يؤكد الدكتور هاشم بحري- أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر: أنَّ المرأة المعيلة تُعاني من نظرات الترحم والإشفاق من قِبل الآخرين، والتي تجعلها تشعر بالذل والنقص؛ حيث إنَّ تلك النظرات لا تطال الأخريات، وهذه المشاكل تولِّد أزمة ثقة بالنفس، والمرأة المعيلة تشعر بالضعف أمام الظروف الاجتماعية والاقتصادية الشديدة تؤدي إلى تعرضها إلى كثيرٍ من الاضطرابات النفسية، ومن ثمَّ تصبح أسيرةً للعقد النفسية؛ الأمر الذي يجعلها تُفضل العزلة والتواري عن المجتمع أو اللجوء إلى المهدئات؛ الأمر الذي يحطم الحالة النفسية القادرة على مواجهة الأحداث، وهذا يولد حالاتٍ من الاكتئاب والقلق والخوف.
ومن المؤكد أنَّ غياب المعيل المفاجئ أيًّا كان السبب يولِّد حالةً من الإرباك لدى كافة أفراد الأسرة، وقد يتفاعل الشعور بالوحدة لدى المرأة المعيلة مع الشعور بالخيبة والحرمان والانكسار فيصيبها بحالةٍ شديدةٍ من اليأس إلا أنَّ قوة الإيمان بالله وحدها كافية لحماية المرأة المعيلة من التعرُّض لكل ذلك، فالإيمان يمنحها الشعور بالأمان وعدم الخوف والقلق من المستقبل الذي هو بيد المولى عز وجل.
والحقيقة أنَّ المرأة المعيلة تحتاج إلى تدعيم الثقة في نفسها وتعزيز الشعور لديها بأنها قادرةٌ على حل المشكلات، وهذا من الممكن أن يتم من خلال برامج تربوية وتعليمية واجتماعية، فمن الضروري منحها التقدير والاعتزاز مع صمودها وثباتها في مواجهة أزمات الحياة وإزالة نظرات الترحم والإشفاق، كما أنه يجب أن يكون هناك سعي من قبل الدولة لتعليم المرأة المعيلة المهارات الاقتصادية اللائقة للعمل، وكذلك منح القروض وإيجاد التسهيلات لحصولها على العمل من الشعور بالوحدة والكآبة والقلق، كما أنه يجعل نظرة المجتمع إليها نظرة سليمة.
وهناك أمر مُهمٌّ هو ضرورة التخلص من الأعراف والتقاليد البعيدة عن الإسلام ومحاربة أي عُرفٍ يساهم في إذلال المرأة أو إهانتها أو قوقعتها في دائرة ضيقة، والمرأة المعيلة عليها أن تدرك أنَّ ما هي فيه اختبارٌ من المولى عز وجل، وأنه وحده قادر على أن يعينها عليه، وأنها قادرةٌ على الصمود ومواجهة التحديات، وعليها التقرُّب إلى المولى بالصلاة وقراءة القرآن الكريم وكثرة الدعاء والتسبيح.
تحقيق: أمل سعيد