لا شك في أن اللعب يؤثر ويتأثر بمظاهر النمو المختلفة عند الطفل ولذلك لابد عند دراسة سيكولوجية اللعب، أن ندرس سيكولوجية النمو لنكون عل بصيرة باحتياجات الطفل العامة للنمو، ودور اللعب ووظيفته في النمو، فالطفل حين يحبو فإن ذلك الحبو يمكن أن نعتبره صورة من صور اللعب تدفع الطفل إلى اكتشاف ما حوله في سرور ومتعة وأحيانا يندفع الطفل باحثا عن حذائه، وهو يؤدي حركات القفز أو الانبطاح أو غير ذلك من الحركات والأفعال التي يصعب التمييز بينها، ولكنها أفعال تثبت اللعب وتسهم في تحكم الطفل .

وهذا يجعلنا نتساءل : هل توجد علاقة بناء بين مظاهر نمو الطفل ولعبه ؟ وبصيغة أخرى يمكن أن نقول : ما هي طبيعة العلاقة بين اللعب وجوانب النمو المختلفة وبناء الشخصية ؟ وهل هذه العلاقة علاقة بناء ؟ وإلى أي مدى يؤثر اللعب في نمو الطفل وتكامل شخصيته ؟

نخلص من عرض نظريات اللعب في الفصل الأول بأنه توجد علاقة متبادلة بين اللعب والنمو ؟ علاقة يوظف اللعب كمظهر للنمو، ويوظف النمو كمظهر للعب . وهذا التبادل يهدف إلى بناء طفل الروضة التي تقوي أحساسيه ومهاراته البدنية وتصقل أحاديثه وتقوي خطواته وتتكون شخصيته الفردية ككائن حي صغير من خلال لعبه وتفاعله مع بيئته الطبيعية بكل مثيراتها . واللعب هو وسيلة يمكن أن يتصل بها الكبار بالطفل بعد لغة التخاطب بل يرى البعض أن اللعب هو وسيلة الاتصال الأولى بالطفل حيث أنه يتحدث قليلا ويتصرف كثيرا وتحقق طريقة تعامله مع الواقع من خلال أنشطة اللعب .

والطفل في سن الروضة يبدع في جميع مهاراته الأساسية حيث يستطيع السير والتسلق واستخدام يديه والتحكم في بدنه ويستطع أن يلبس ملابسه وحده إلى حد كبير وأن يذهب إلى المرحاض دون مساعدة إذا ما توفر له المكان المناسب لنمو، ويستطيع أن يستقل عن الكبار في أغلب أنشطته اليومية تقريبا، كما يستطيع أن يتأقلم مع بيئته المادية والبشرية، ولا ينوب مع نوبات الغضب عندما يرفض الكبار فعل ما يريده .

ويستطيع الاتصال بالآخرين حيث تكون مفرداته قد نمت إلى حد يسمع له بذلك وأيضا يكون لديه مصطلحات عديدة تمكنه من ذلك ولذا يستطيع الاستماع بعناية إلى الآخرين وكذلك تكون لديه الثقة بنفسه ليصبح قادرا على ترك أمع وأفراد أسرته لفترات قصيرة كما يستطيع أن يستقل عن وجود أمه وقد علمته الخبرة أن أمه تكون في انتظاره عندما يعود من روضته .

يقضي طفل الروضة سنواته قبل بدء مرحلة التعليم الأساسي في التحسين والكمال والاكتشاف والاندماج حتى يصبح جاهزا لبدء المدرسة ووضع أول خطواته تجاه حياته المنفصلة عن أمه . . وفي هذه المرحلة لا تحدث تطورات بدنية ملحوظة تقريبا .

يستطيع الطفل في هذه المرحلة أن يعطي بعض الأفكار عن أنواع الأشياء التي يستطيع عملها بيديه وكيف تمنحه سعادة الابتكار ومن الطبيعي أن مهاراته اليدوية المنسقة سوف تقوى وتتحسن في نفس الوقت، كما أن مهاراته الاجتماعية تتجدد وتقوى وتكون أسئلته لا نهاية لها، وذلك يرجع إلى نموه العقلي واللغوي وفي ههذ المرحلة يصبح الطفل في حاجة إلى إرضاء نفسه وميله الفطري للمعلومات والمعرفة لا يشبع هذا النهم ألا تعمله الذاتي واكتشافه بنفسه لكل ما حوله خصوصا أنه في هذه المرحلة يتمتع بالثقة في نفسه ويكون قادرا على الإدراك والاتصال بالآخرين من حوله بطرق فعالة .

والأطفال يكتسبون المعرفة وينمون في هذه المرحلة العمرية من خلال لعبهم حيث يكون لديهم حماس شديد للعب الذي يعتبر قوة دافعة للنمو والتعلم إذا ما وظف من أجل ذلك، ولكي يسهل توظيف لعب الطفل لابد من معرفة خصائص نمو طفل الروضة الذي يعتبر اللعب حياته ووسيلته إلى النمو . وسوف نتناول في هذا الفصل خصائص نمو كل جانب ثم كيف يستطيع العب أن يساهم ويحسن ويساعد ويعزز جوانب النمو المختلفة .

سوف أتناول خصائص نمو طفل الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة فالسادسة في كل جانب من جوانب نموه الجسمي ثم العقلي فالاجتماعي ثم الانفعالي وأخيرا اللغوي مع مراعاة أن هذا التجزئ فقط للسهولة على الدارسين والقارئين ولكن الطفل في واقع الأمر كل متفاعل غير مجزئ إلى جوانب مختلفة حيث أن جوانب النمو متفاعلة ومتكاملة مع بعضها وكل منها يؤثر ويتأثر بالآخر .

  • Currently 452/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
153 تصويتات / 7900 مشاهدة
نشرت فى 26 يونيو 2007 بواسطة byotna

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,174,968

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك