما العلاقة، وتتحسّن.
التعلّم والاستمتاع في آن معاً:
في هذه المرحلة من نموّه، يحوّل طفلك كلّ عمل يقوم به إلى لعبة، فهو يتسلّى بإخراج عشائه من الصحن وإعادة ترتيبه فيه، أو إخراج الثياب المطوية من
خزانته، أو صفّ ألعابه على الأرض. كذلك، تشكّل كلّ لعبة فرصة سهلة للتعلّم والنمو. فاللعب يساعد طفلك على تنمية مهاراته الاجتماعية بالإضافة إلى تلك المتعلقة بحركته، كما يساعده على تنمية ذكائه وقدرته على الكلام.
ولحسن الحظ أنّ هذه الأمور تحصل من تلقاء نفسها. فالأطفال يتمتّعون بنعمة فريدة من نوعها، وهي قدرتهم على رؤية الجانب المسلّي الكامن في كلّ غرض أو حالة تقريباً، لكن انتبهي، فهذا الحماس للاستمتاع والاكتشاف غالباً ما قد يوقعهم في المشاكل! ستندهشين عندما تدركين مدى أهمية اللعب لنمو طفلك بشكل سليم.
المصدر: موقع بامبرز للعناية بالطفل.