النحلات –تلك المخلوقات العجيبة- أصدقاء حقيقيون لبني البشر، ومساعدون رائعون لهم في تقديم كل ما يجلب لهم الخير والسعادة والعافية. وهي الوحيدة من عائلة الحشرات التي تستطيع تخزين الرحيق من أجل الغذاء. فهذه الحشرات الصغيرة تقوم بمهام جسام في حياة الإنسان. فهي علاوة على بنائها خلاياها بتلك الدرجة الرائعة من الدقة والتنظيم وتصنيعها للشمع والعسل وغيرها من المنتجات الهامة في تغذية الإنسان وشفائه من الأمراض وفي تمتعه بصحة جيدة وعمر مديد فإنها تقوم بتلقيح الأزهار في نفس الوقت الذي تقدم فيه بحركتها التي لا تفتر وعملها المستمر والدؤوب من غير كلل، أمثولة طيبة من صفات الإنسانية الراقية في التعاون بين أفراد المجتمع والذي يبرز إنكار الذات من أجل خدمة المجموع وتقاسم العمل بينها لخدمة المجتمع وحمايته واستمرار حياته. نعم! إنها الأمثولة الطيبة "كأن تكون مشغولاً شغل النحلة مقتصداً ومدبراً مثلها.. وكلما رنوت إليها متفحصاًَ إزداد إعجابك بها" [1] فالنحلات تحول رحيق الأزهار إلى عسل، المنتج المعروف بقيمته الغذائية والعالية، وفوائده العلاجية والوقائية لكثير من الأمراض، والذي يكفيه من الفخر أن وصفه رب العزة في قرآنه العظيم بأن {فيه شفاءٌ للناس} وقد صنفنا فيه كتابنا "العسل فيه شفاء للناس" جمعنا فيه خبرات الأقدمين وتجارب جهابذة العلماء المحدثين، مضيفين إلى ذلك أبحاثنا السريرية حول هذه المادة القيمة. وقدمنا في كتابنا هذا خلاصة تكفي القارئ العادي ما يستفيد منه لتطبيقه في حياته العملية لمعالجة الكثير الكثير من الحالات المرضية الطارئة، فضلاً عن كونه منبع المواد السكرية الأكثر أهمية على مدى آلاف السنين. يقول المثل الفرنسي: "لكل سيّد مكانته.. والعسل سيد المحليات". والنحل ومن أجل بنائه لبيته يفرز الشمع الذي يبني منه أقراص الشمع ذات العيون السداسية والتي يستخدمها مهداً لفراخه ثم يخزن بها ما صنعه من عسل وما جناه من غبار الطلع. وشمع العسل مادة ذات أهمية اقتصادية وطبية بالغة، فهو ويعتبر الأساس في أربعين صناعة هامة من كهربائيات والكترونيات وفي صناعة الجلديات والعطور، ويدخل أساساً لمواد التجميل الرائعة من رهيمات وأقنعة وحمرة شفاه وغيرها، ولصنع المراهم الجلدية واللصوقات الجلدية أيضاً. والغذاء الملكي الذي تنتجه صبايا النحل غذاء مركز من الحموض الأمينية والفيتامينات والهرمونات يفيد الناقهين والضعفاء والشيوخ وله دور هام كمادة حيوية منشطة للجهاز العصبي والقدرة الجنسية وهو ناظم للضغط الدموي والذي يمكن أن ندعوه بحق "العقار الحيوي الطبيعي". وفي الوقت الحاضر تعتبر النحلات الجانيات الماهرات لغبار الطلع، المنتج الغذائي المركز من البروتينات والفيتامينات، يكون منه النحل خبزه علاوة على كونه مادة دوائية تبدي العديد من الخصائص العلاجية الممتازة، ففيه مواد مضادة للحيوية وأخرى منشطة للنمو، وهو وناظم للوظيفة المعوية ومنشط لتكوين عناصر الدم، كما ثبت أنه علاج ممتاز لأورام البروستات السليمة والتهاباتها عند الشيوخ. وسم النحل ذاك الذي فيه مظنة الضرر للإنسان أثبت الطب الحديث أنه العلاج النوعي للرثية الروماتيزم كما ثبت فائدته الجمة في التهابات الأعصاب بشتى أنواعها وله استطباباته النوعية في معالجة العديد من أمراض العين والأوعية الدموية. ثم إن النحل لا يلسع إلا دفاعاً عن النفس ولحماية مملكته، أوَليس في هذا فهماً لقول النبي صلى الله عليه وسلم المعجز: المؤمن مثل النحلة، لا تأكل إلا طيباً ولا تضع إلا طيب. والنحلات صيادلة هذا العصر وكل عصر تنتج غراء النحل "العكبر" والذي يفترض الدوائيون اليوم أنه سيدخل خزانة الأدوية المستقبلة من بابها العريض، إذ أن له استطبابات بدت جازمة في معالجة العديد من الأمراض سواء موضعياً لمعالجة الجروح والقروح، وفي الأمراض النسائية وآفات الطرق التنفسية، علاوة على كونه "القمة" بين أدوية الطب البيطري هذا فضلاً عن استعمالاته الصناعية إذ يحضر منه "الأنواع الممتازة من الغراء" والذي يستعمل في صناعة الأدوات الدقيقة كالآلات الموسيقية وغيرها. وهكذا نرى كيف تحضر النحلات الصيدلانيات الملهمة من خالق الكون تلك العقاقير الممتازة التي ملأت بها خزانة الطب، والتي شغل بها الباحثون وأقيمت لدراستها المؤتمرات العالمية واستحدثوا لها فرعاً جديداً من فروع الطب أطلق عليه "طب النحالة" لكن هذا يشكل في الواقع جانباً واحداً من نشاط هذه الكائنات العجيبة في دنيا البشر. وفي الحقيقة فإن الدور الهائل الذي يلعبه "النحل" في إكثار المحاصيل الزراعية يصعب تقييمه، ذلك لأن مئات الأنواع النباتية تحتاج من أجل إنضاج ثمارها إلى ما يسمى بالإلقاح المتصالب الخلطي بنقل غبار الطلع من أكياسه إلى مياسم المدقات. هذا العمل الهام تقوم به الحشرات المختلفة، لكن النحل هو الأهم في هذا العمل الحيوي. وتدل الإحصائيات [2] على أن الدخل الذي يقدمه النحل لمالك الأرض الذي ترعى زهرها يفوق 7-8 مرات الدخل الذي يستفيده النحال مما ينتجه النحل من عسل وشمع وغذاء ملكي وسواها. لقد كان العقل المفكر للإنسان [3] وعلى مدى قرون يحاول أن يفك اللغز وأن يتعرف على مهمة النحل الحقيقية فوق الأزهار وفي الظلام الدامس ضمن الخلية، ولقد أضحى معلوماً اليوم أن الأزهار والنحل لا يمكن أن يستمر وجود أحدهما دون الآخر، فبقاؤهما في هذا الكون مرتبط ومتلازم، ولم يعد النحل مجرد صانع للعسل، بل لقد عرفت اليوم مهمته الأزلية كملقحات مجنحات لأزهار البساتين والمروج ذلك الدور الزراعي الهام، والمنة الإلهية العظيمة التي نأكل نتاجها من الفواكه والخضار فبدون مشاركة النحلة فإن عدداً كبيراً من النباتات قد لا تثمر... رغم أن نتاجها هو مصدر الصحة ومنبع السرور للجميع. فالنحل يقوم بمهمة التلقيح التصالبي الخلطي لأشجار الفاكهة [4] والزينة والخضار والمحاصيل الحلقية والعلنية والأزهار البرية فيضاعف من إنتاجها مما جعل العديد من المزارعين يقبلون على طلب النحل مما زاد في أرباح مربي النحل علاوة على زيادة وتحسين نوعية الإنتاج الزراعي. فبالنسبة لمحصول القطن يعتبر النحل عاملاً مهماً في الإلقاح التصالبي للقطن يزيد في إنتاجه بنسبة تصل إلى 30-35% ويحددها بعض المؤلفين بأكثر من 50%. أما أشجار التفاح فيؤلف النحل 82% من الحشرات التي تزورها لهذه المهمة. وليعلم أن 17% من أزهارها تبقى غير ملقحة ولن تثمر إذا لم يزرها النحل. ويكفي لحقل من أشجار التفاح مساحته 2 هكتار خلية واحدة لإتمام تلقيحها بشكل كامل. وأشجار الأجاص يزيد إنتاجها بنسبة 5% عند وجود خلية نحل في جوارها، وتكفي خمس خلايا من النحل لتلقيح هكتارين من حقل أشجار اللوز بشكل جيد. والبصل تلقيحه خلطي أيضاً ويزيد النحل من