لعلنا لا نجد كلمة رائجة تثير الخيال أكثر من كلمة سمك أو زيت السمك  الذي بات هاجس معظم الناس في أعقاب سلسلة الاكتشافات التي تبجل هذه المادة وتجعلها في مصافي المواد الغذائية التي لها أيضا أدوار طبية وتأثير في الدماغ والقلب والأعصاب أكثر من أية مادة غذائية أخرى .

وما يدهش أن بلدا مثل بريطانيا ينفق سكانه سنويا ما لا يقل عن 60 مليون استرليني على شراء كبسولات وشراب زيت السمك .

ولعل بيتا واحدا لا يخلو من تردد عبارة زيت السمك أو السمك الدهني وهو ما دفع أصحاب الصناعات الغذائية المختلفة الى إضافة زيت السمك إلى معظم المنتجات الغذائية، وقد يطال ذلك الخبز واثقين من أن ذلك سيساعد على بيع كميات كبيرة .

لا شك في إن السبب مصدره تلك الدراسات والأبحاث التي تؤكد أن زيوت السمك هي الأكسير الأكبر للصحة، إذ إنه جيد بالنسبة للدماغ والعظام والقلب، ويقي الجسم من شرور أمراض السرطان والاضطرابات البصرية وحتى الآم الظهر .

وأكبر شاهد على ذلك ما نصح به فريق من الأطباء في تقرير لهم نشر في  مجلة الكلية الأمريكية لطب القلب حيث قالوا انه ينبغي على كل شخص أن يتناول “أوميجا -3” لأنه يقي القلب ويحمي صموده ضد الأمراض .

وقبل ذلك اعلن أطباء أنهم اكتشفوا أن المرضى المصابين بمشكلات في القلب ويتناولون زيت السمك يمكن أن يقللوا من احتمالات الموت المبكر بنسبة 30 في المائة .

وأضافوا أيضا أن زيت السمك يحصن أجسام الأصحاء ضد الأمراض أيضا . ويقول الدكتور كارل لافي من عيادة أوشسنر لطب القلب في ولاية نيو أورليانز “لدينا الآن دليل قاطع نتيجة لدراسات واسعة يعود معظمها إلى عقدين أو ثلاثة عقود ماضية تبين الفوائد الوقائية لزيت السمك الذي يحتوي على “أوميجا -3” من نواح عدة لتوفير الحماية للقلب” .

لكن خبراء آخرين يعتقدون أن ما توصل إليه هؤلاء الأطباء غير مقنع . وفيما يلي نلقي نظرة فاحصة على فوائد زيت السمك وما إذا كانت فوائده تساوي المبالغ التي تدفع لشرائه .

ما زيوت الأوميجا؟


تعرف زيوت الأوميجا بأنها دهون متعددة غير مشبعة، وهي أكثر دهون مفيدة لصحة الإنسان .

وهناك ثلاثة أنواع من الدهون التي نتناولها عادة في طعامنا وهي: الدهون المشبعة (ومصدرها على الأغلب الحيوانات وتشمل الجبنة والزبدة واللحم الأحمر) وكلا هذه الدهنين مهم للغاية لأنهما يلعبان دوراً كبيراً في تغذية كل خلية في الجسم البشري .

كما توضح بريدجيت بينلام خبيرة الغذاء من مؤسسة الغذاء البريطانية بقولها “ان بعض هذه الدهون يحتاجه الجسم لتنظيم عملية التجلط في الدم بينما نحتاج دهونا أخرى للحفاظ على حرارة الجسم وضغط الدم والانجلاب وتعزيز وظيفة جهاز المناعة . ونظرا لأن الجسم لا يستطيع بنفسه إنتاج الأحماض الدهنية الأساسية، فإننا بحاجة للحصول عليها من مصادرنا الغذائية .

والمشكلة هي أننا نميل إلى الحصول على الكثير من أوميجا - 6 المتوفر في الزيوت الصالحة للطعام، وخاصة زيوت دوار الشمس الذرة واللحوم، ولكن تلك الزيوت لا تحتوي على ما يكفي من أوميجا -3 وخاصة السلسلة الطويلة من أوميجا -3  التي تحسب أنها بالغة الأهمية في واقع الأمر .

وتوفر تلك السلسلة من الزيوت مادتين رئيستين وهما حامض الدوساهيكسانيوك الذي يعتقد أنه  يلعب دوراً مهماً في تنمية وتطوير دماغ الأطفال والعيون ويرمم البصر والوظيفة الإدراكية في مختلف مراحل العمر . أما “حامض  الإيكوسابنتاينويك” فهو فعال وله حيوية كبيرة بالنسبة لصحة الدماغ .  ولعل من أفضل مصادر سلسلة أوميجا -3 الطويلة هي أسماك الماكاريل والرنجة والتونة (بشرط أن تكون طازجة وليست معلبة)، وتتوفر هذه الزيوت الصحية في أسماك السالمون والسردين والرنكة .

وتوصي مؤسسة المقاييس الغذائية الحكومية البريطانية مواطنيها بضرورة تناول قطعتين من تلك الأسماك كل أسبوع بما في ذلك واحدة من الأسماك الدهنية التي يفضل تناول 140 غراما منها أو شريحة من سمك التونة . ويتناول معظم البريطانيين ثلث هذه الحصة من السمك أسبوعيا .

فوائد أوميجا - 3


ترتبط زيوت أوميجا -3 بكل شيء من تعزيز قوة الدماغ إلى التخلص من ألم المفاصل . ولكن خبراء عدة يقولون إن بعض تلك الفوائد التي يعرضونها على أنها جيدة بنسبة ضئيلة، هي ناجمة عن دراسات رديئة ولذلك فإن الدليل حول ما يقولونه غير مقنع .

المصدر: دار الخليج
  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 563 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,175,740

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك