صراع وصراخ يدور في كل بيت بين الأم وأطفالها كي يدخل أحدهم للاستحمام أو يمسح آخر مكان طعامه أو يرتب ثالث غرفته .
وينتهي الصراع – غالبا – بانتصار الأطفال لتجلس الأم منهكة تلتقط أنفاسها وربما تلوم نفسها لانها لم تزرع في صغارها حب النظافة منذ البداية .
وحول هذه المشكلة تحدثنا الدكتورة سوزان محمد المهدي – أستاذة أصول التربية بكلية البنات . جامعة عين شمس – فتقول :
على الأم أن تبدأ في تعويد طفلها النظافة من سن صغيرة وليكن ثلاث سنوات مثلا حتى يمكن أن يستجيب لما تقوله له بعد ذلك وان تجعله يرى نفسه في المرآة وهو نظيف وهو غير نظيف أيضا ويقارن بين الصورتين ليختار الأجمل والأنظف بالطبع .
وإذا عودنا أطفالنا حديثي الولادة على النظافة والاستحمام يوميا – والكلام للدكتورة سوزان – فإن ذلك يفتح مسام جلد الطفل، ويجعله يرضع جيدا ومن ثم ينمو بصورة أفضل فالاستحمام ضروري للطفل حديث الولادة .
وهناك أمهات ينظفن الطفل بقطعة قطن مبللة دون أن يمس الماء جسمه خوفا عليه من نزلات البرد وهذا خطأ تربوي ونفسي حيث يعتبر الاستحمام متعة للطفل الأكبر قليلا من حديث الولادة إذ يسعد كثيرا بجلوسه في الماء واللعب به وعلى الأم أن تستغل هذه المتعة وتحببه في النظافة .
كونا نظيفين ... أولا
وتشير الدكتورة سوزان إلى أهمية القدوة في تعليم الطفل النظافة من خلال حرص الأبوين على الالتزام بسلوكياتها أمام الأبناء كما أن للإعلام دورا في تحبيب الطفل في النظافة من خلال تقديم نماذج لأطفال مهندمين ... جميلي المنظر ... فيقلدهم الطفل المحب بطبعة للمحاكاة والتقمص .
وتعود د . سوزان إلى الماضي الجميل حين كانت كراسات الأطفال مطبوعا عليها من الخلف نصائح للنظافة الشخصية من غسل الأيدي وما إلى ذلك مما يحبب الطفل في النظافة مشيرة إلى أننا يجب أن نشعر الطفل بان كل ما حوله نظيف .... أفراد أسرته ... بيته ... شارعه ... مدرسته ... ليتأكد لديه انه يحب ألا يشذ عن هذه القاعدة النظيفة
على أن يدرك أيضا انه مسئول عن نظافة نفسه وما حوله فلا يستكثر رفع قمامة من الشارع أو المشاركة في نظافة الفصل والمدرسة فتعويد الطفل على النظافة يجب أن يتلازم مع تنمية الحس الجماعي والبيئي أيضا لديه .