إنتاجها بنسبة 35% إلا أن العسل الناتج يحمل رائحة البصل والتي تزول خلال شهرين من تخزينه وتشميسه. وللنحل أهمية في تلقيح أزهار الحمضيات وزيادة إنتاجها بفارق كبير علماً بأن عسل الحمضيات وخاصة البرتقال ذو رائحة وطعم لذيذين. وبالنسبة للقثائيات "البطيخ بأنواعه" والقرع والكوسا والخيار فإن إنتاجها يتضاعف مرات ومرات "أوصلها بعض المؤلفين إلى 9 مرات" عند وجود خلايا النحل وسط حقوله. ففي إحدى التجارب على مزارع الخيار لم تثمر من أصل 977 زهرة سوى 3 لعدم وجود مناحل قريبة، وعندما وضع النحل أثمرت 784 زهرة من 831 زهرة. وكذلك فإن نتاج حقول اللفت والفجل والملفوف من البذور يتضاعف إذا كانت موجودة ضمن دائرة طيران النحل. أما البرسيم فإن إنتاجه من البذور يتضاعف 2.5 مرة عند وجود النحل. وبذور عباد الشمس تتضاعف أيضاً كميتها قرب المناحل. أما حقول القمح والشعير والذرة فأهمية النحل قليلة بالنسبة لها، إذ أن نسبة 95% من إلقاحها إلقاح ذاتي، ويبقى 5% فقط إلقاح تصالبي يمكن للنحل أن يساهم فيه. ونفس الأمر بالنسبة للعنب والشوندر السكري والسلق. وينظر كثير من العلماء والباحثين إلى النحل اليوم ليس كمجرد مصنع حي ينتج ما ينتج من أغذية وعقاقير وليس لمجرد دورها الهام في إلقاح الأزهار وزيادة الإنتاج الزراعي وإنما من زاوية أخرى مهمة وهي عمل النحالة نفسه إذ من الصعب أن نقيم بإنصاف العمل الممتع والفتان مع النحل، في الهواء الطلق بين روائح الزهور العطرة، وتناوله المستمر لمنتجاته من عسل وغذاء ملكي وغيرهما، وحتى تعرضه للسع النحل كلها تشكل عوامل منشطة للعضوية تزيد في مناعتها ضد الأمراض، مما حدا بالكثير من العلماء اعتبار المنحل كمشفى أو مصح طبيعي رائع وخاصة لنوعية من الناس ممن يشكو الإرهاق العصبي والمقعدين والعجزة من معاقي الحروب وغيرها والمتقاعدين والمسنين، فالعمل في المنحل في نظرهم نوع من المعالجة التعويضية بالعمل المناسب. وبعبارة أخرى فإن تربية النحل عمل ممتع وفيه نفع كبير لأولئك الأشخاص الذين لا يصلحون للأعمال الجسمانية الصعبة ويزيد نفعه للأشخاص المتوتري الأعصاب، فهو عمل خفيف يستفيد صاحبه من الهواء الطلق والمهدئ للجهاز العصبي. النحل في القرآن قال تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} النحل:68-69. قوله تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل}: قال القرطبي: "قد مضى القول في الوحي وأنه قد يكون بمعنى الإلهام، وهو ما يخلقه الله تعالى في القلب ابتداء من غير سبب ظاهر، وهو من قوله تعالى: {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها}. ومن ذلك البهائم وما يخلق الله سبحانه فيها من إدراك منافعها واجتناب مضارها وتدبير معاشها". وقال الفخر الرازي: "والمراد من الإلهام أنه تعالى قرر في نفسها هذه الأعمال العجيبة التي يعجز عنها العقلاء من البشر، وبيانه من وجود أنها تبني البيوت السداسية من أضلاع متساوية لا يزيد بعضها على بعض بمجرد طباعها، والعقلاء من البشر لا يمكنهم بناء مثل تلك البيوت إلا بآلات وأدوات مثل المسطرة والفرجار. ثم إنه ثبت في الهندسة أن تلك البيوت لو كانت مشكلة بأشكال سوى المسدسات فإنه يبقى بالضرورة فيما بين تلك البيوت فرج خالية ضائعة. أما تلك البيوت المسدسة فإنه لا يبقى بينها فرج خالية ضائعة. فإهداء ذلك الحيوان الضعيف إلى هذه الحكمة الخفية والدقيقة اللطيفة من الأعاجيب". قوله تعالى: {أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر} هذا إذا لم يكن لها مالك {ومما يعرشون}: قال القرطبي: "جعل الله بيوت النحل في هذه الأنواع الثلاثة إما في الجبال وكواها، وإما في متجوف الأشجار، وإما فيما يعرش لها ابن آدم من الخلايا والحيطان، وعرش هنا: هيأ وأكثر ما يستعمل من إتقان الأغصان والخشب وترتيب ظلالها ومنه العريش الذي صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر"... وقال الرازي: "ظاهر قوله تعالى" أن اتخذي من الجبال بيوتاً" أمرٌ وقد اختلفوا فيه، فمن الناس من يقول: لا يبق أن يكون لهذه الحيوانات عقول، ولا يبق أن يتوجب عليها من الله أمر ونهي، وقال آخرون: المراد منه أن الله تعالى خلق فيها غرائز وطبائع توجب هذه الأحوال. ونلاحظ في خطاب الله تعالى لها استعمال صيغة التأنيث {أن اتخذي} وهذا يتوافق مع ما هو عليه عالم النحل، فغالبية النحل من الإناث، وترأسهم ملكة كما هو معلوم..". قوله تعالى: {ثم كلي من الثمرات} قال القرطبي: "أن تأكل النوار من الأشجار "فاسلكي سبل ربك ذللاً" أي: طرق ربك، والسبيل: الطريق. وأضافها إليه لأنه خالقها، أي ادخلي طرق ربك لطلب الرزق. {ذللاً} جمع ذلول، وهو المنقاد، أي مطيعة مسخرة". قال ابن كثير: "المراد بالوحي هنا الإلهام والهداية، والإرشاد للنحل أن تتخذ من الجبال بيوتاً تأوي إليها، ثم هي محكمة في غاية الإتقان في تسديها ورصفها بحيث لا يكون في بيتها خلل ثم أذن لها تعالى إذناً تقديرياً تسخيرياً أن تأكل من كل الثمر،وأن تسلك الطرق التي جعلها الله تعالى مذللة لها، أي سهلة عليها حيث شاءت من الجو العظيم والبراري الشاسعة والجبال الشاهقة، ثم تعود كل واحدة منها إلى بيتها، لا تحيد عنه يمنة ولا يسرة، بل إلى بيتها وما لها فيه من فراخ وعسل فتقيئ العسل من فيها وتبيض الفراخ من دبرها ثم تصبح إلى مراعيها". وفي قوله تعالى: {يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس} قال القرطبي: فيه تسع مسائل: الأولى: قوله {يخرج من بطنها شراب} يعني العسل، فقد ورد عن علي عليه السلامأنه قال في تحقيره للدنيا: أشرف لباس ابن آدم فيها لعاب دودة "يعني الحرير" وأشرف شرابه رجيع نحلة "يعني العسل". الثانية: قوله : {مختلف ألوانه} يريد أنواعه من الأحمر والأبيض والأصفر، والجامد والسائل دليل على أن القدرة نوعته بحسب تنويع الغذاء كما يختلف باختلاف المراعي. الثالثة: قوله: {فيه شفاء للناس} الضمير للعسل، قاله الجمهور. أي في العسل شفاء للناس. وقيل الضمير للقرآن. قال القاضي أبو بكر بن العربي: من قال إنه القرآن بعيد ما أراه يصح عنهم، ولو صح نقلاً لم يصح عقلاً، فإن مساق الكلام كله للعسل. الرابعة: اختلف العلماء في قوله تعالى {فيه شفاء للناس} هل هو على عمومه أم لا، فقالت طائفة هو على العموم في كل حال ولكل إنسان، فقد روي عن ابن عمر عليه السلامأنه كان لا يشكو قرحة ولا شيئاً إلا جعل عليه عسلاً، حتى الدمل إذا خرج عليه طلى عليه عسلاً. وروي أن عوف بن مالك الأشجعي مرض فقيل له ألا نعالجك؟ فقال: إيتوني بماء فإن الله تعالى قال: {ونزلنا من السماء ماء مباركاً} ثم قال: إيتوني بعسل فإن الله تعالى يقول: {فيه شفاء للناس} ثم قال: إيتوني بزيت فإن الله تعالى يقول: {من شجرة مباكة زيتونة} فجاؤوه بذلك كله فخلطه جميعاً ثم شربه فبرئ. وقالت طائفة: إن ذلك على الخصوص ولا يقتضي في كل علة وفي كل إنسان بل إنه خبر على أنه يشفى ففائدة الآية إخبار عنه أنه دواء لما كثر الشفاء به، وليس بأول لفظ خصص، فالقرآن مملوء منه، ولغة العرب يأتي فيها العام كثيراً بمعنى الخاص، والخاص بمعنى العام. الخامسة: الماء حياة كل شيء، وقد رأينا من يقتله الماء إذا أخذه على ما يضاره. وقد رأينا شفاء العسل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حسم الإشكال وأزاح عنه وجه الاحتمال حين أمر الذي يشتكي بطنه بشرب العسل فلما أخبره أخوه بأنه لم يزده إلا استطلاقاً أمره بعود الشراب فبرئ، وقال: صدق الله وكذب بطن أخيك. السادسة: لسنا نستظهر على قول بيننا بأن يصدقه الأطباء بل لو وكذبوه لكذبناهم وصدقناه صلى الله عليه وسلم . السابعة: قوله {فيه شفاء للناس} دليل على جواز التعالج بشرب الدواء خلافاً لمن كره ذلك من العلماء. الثامنة: ذهب مالك وجماعة من أصحابه إلى أن لا زكاة على العسل. التاسعة: قوله تعالى: {إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون} أي يعتبرون، ومن العبرة في النحل بإنصاف النظر وألطاف الفكر في عجيب أمرها، فيشهد اليقين بأن ملهمها الصنعة اللطيفة وحزمها في تفاوت أحوالها هو الله سبحانه وتعالى، يقول العلامة الزجاج [5] في قوله تعالى: {يخرج من بطونها}: "...إلا أنها تلقيه من أفواهها، وإنما قال من بطونها: لأن استحالة الأطعمة لا تكون إلا في البطن فيخرج كالريق الدائم الذي يخرج من فم ابن آدم". وفي تعليقه على آيتي النحل يقول الفخر الرازي: "اعلم أنه تعالى لما بين إخراج الألبان من النعم وإخراج السكر والرزق من ثمرات النخيل والأعناب دلائل قاهرة وبينات باهرة على أن لهذا العالم إلهاً قادراً مختاراً حكيماً فكذلك إخراج العسل من النحل دليل قاطع وبرهان ساطع على إثبات هذا المقصود".  ويرى الدكتور النسيمي أن الآية تفيد أن العسل شفاء لبعض الأمراض... إلا أنه يمكن لفئة خاصة من أهل اليقين والصدق والصفاء أن يستشفوا به لكل علة، ويمكن أن يحدث الشفاء بذلك كرامة أو معونة من الله تعالى لهم، وذلك خصوصية لبعض المتقين لا تعطي حكماً عاماً. ويرى أن لفظ شفاء في الآية الكريمة نكرة، والنكرة في سيقان الثبوت لا تعم كما قال القرطبي، ومع ذلك فإن تنكير شفاء وعدم تعيين الفوائد العلاجية للعسل يحرك همة المؤمنين المختصين أن يجروا التجارب ليكتشفوا المزيد من الفوائد الدالة على عظيم منفعة العسل العلاجية كما يرى النسيمي أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم وتداويه بالحجامة ووصفه لأدوية أخرى كالحبة السوداء وغيرها يدل على أن العسل ليس شفاء من كل داء كما يرى أن الواقع الطبي العملي لا يشير إلى إمكانية كون العسل أو غيره يمكن أن يكون شفاء لكل داء. كما يؤكد أن التصور العقلي لا يبيح ذلك لوجود أمراض متناقضة كفرط الدرق وقصوره وانخفاض الضغط وارتفاعه وغيرها، فلا يعقل "كما يرى النسيمي" أن يكون العسل سبباً مادياً للشفاء من حالتين متضادتين وبالتالي لا يتصور أن يكون داوء لكل داء. ويرى الدكتور ظافر العطار أن آية النحل {فيه شفاء للناس} صريحة في عمومها، ولا يرى أي مبرر لتأويلات بعض المفسرين كالسدي وغيره، وهو إن صح عنه