كذلك يعتقد عدد من الناس, أن الآباء والأمهات يستطيعون, من تلقاء أنفسهم, أن يعرفوا كل ما يحتاجون إلى معرفته من المعلومات الضرورية لتربية أطفالهم تربية صحيحة. أما الآن فنحن لا نعتمد كل الاعتماد على محبة الأم, ولا على ما تعرفه بالصدفة من المعلومات. وأصبحت تربية الطفل تقوم اليوم على أصول علمية لابد من معرفتها, بل ودراستها.
المشي أول مغامرة
فعندما يبلغ الطفل 14 شهرا من عمره, قد يستطيع المشي بغير مساعدة, وهذه القدرة الجديدة توسع من عالمه. إنه يظهر تقدما سريعا في التحكم في حركاته, ويصبح شغوفا بإقحام نفسه في مواقف متعددة, يقوم فيها باكتشافات ومغامرات متنوعة. سيبحث عن القط خلف الباب, ويدخل دولاب الملابس, ويذهب لأخذ الأزهار من الإناء, وسوف يبعثر الملابس المعدة للغسيل.
ويجب ألا تنزعج الأم من هذه الأعمال, بل يجب أن تسمح للطفل أن يقوم بها في حدود المعقول. ويجب عليها أن تستفيد من هذه المواقف في إثارة موضوعات حديث متنوعة مع الطفل, وأن تقوم بتفسير الأشياء له.
إن الأم, إذا حاولت أكثر من اللازم أن تمنع الطفل من أن يفعل هذا الشئ أو ذاك في هذا السن, فقد يؤدي هذا إلى أن يفقد الطفل الرغبة في المعرفة والتعلم.
لكن في نفس الوقت, لا يجب أن تغفل عيوننا عن الأماكن الخطرة في البيت, حتى لا يصل إليها الطفل.
مغامرة صعود السلالم
والرغبة في صعود السلالم تظهر عند الطفل في سن مبكرة, ولابد أن نتيح له أن يزاول هذا النشاط. ولقد وصل إلى مرحلة من النمو يحتاج فيها أن يحاول القيام بهذه الأشياء, حتى يتقدم نمو جسمه وعقله, لكن من الضروري طبعا ملاحظة مجهودات الطفل من أجل الأمان, فإن الحوادث في هذه السن يمكن أن تكون خطيرة. لكن قد يؤدي الخوف إلى كبت مجهودات الطفل, ومع ذلك فالطفل يتعلم الحذر بطريقة طبيعية أثناء محاولاته القيام بهذه الأعمال الجريئة, ولن يتعلم لا المهارات ولا الحذر, إلا إذا أتحنا له فرصة التجربة. ويمكن أن تقول للطفل: اصعد درجة واحدة .. ثم درجة أخرى .. الآن وصلنا فوق .. والآن دعنا نهبط تحت.
وأثناء مشاركة الطفل في لعبه هذا, يمكن أن تقدم له معلومات عن كلمات مثل أعلى وأسفل فوق تحت – درجات – سلالم – وسوف تصبح هذه الكلمات ضمن الطفل الثابتة في ذهنه, لأنها ارتبطت بتجارب قام بها بنفسه.
إعداد:
- أ . يعقوب الشاروني - أستاذ زائر "أدب الأطفال" بقسم الدراسات العليا - بكلية رياض الأطفال بالإسكندرية - والمشرف على باب الطفل بصحيفة الأهرام ومجلة نصف الدنيا - والرئيس السابق للمركز القومي لثقافة الطفل.
