في هذه المرحلة تبدأ الفتاة بالنمو السريع، فيزداد طولها عدة سنتمترات دفعة واحدة في شهور قليلة . ويبدأ النمو في الهيكل العظمي، عند الفتيات، في سن أبكر من عند الأولاد الذكور، فهو يبدأ عندهن في حوالي سن الحادية عشرة، بينما يبدأ عند الصبيان في حوالي سن الرابعة عشرة، لذلك نرى أن البنات يكن أطول من الصبيان بين سن 11 – 14 سنة، وبعدها يحدث العكس تماما، فيزداد طول الصبيان عنه عند البنات .
ولكن نمو الهيكل العظمي لا يحدث بالتساوي، فمثلا يسبق نمو الكف، أو القدم، نمو اليد أو الساق والفخذ بعدة أشهر، فتبدو الأطراف غير متناسقة مما يثير القلق وبعض الشعور بالقبح .
وفي الوقت نفسه تنمو عظام الحوض لدى الفتاة، وتتسع فتحته لأنه سيكون موطنا للطفل فيما بعد وعبره ستتم الولادة بينما يظل ضيقا عند الفتيات .
ظهور شعر العانة
ومن أبرز التطورات والتغييرات التي تحدث في سن المراهقة ، والتي تشعر فيها الفتيات فعلا بتغيرهم تماما ، تراكم الشحم في منطقة العانة في أسفل البطن على شكل وسادة شحمية تدعى " جبل الزهرة " ينبت على سطحها الشعر بحيث يبقى أفقيا، بعكس الفتى الذي يمتد شعر العانة عنده إلى وسط البطن ليصل إلى منطقة " السرة " على شكل مثلث .
أما الجلد فيظل محافظا على وبره الناعم، وقلة الوبر تجعل جلد الفتاة عند لمسه شبيها بثمرة ( الدراق ) الناعمة الملمس؛ وتنمو كذلك الغدد الجلدية التي تعبق منها رائحة ذات مدلول خاص، وتعد أحد العوامل المهمة في جذب الرجل للمرأة .
أقوي معالم المراهقة .. بروز النهدين
الكل يعلم جيدا أن النهدين مرتبطان ارتباطا وثيقا بالتأثير الجنسي، ويعتبران من ظواهر البلوغ لدى الفتاة، بل هما أصرح الأدلة على هذا البلوغ .
إذ لا يكاد نهدا الفتاة يبرزان حتى تبدأ مرحلة تطورات غدية تتظاهر بأعراض نفسية وجسدية بارزة تشعر بها الفتاة شعورا واضحا، وتدرك أنها اكتسبت عاملا شديد الأهمية من خلال إحاطتها بنظرات الإعجاب والتقدير من الكثيرين .
إذا، فالنهدان هما الدليل الواضح والظاهر للأنوثة الحقة التي تبدأ الفتاة باكتسابها في سن المراهقة، وأول دلائلها حجم الحلمة ومدى نتوئها وصلابتها ونمو الغدد المتصلة بها .
وهناك بعض المخاوف التي تنتاب بعض الأمهات اتجاه هذا الأمر ، وهو صغر حجم النهدين في بداية هذه الفترة ، فلا تقلقي، سيدتي، إذا بدا لك في البداية أن حجم نهدي ابنتك صغير في هذه السن لأنهما سرعان ما سيتبدلان ويتغيران مع تقدم الوقت، وبدء الدورة الهورمونية ونشاط الغدد .
شكل يبين الغدة النخامية والدرقية
ومن المعروف أن فترة البلوغ تشهد نشاطا غير عاديا للغدد ، حيث يتوقف مدى بلوغ الفتاة وسرعته على نشاط الغدد ذات الإفراز الداخلي في الجسم والهورمونات التي تفرزها في الدم .
والغدد الصماء ذات الفاعلية هي :
- الغدة النخامية .
- المبيضان .
- الغدة الدرقية .
- الغدد الكظرية .
شكل يبين المبيضان والغدة الكظرية وكل غدة من هذه الغدد تقوم بوظيفتها بشكل متناسق وبانتظام شديد ودقة متناهية مع الغدد الأخرى، بحيث لا يطغى هرمون على الآخر، وإلا حدث اضطراب وخلل في نمو الفتاة وتطور بلوغها .
فإذا حدث أي اضطراب أو خلل في وظيفة إحدى هذه الغدد أدى ذلك زيادة أو نقصان في إفراز الهورمون الخاص بها يترك أثره على نشاط الغدد الأخرى، وبالتالي على حساب نمو الفتاة ونضوجها .
إن مثل هذا الخلل قد يؤدي إلى تأخير البلوغ إلى وقت متأخر عن المعتاد، أو قد يكون متقدما جدا فتبلغ الفتاة قبل أوانها، وهذا النوع من الخلل هو أهم أسباب الاضطراب في عملية البلوغ .
من جهة أخرى قد يؤدي الخلل الهورموني في بعض الأحيان إلى تبدلات في جسم المراهقة مثل السمنة الزائدة، أو بالعكس، الهزال الشديد، أو زيادة في كمية الشعر على بطنها وظهرها، فيقال بأنها ( شعرانية ) .
وقد يكون تقدم البلوغ، في بعض الأحيان، نتيجة أسباب وراثية في الأسرة أو في المحيط الجغرافي كالبيئة والمناخ وحرارة الجو .