هل تعلمين أن 55-75% من جسم الإنسان عبارة عن ماء ويفقد الجسم كمية كبيرة من هذا الماء يوميا عن طريق التنفس، العرق، والتبول. لتعويض كمية الماء التي يفقدها الجسم أنت تحتاجين يوميا لشرب 8 أكواب ماء على الأقل _ وأكثر من ذلك إذا كان الجو حاراً وجافاً أو إذا كنت تمارسين رياضة. إن فقد الجسم لمجرد 2% من وزنه عن طريق السوائل يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالإجهاد وقد يؤثر على قدرة الإنسان على التفكير.
تظهر كثير من الدراسات أن الجفاف مرتبط بمشاكل صحية عديدة. العطش دليل على أن الجسم يعاني بالفعل من جفاف، فلا تنتظري حتى تشعري بالعطش لكي تشربي، بل استمري في شرب الماء على مدار اليوم. تتضمن أعراض الجفاف :الشعور بالإجهاد ، الصداع، جفاف الفم، عدم التبول أو التبول بكميات ضئيلة ، شعور بضعف في العضلات ، دوار، وشعور بعدم الاتزان. المشروبات التي تحتوي على الكافيين (مثل الشاي، القهوة، والمشروبات الغازية) تسبب الجفاف. على سبيل المثال، كل فنجان من القهوة نحن نحتاج لشرب فنجان ونصف ماء للحفاظ على توازن السوائل في الجسم. أفضل طريقة لتجنب حدوث جفاف هو أن تشربي نصف كوب ماء كل ساعة طوال فترة استيقاظك. تناولي كميات كافية من الماء يوميا يساعد على الحفاظ على صحة جيدة وجهاز مناعي قوى، كما أنه يمكن أن يساعد في الحماية من الكثير من الحالات والأمراض وعلاجها.
الصداع
لأن 3/4 المخ مكون من الماء، فهو من أول أعضاء الجسم التي ستشعر بالجفاف. الماء يمكن أن يخفف ويحمي من أغلب أنواع الصداع الشائعة، من أنواع الصداع الشائعة هو الصداع الناتج عن انسحاب الكافيين من الجسم، ورغم أن شرب القهوة والمشروبات الغازية قد يساعد على تخفيف هذا الصداع إلا أن هذا سيدخلك في حلقة مفرغة.
الكحة والبرد
يستهلك الجسم كميات أكبر من السوائل عند مقاومة البرد أو الأنفلونزا. تناول سوائل كافية يطرد السموم من الجسم ويساعد على الحماية من الجفاف. من المهم شرب كثير من السوائل عند ارتفاع في درجة حرارة الجسم لأن الجسم يحتاج لسوائل أكثر لكي يبرد، بالإضافة إلى أن الأدوية المخفضة للحرارة قد تؤدى إلى الجفاف. سيساعد الماء أيضا على تهدئة الحنجرة المحتقنة، كما أنه سيساعد على تليين المخاط وتقليل لزوجته في منطقة الرئتين مما يجعل الكحة تعطي نتيجة أفضل.
ضربة الشمس
إذا حدث الجفاف نتيجة التعرض الزائد والطويل للشمس فلن يعرق الجسم بدرجة تكفي لخفض درجة حرارته. يمكن أن تكون ضربة الشمس خطيرة لذا إذا كنت ستتعرضين للشمس من المهم أن تشربي كميات كبيرة من الماء لكي تحمى نفسك من الجفاف قبل وأثناء التعرض للشمس.
الحساسية وحساسية الصدر
عندما يشعر الجسم بنقص في الماء يقوم بإنتاج ((هستامين)) مما يؤدي إلى الشعور بألم وإجهاد. الأدوية المضادة للهيستامين تسبب جفاف، كما أنها ستخفف الأعراض فقط وعادة ما تسمح باستمرار المشكلة. الحساسية الصدرية أيضا تحدث نتيجة زيادة إنتاج الهيستامين كنتيجة للجفاف. أظهرت الدراسات أن زيادة تناول الماء سيقلل مستوى الهيستامين خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، كما انه سيقلل من تكوين المخاط وسيفتح ممرات إلى الرئة وبالتالي يعود التنفس إلى حالته الطبيعية.
غثيان الصباح في الحمل
غثيان الصباح يحدث كنتيجة مباشرة لحدوث جفاف. خلال فترة الليل وهى أطول فترة تبقى فيها الأم الحامل بدون تناول ماء، يسحب الرحم ماء من جسم الأم للحفاظ على مستوى السائل به ومستوى السائل في جسم الجنين وقد يؤدي هذا إلى استيقاظ الأم وهى تشعر بجفاف، غثيان، وإرهاق. يمكن تجنب هذا عن طريق شرب كميات كبيرة من الماء أثناء اليوم وخلال الليل.
الالتهابات الداخلية والخارجية
يمكن أن يساعد الماء على الحماية من أنواع كثيرة من الالتهابات وعلاجها. شرب الماء يزيد من كمية التبول ويطرد السكر الذي قد يتسبب في حدوث الالتهابات الخميرية. الماء البارد يمكن أن يخفف من الآلام الناتجة عن التهابات الفم، اللسان، والحنجرة، كما يمكن أن يخفف من أعراض التهابات الجيوب الأنفية. الماء هام أيضا في حالات التهابات الجهاز التنفسي حيث أن التنفس السريع، القيء، الإسهال، الحرارة، وهى أعراض تصاحب التهابات الجهاز التنفسي يمكن أن تؤدي إلى حدوث جفاف. الماء هام بنفس الدرجة للالتهابات الكبدية خاصة إذا كان هناك قيء.
مشاكل الكلى والمثانة
شرب كميات كافية من الماء سيساعد على بقاء المثانة نشطة وخالية من البكتيريا التي يمكن أن تتسبب في حدوث التهابات في مجرى البول. تجنب تناول القهوة، الشاي، والمشروبات الغازية يمكن أيضا أن يساعد لأن هذه المشروبات تثير المثانة وقد يؤدي هذا إلى حدوث نزيف بسيط مما قد يسمح بدخول البكتيريا في الأوعية الدموية. إذا لم يتم علاج التهابات المثانة يمكن أن تؤدي إلى حدوث التهابات في الكلى، كما أن تراكم البكتيريا والبروتيانات يمكن أن يؤدي إلى تكون حصوات في الكلى.
مشاكل المعدة
يمكن أن يخفف الماء ويحمي من العديد من مشاكل المعدة مثل الغثيان، الإسهال، الغازات، الإمساك، والحموضة. قد يؤدي الإسهال إلى حدوث جفاف شديد، لذا عند حدوث إسهال ينصح الأطباء بشرب كوب من الماء في كل مرة يكون فيها البراز لينا أكثر من اللازم. وينصح أيضا عند الإصابة بالإمساك بشرب كوبين إلى 4 أكواب إضافية من الماء لتفتيت وتليين البراز الجاف.
ارتفاع ضغط الدم والكولسترول
شرب كميات كافية من الماء يمكن أن يؤدي بالفعل إلى خفض ضغط الدم والكولسترول حيث أن ارتفاع ضغط الدم والكولسترول قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة في القلب. الماء يجعل الدم أقل سمكا وبالتالي يتم ضخه بشكل أسهل، كما أنه يساعد على طرد الكولسترول خارج الجسم. إذا قل مستوى الماء، يعرف الجسم أن هناك نقص في كمية الدم ويقوم بغلق الأوعية الدموية الأقل نشاطا للحفاظ على تدفق الدم بشكل سليم للمناطق الأكثر نشاطا مما قد يؤدي إلى حدوث ارتفاع في ضغط الدم.
الجلطات
نقص الماء يؤدي إلى زيادة سمك الدم، مما قد يؤدي إلى حدوث جلطات. أظهرت الأبحاث أن مرضى القلب و/ أو الأشخاص الذين سبق وتعرضوا لجلطات يمكن أن يقل احتمال تعرضهم لجلطات في المستقبل إلى النصف بمجرد شرب كميات كافية من الماء. من أهم الأشياء التي يجب أن نحرص عليها هي استبدال فنجان القهوة أو الشاي الصباحي بكوب أو كوبين من الماء حيث أن الجسم عند الاستيقاظ في الصباح يكون في احتياج شديد إلى الماء ويكون الدم في أكثر حالاته سمكا. إذا كان ولابد أن تشربي شيئا آخر بعد ذلك، من الأفضل أن تنتظري بضع ساعات حتى يحصل الجسم على ما يكفيه من الماء. إذا شعر الشخص أنه يعاني من أعراض جلطة (مثل تنميل أو ضعف أو شلل مفاجئ في الوجه، الذراع، أو الساق صعوبة مفاجئة في الكلام أو في فهم الكلام_ زغللة أو رؤية مزدوجة أو ضعف في الإبصار مفاجئ _ دوار مفاجئ فقدان التوازن أو التناسق _ صداع شديد مفاجئ ربما يصحبه تصلب في الرقبة) يجب أن يشرب ماء في الحال أثناء انتظار المساعدة الطبية لأن تقليل سمك الدم سيساعد الأكسجين على الوصول إلى المخ بشكل أسهل.
آلام الظهر والمفاصل
الأقراص الموجودة بين فقرات الظهر تتكون من قشرة خارجية مملوءة أساسا بالماء. نقص الماء يؤدي إلى زيادة الضغط على هذه الفقرات ويؤدي هذا إلى زيادة الضغط على هذه الفقرات ويؤدي هذا إلى ألم وخشونة. أغلب الآلام البسيطة في الظهر والرقبة يمكن تجنبها أو التخلص منها بتناول كميات كافية من الماء. نقص الماء قد يؤدي أيضا إلى آلام وخشونة في المفاصل نتيجة زيادة الاحتكاك وتورم المفاصل. تناول كميات أكبر من الماء وبقاء الجسم به كمية كافية من الماء يمكن أن يساعد على تليين المفاصل وتخفيف بعض الألم.
تقلصات العضلات
الجفاف هو أحد الأسباب الرئيسية في حدوث التقلصات العضلية. تناول كميات أكبر من الماء يساعد على ضخ الأكسجين في الدم ويساعد على وجود نسبة كافية من الماء في خلايا العضلات. في الأجواء الأكثر دفئا، يكون الناس أكثر عرضة لحدوث تقلصات عضلية أثناء ممارسة الأنشطة لأنه يكون هناك فقدان أكبر للسوائل. ينصح بشرب ماء على فترات منتظمة وعدم الانتظار حتى نشعر بالعطش. الأطفال أكثر عرضة للجفاف أثناء ممارستهم للأنشطة البدنية ولذا يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتقلصات العضلية.
أعراض ما قبل الدورة الشهرية
رغم أنه يوجد علاج لأعراض ما قبل الدورة الشهرية إلا أن شرب كميات كافية من الماء هو أفضل علاج لمسألة احتباس الماء في الجسم الذي قد يكون أحد أعراض ما قبل الدورة الشهرية، كما أن شرب الماء بدلا من المشروبات التي تحتوي على الكافيين يمكن أن يرفع مستوى الطاقة كما يمكن أن يساعد على تخفيف الأعراض الأخرى.
الاكتئاب، التوتر، القلق
لأن جزء كبير من المخ يتكون من الماء لذا يؤدي الجفاف إلى نقص الطاقة في المخ وقد يؤدي إلى القلق والعصبية. المشروبات التي تحتوي على الكافيين يمكن أن تزيد القلق ويجب أن يتم استبدالها بالماء. قد لا يكون الماء وحده علاج لكنه قطعا يمكن أن يهدئ الأعصاب. الأدوية المضادة للاكتئاب يمكن أن تؤدي إلى الجفاف والإمساك.
الأرق
الأشخاص الذين يعانون من ارق يجب أن يشربوا كميات كبيرة من الماء خلال اليوم، لكن يجب أن يتوقفوا عن الشرب قبل النوم بأربع ساعات لأن رغبتهم في التبول أثناء النوم يمكن أن توقظهم أثناء الليل. كما أن الجفاف يمكن أن يؤدي إلى زيادة السموم في الدم مما يؤدي إلى العصبية وهو ما يلاحظ بشكل أكبر أثناء الليل. شرب ماء على مدار اليوم يمكن أن يطرد السموم من الجسم ويساعد على النوم بشكل أفضل.
انقطاع الدورة الشهرية
أحد أكثر الأعراض شيوعا لانقطاع الدورة الشهرية هي (الصهدة) وغالبا ما تكون مصحوبة بعرق في الليل وهو عرض يمكن أن يقل بشرب كميات كافية من الماء يوميا. ولأن أغلب حالات الصهدة تظهر ليلا، من الأفضل الاحتفاظ بزجاجة ماء بجوار السرير. شرب الماء يمكن أيضا أن يساعد على ترطيب الجلد خلال هذه المرحلة.
السكر
مرضى السكر يحتاجون لشرب كميات كبيرة من الماء لأن السكر الزائد في الدم(الجلوكوز) يشعرهم بالجفاف. العطش بالفعل هو أحد العلامات التي تدل على أن مستوى الجلوكوز في الدم مرتفع. الماء سيساعد على تكسير السكر، الحماية من الشعور بالإجهاد، تحسين الأداء البدني. العصائر التي تحتوي على السكر وكذلك المشروبات الغازية يتسببان في رفع مستوى الجلوكوز في الدم ويجب تجنبها. رغم أن المشروبات الغازية التي لا تحتوي على السكر عادة تكون آمنة لمرضى السكر، إلا أن تناولها بشكل زائد يمكن أن يزيد من العطش ويمكن أن يؤدي إلى إدمانها. العصائر تحتوي على العديد من السعرات الحرارية حيث أن كوب العصير الواحد يحتاج لاستخدام عدة قطع من الفاكهة لذا من الأفضل تخفيف العصير بالماء والثلج للحصول على فوائد الماء مع الاحتفاظ بطعم الفاكهة.
المصدر: مجلة الأم والطفل العدد 5 لسنة 2007