يجعل الطب في المقدمة لا الشرع، ويفهم منه أن ما أقرته التجربة يصبح عنده شفاء. ويرد على الدكتور النسيمي بأن تعدد العلاجات النبوية إنما هو رحمة بأمته صلى الله عليه وسلم فعدد لها الدواء، فقد لا يتيسر العسل لبعض الناس فأفسح لهم المجال بتعدد الدواء، لكن هذا لا يعني بحال أن العسل لا يفيد الشقيقة وغيرها، وحول رأي الدكتور النسيمي بعدم تصوره دواء يصلح لحالتين متضادتين يجيب أن العسل منظم للجسم البشري يعيد إليه توازنه الطبيعي وانسجامه كما لا يرضى الدكتور العطار بجعل العسل علاجاً روحياً لأهل الخصوص، فقوله تعالى: {فيه شفاء للناس} وكلمة {ناس} يستوي فيها المسلم والكافر، فكيف بالمؤمن؟!. ويقف الدكتور حسان شمسي باشا [7] هنا ليتساءل: لماذا قال الله تعالى: {يخرج من بطونها شراب} ولم يذكر صراحة أن العسل هو الذي يخرج من بطون النحل، ويجيب على تساؤله بنقل قول الدكتور البنبي: "فالنحل لا ينتج العسل وحده فحسب، بل إنه ينتج الغذاء الملكي والسم والشمع والعكبر ... وحبوب اللقاح. ولم يذكر القرآن صراحة أن العسل هو الذي يخرج من بطون النحل، أو أنه هو الذي فيه شفاء للناس، لأن الله يخرج من بطون النحل مواد متعددة شافية، لكنها لم تكن معروفة حين نزول القرآن على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ... فكأن هذه الآية الموجزة تتضمن المعنى الذي كان معروفاً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عن القيمة العلاجية والمعنى الذي لم يعرف إلا في القرن العشرين عن القيمة العلاجية لسم النحل والغذاء الملكي وغيرهما من منتجات النحل. ونحن نرى أن الشراب الذي وصفه المولى سبحانه وتعالى في الآية {يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس} هو العسل حصراً. فليس لمفسر أن يدلي برأيه بعد أن ثبت في الحديث الصحيح: صدق الله وكذب بطن ابن أخيك، اسقه عسل أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر الشراب بالعسل، ثم إن الوصف اللغوي الذي جاءت به الآية أتى بصيغة المفرد ليدل أن الشراب نوع واحد، وإن اختلفت ألوانه، وهذا ينطبق على العسل، ثم إن الشمع ليس بشراب، والغذاء الملكي والعكبر يفرز في فم النحلة ولا يخرج من البطن من الناحية التشريحية وأخيراً فإن سم النحل لو تناوله امرؤ على شكل شراب لفسد في معدته، فهو لا يفيد مطلقاً إذا ما أخذ على شكل شراب. وهكذا فإن المادة العلاجية القرآنية الوحيدة هي العسل، وهذا لا يعني المواد الأخرى التي تصنعها النحلة ليس فيها شفاء، فقد أشبعنا في كتابنا هذا الخواص العلاجية لهذه المواد دراسة وبحثاً ولكننا لا يمكن أن نضعها ضمن الأدوية القرآنية التي نص القرآن على الاستشفاء بها. النحل في السنة النبوية عن أبي رزين العقيلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مثل المؤمن مثل النحلة، لا تأكل إلا طيباً، ولا تضع إلا طيب. [8] وعن عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والذي نفسي بيده إن مثل المؤمن كمثل النحلة، أكلت طيباً، ووضعت طيباً، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد. [9] وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل المؤمن مثل النحلة، إن أكلت أكلت طيباً، وإن وضعت وضعت طيباً، وإن وقعت على عود نخر لم تكسره. ، فلذلك طاب وضعها لذة وحلاوة وشفاء، فكذا