أهمية تحديد المهنة

عندما يبدأ المراهق يفكر، في هذه الفترة من حياته، في إعداد نفسه للاستقلال ماديا يبدأ في الشعور بالحاجة إلى التوجيه إلى مهنة معينة يقوم عليها مستقبل حياته .

وتتضح أهمية هذا الشعور عندما نتذكر ما سبق أن قلناه من حيث نظرة المراهق إلى مستقبله ومركزه الاقتصادي والاجتماعي وشدة رغبته في الاستقلال واحتلال مركز بين الكبار .

موقف الأبوين

ولا شك في أن تحديد المهنة على أساس مرض بالنسبة للمراهق يسهل كثيرا من تكيفه واستقراره في المجتمع الذي يعيش فيه . ولكن مما يزيد الأمور في بعض الأحيان أن الآباء أحيانا ما يصرون على أن يقوموا هم بتحديد المهنة لأبنائهم وبناتهم وهم لا يزالون صغارا . يقوم هذا التحديد من ناحية الوالدين على عوامل عدة . فمن الآباء من يرغب في أن يتبع الطفل مهنة والده، ومنهم من يتمنى أن يزاول الطفل المستقبل مهنة كان الوالد نفسه شديد الرغبة فيها، ولكن لظروف خاصة لم يتمكن من ذلك، ومنهم من يختار لأبنه مهنة ذات صيت ونفوذ أو مهنة مخالفة لمهنته ولكراهيته هو لها .

وكثيرا ما يجد الطفل أنه يتقبل ما يعرضه عليه والده، أو يأمل فيما يأملان فيه، ثم قد يتخذ بعد ذلك موقفا مختلفا عندما يصبح مراهقا .

وكثيرا ما تنشأ عن ذلك أخطار جسمية: منازعات بين الآباء والأبناء ومشكلات تحصيلية أو مهنية بناء على الاختيار غير المناسب .

موقف المدرسة

ولذا كان لا بد من عمل برامج مدرسية تساعد التلميذ على حل هذه المشكلات وخاصة في المدرسة الإعدادية والمدرسة الثانوية . ويقصد بتوجيه التلميذ بالطبع ليس فقط توجيهه ننحو اختيار مهنة ملائمة ولكن توجيهه في حل جميع المشكلات التي يتعرض لها . إلا أننا نريد هنا أن نركز على ناحية اختيار المهنة فقط، ومدى المساعدة التي يمكن للمدرسة أن تقدمها إلى التلميذ في هذا الصدد . إن التلميذ يسأل نفسه كيف أستطيع أن أختار المهنى التي تناسبني والعمل الذي يلائمني .

وهو سؤال هام جدا لأن العمل الذي يتخيره الشخص لنفسه يحدد مستقبل حياته من نواح كثيرة فهو يحدد المكان الذي سوف يعيش فيه ويحدد دخله يحدد أي صنف من الناس سوف يتخذ منهم أصدقاءه . وأهم من ذلك كله يحدد له مبلغ رضاه عن حياته التي سوف يحياها، ومدى الإسهام الذي يمكنه أن يقدمه في سبيل تنمية بلاده ورخائها . فإن تخير مهنة تملؤه قناعة ورضا ترتب على ذلك اتساع مجال النجاح أمامه في هذا العمل وكذلك في نوع التعليم الذي يعد لذلك العمل . ومن ثم كان إسهامه في الإنتاج وتحقيق الرخاء لبلاده بأقصى طاقة ممكنة .

 


 

المصادر والمراجع

  • علم النفس الاجتماعي/ج1، محمود السيد أبو النيل، دار النهضة العربية، بيروت 1985م.
  • الموسوعة الطبية ، حالات خاصة ، نقلا عن موقع www.sehha.com.
  • الاجتماع/ج1، السيد محمد الحسيني الشيرازي، دار العلوم، بيروت 1992م.
  • علم النفس الاجتماعي، عبد الفتاح دويدار، دار النهضة العربية - بيروت 1994م.
  • عبد الفتاح دويدار ، مرجع سابق.
  • تشكيل نظام القيم، جليل شكور، مجلة الثقافة النفسية العدد 8 أكتوبر 1991م.
  • الأهل وأثرهم في تحديد مستوى الطموح، جليل شكور، مجلة الثقافة النفسية العدد6 أبريل 1991م.
  • تنشئة الطفل , د/ محمد عماد الدين , الهيئة المصرية العامة للكتاب.
  • Currently 262/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
88 تصويتات / 2340 مشاهدة
نشرت فى 26 يونيو 2007 بواسطة byotna

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,348,671

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك