النوم أثناء الحمل قد يمثل مشكلة لا تتوقعها كثير من السيدات، رغم أنك قد تشعرين خلال الأشهر الثلاثة الأولى أنك تنامين لاثنين (أنت وجنينك) (بعض السيدات يعانين من نعاس شديد خلال الأشهر الثلاثة الأولى نتيجة التغير الذي يحدث في الهرمونات)، إلا أنه خلال المراحل المتقدمة من الحمل قد لا تستطيعين النوم جيداً أثناء الليل.
لا أستطيع فتح جفوني:
بالنسبة لكثير من السيدات، أول علامة من علامات الحمل التي يلاحظنها هي الشعور بالإجهاد، وهذا يحدث نتيجة زيادة مستوى هرمون البروجسترون في الدم، قد يضايقك شعورك الدائم بالنعاس، لكن لا تشعري بالضيق، فأغلب السيدات الحوامل معك في نفس المركب.
للمساعدة على التخفيف من الشعور بالإجهاد، حاولي النوم لبعض الوقت أثناء اليوم، أغلب السيدات الحوامل، وبخاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ينمن على الأقل مرة أثناء اليوم.. لكن اطمئني ستشعرين بنشاط أكثر خلال الأشهر الثلاثة الثانية.
رغم أن النوم لبعض الوقت أثناء اليوم قد يعطيك بعض الطاقة لاستكمال اليوم، لكن النوم أكثر من اللازم أثناء اليوم قد لا يجعلك تنامين جيداً في الليل.. إذا شعرت أنك ترغبين في مقاومة النوم، تجنبي الجلوس في غرفة نومك إلا عندما تريدين النوم فعلاً، قومي ببعض التمارين -التي نصحك بها طبيبك- عندما تشعرين أنك منهكة، وعندما لا تكون لديك القدرة على فعل أى شيء، يمكنك القيام ببعض الأنشطة التي تستمتعين بها مثل قراءة كتاب أو مشاهدة برنامجك المفضل.. النوم الكثير قد يسبب شعوراً بالإجهاد مثل النوم القليل وقد يؤدي هذا إلى شعور بعدم توازن لا تستطيعين مقاومته.
مشكلة الكافيين:
بالنسبة للسيدات المعتادات على شرب القهوة والشاي، لا تعتبر الهرمونات هي السبب الوحيد لكثرة النوم بالنسبة لهن في المراحل المبكرة من الحمل.. إذا كنت تشربين الكثير من القهوة والشاي، لا تعودي من أول زيارة لك عند الطبيب بعد إخبارك بأنك حامل وتقلعي عن شرب القهوة والشاي مرة واحدة.
إقلاعك تماماً بشكل مفاجئ عن الشاي والقهوة يمكن أن يسبب صداعاً شديداً ونعاساً شديداً، يمكنك الإقلاع بالتدريج إما بتقليل الكمية التي تتناولينها كل يوم بمعدل كوب إلى أن تستطيعي الإقلاع تماماً أو بتقليل كمية الكافيين في كل كوب إما باستخدام قهوة أقل أو باستبدال كمية من القهوة العادية بكمية من القهوة الخالية من الكافيين.. أهم شيء هو أنك إذا استمررت في تناول كوب كل يوم، احرصي على أن يكون ذلك في الصباح وليس بعد الظهيرة أو في المساء لأن ذلك قد يؤثر سلبياً على نومك ليلاً.
لا أستطيع الاستمتاع بنوم متصل:
من شكاوى الحمل الشائعة الأخرى عدم الاستمتاع بنوم متصل.. بالنسبة لكثير من الحوامل، تكون المثانة هي السبب، فأغلب الحوامل تصدمن من عدد المرات اللاتي تحتجن فيها للاستيقاظ للذهاب إلى الحمام وتبدأ هذه الظاهرة من بداية الحمل.
ويرجع هذا إلى أنه خلال الحمل يحتوي جسمك على 30% إلى 50% دما أكثر ويحتاج هذا الدم إلى التنقية عن طريق الكلى، وهذا يعني تبول كميات أكبر من البول، أيضاً تضخم حجم الرحم مع الوقت يحدث ضغطاً على المثانة.. لتقليل المشكلة، يمكنك تقليل كمية السوائل التي تتناولينها قبل النوم بساعتين أو ثلاث، لكن احرصي على شرب كميات كبيرة من السوائل وبخاصة الماء أثناء اليوم.
الشخير أيضاً من المشاكل الشائعة أثناء الحمل مما يسبب مشاكل في النوم.. التورم (الإديما) التي قد تعانين منه في رسغي قدميك وفي قدميك ويديك يمكن أن يؤثر على الممرات الأنفية.. عندما يحدث هذا، يكون احتمال شخيرك أكبر مما قد يؤرق نومك (ونوم زوجك أيضاً!).. بعض السيدات يعانين أيضاً من حالة توقف النفس أثناء النوم لثوان.. هذه الحالة يمكن أن تمثل خطورة عليك وعلى طفلك، فاستشيري طبيبك.
تقلصات الساقين أمر شائع أيضاً في الأشهر الثلاثة الثانية والأخيرة من الحمل وهي مزعجة وبخاصة أثناء النوم.. إذا استيقظت بسبب تقلص في ساقك، افردي ساقك وشدي قدمك إلى الأمام حتى يخف الألم. إذا لم يخف الألم، استشيري طبيبك لأن تجلط الدم من المشاكل التي قد تحدث أثناء الحمل.
مثل أي وقت آخر في حياتك، قد يسبب الضغط النفسي أرقاً أثناء النوم.. إن فكرة إنجاب طفل وتحمل مسؤوليته قد تسبب ضغطاً نفسياً لكثير من الحوامل.
وضعك أثناء النوم:
كلما كبر حجم الجنين، كلما كانت الراحة أثناء النوم مطلباً صعباً.. كثير من السيدات يضطررن للتخلي عن أوضاع النوم المفضلة لهن، الأوضاع التي اعتدن عليها طوال حياتهن، حتى الشهر الخامس، كل أوضاع النوم ليست بها مشكلة، لكن بعد ذلك يوصي الأطباء بالنوم على الجانب وبخاصة الجانب الأيسر؛ لأن الكبد يوجد في الناحية اليمنى، فإن النوم على الجانب الأيسر يبعد ضغط الرحم عن هذا العضو المهم، هذا الوضع أيضاً يسمح للكلى بالقيام بوظيفتها بشكل جيد مما يمنع أو يقلل من تورم القدمين واليدين، بالإضافة إلى أنه يساعد على زيادة تدفق الدم إلى المشيمة.
مع كبر حجم البطن، يصبح النوم على البطن أكثر صعوبة، أنت لن تضري طفلك بنومك على بطنك، لكن كل ما في الأمر أنه مع تقدم الحمل يصبح هذا الوضع مستحيلاً.
أيضاً النوم على الظهر قد يعرضك لحدوث انخفاض في ضغط الدم مما يجعلك تشعرين بدوخة، لكن إذا استيقظت ووجدت نفسك نائمة على ظهرك أو على بطنك، لا تقلقي، فقط استديري ونامي على جانبك وأكملي نومك.
<!--<!-- <!--
المصدر: إعداد: تراجي فتحي/ مجلة الجزيرة السعودية/ العدد 222 / 12/06/2007