يعتبر ميلاد الطفل الأول بالنسبة لمعظم الأمهات والآباء اهم خبرة في حياتهم . إلا أن الشخص الذي يعتبر هذا اليوم يوما حيويا حقا بالنسبة له هو المولود نفسه . وكما أن لظروف الحمل اثرا كبيرا في نمو الوليد، كذلك فإن ظروف الميلاد لها تأثير كبير عليه.
وسوف نقتصر هنا على ظروف الميلاد العادية أي تلك التي تتم دون الإلتجاء إلى عمليات جراحية أو قيصرية والتي تحدث بعد فترة الحمل الكاملة التي تتراوح بين 259 – 293 يوما.
وسوف نستعرض رحلة الميلاد هذه مع كل من الأم والطفل معا .
أنت والولادة
إن خبرة الولادة ليست بالخبرة السهلة الميسورة . إنها تأخذ على كل أم كل حواسها ومشاعرها ولابد أن نعترف بأنه حتى في أحسن الحالات استعداد فإن الموقف كله يكون مفاجئا . لا لأن بداية العملية يصعب تحديدها بل لإن الكلمات مهما كانت دقيقة في إختيارها فإنها لا تكفي لوصف الطبيعة الجسمية لعملية الولادة أو لأن تعد الأم لمشاعر غير العادية التي تتطلبها هذه العملية.
أن جسمك باختصار يكون عليه أن يعمل ليقوم بمهمته ولن يكون لك أي إرادة عليه لكن الذي يحدث في معظم الأحيان هو أن عقلك وانفعالاتك قد تحتج بشدة على هذا الموقف الذي يفرض عليك فرضا . بعبارة أخرى فإن الخوف قد يتملكك من جراء ما يحدث لك . فإذا انتابك الخوف لحظة الولادة فقد يسبب لك توترا عضليا يؤدي إلى زيادة آلامك . وبدلا من أن تسمحي لجسمك بأن يقوم بعمله فإنك تعطلين هذا العمل.
ولهذا كله فقد اتجه الفكر العلمي والنفسي الحديث وكذلك أمراض النساء إلى استعمال أساليب العلاج الطبيعي عند الولادة . ويتضمن ذلك استعمال طرائق عقلية ونفسية منها أن تركز الأم على عملية الولادة وان تمارس تمارين رياضية معينة وان تهيأ نفسيا لما ستعانيه من الولادة من آلام وما تعقد عليها من آمال وان تهيأ جسميا لعملية الاسترخاء وحبس التنفس أو التنفس العميق وغير ذلك مما يساعد على التقليل من آلام عملية الولادة وكذلك على جعلها تتم في أقصر وقت ممكن وبأقل جهد مستطاع .
وما نرجوه لك هو أن تطمئني إلى أن العلم الحديث قد حل لك مشاكلك فلا تقلقي .