المؤمن لا يأكل إلا طيباً، وهو الذي حلي بإذن ربه، لذلك لا يصر من باطنه وظاهره إلا طيب الأفعال، وذكي الأخلاق، وصالح الأعمال...". والمؤمن بإجماع العلماء أكرم الخلق عند الله عز وجل، وتشبيه المؤمن بالنحلة رفع لمكانة هذه الحشرة النافعة، وتقدير من نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لجليل ما تقوم به من أعمال وما تضعه وتصنعه من أدوية ومواد هي في غاية النفع لهذا الإنسان. العسل عبر القرون [11] عرف الإنسان العسل منذ أن كان يعيش في المغاور. وعبّر الإنسان القديم عن أهمية العسل بالأقاصيص والغناء قبل أن يعرف الكتابة. وظل العسل آلافاً من السنين الحلو الصافي الوحيد بالنسبة للبشر، وكان له مكانة مرموقة عند معظم شعوب العالم القديم، حيث استخدم كنوع من القرابين المفضلة في الطقوس الدينية. كما تدل الوثائق التاريخية على أن العسل قد استخدمته معظم0] قال المناوي في فيض القدير: "المراد بالمؤمن الذي تكاملت به خصال الخير باطنا، وأخلاق الإسلام ظاهراً، فشبه المؤمن بذبابة العسل النحلة لقلة مؤنتها وكثرة نفعها كما قيل، إن قعدت على عش لم تكسره، وإن وردت على ماء لم تكدره. وقال علي بن أبي طالب: كونوا في الدنيا كالنحلة، كل الطير يستضعفها، وما علموا ما ببطنها من النفع والشفاء. ومعنى إن أكلت أي أنها لا تأكل بمرادها وما يلذ لها، بل تأكل بأمر مسخرها في قوله تعالى: {كلي من كل الثمرات} حلوها ومرها لا تتعداه إلى غيره من غير تخليهذه الشعوب لغايات علاجية بحته. لقد كانت جميع شعوب الشرق الأوسط تعمل على تخزين العسل بكميات كبيرة لاعتقادهم بالخلود حين استعمالهم له ، وكانوا يعتبرونه رمزاً لطهارة الروح. وقد كشفت الحفريات في قبور الفراعنة خبايا العسل، وكانت مغطاة ومحتفظة بطعمها، وذات رائحة عطرة كاليوم الذي وضعت فيه مع الملك الميت آنذاك. وكانت العادة عند قدماء المصريين أن يقدّم العريس لعروسه أثناء الزفاف ما يعادل "رطلاً إنكليزيا" من العسل كعربون على حبه ووفائه لها. وفي أقدم وثيقة وجدت على أوراق البردي تعود إلى 3500 سنة خلت وجد كتاب تحضير الأدوية لكل أمراض الجسم وفيه كثير من الوصفات كان فيها العسل المادة الرئيسية وذكروا أن العسل يساعد على شفاء الجروح ومعالجة أمراض المعدة والأمعاء والكلى، وطبقوه على شكل مراهم في علاج أمراض العين. وفي عسر التبول وصفت حبوب باسم "خا" يدخل فيها العسل أيضاً، وفي وثيقة فرعونية أخرى قرأها إيدفين سميث وجدت معلومات عن تطبيق الضمادات العسلية بعد العمليات الجراحية. وفي الشرق الأقصى وعند براهمة البنغال كانت العروس تدهن بالعسل ولا سيما ثدييها وفرجها لاعتقادهم بأنها ستصبح أكثر إخصاباً. وقد جاءت وثائق من الصين تشير إلى أن أطباءهم كان يعالجون المصابين بالجدري بطلي أجسامهم بالعسل لما رأوه من سرعة شفائهم به، وأنه يمنع حصول الندب المعيبة التي يخلفها هذا الداء الوبيل، كما نقل عنهم معرفتهم بخواص العسل الحافظة والمغذية للبشرة والمبيضة لها أيضاً حيث كانوا يمزجونه مع شمع العسل. والهنود القدامى نسبوا للعسل من المزايا الشفائية والمقوية وكانوا يكتحلون بالعسل لمعالجة أمراض العين وخاصة الساد، وفي كتاب الحياة Ayur vedaوقوانين مانو شرح عن أكسير الحياة لإطالة العمر، وأنه مكوّن من اللبن والعسل. واعتقد الإغريق من أتباع المذهب الروحي بأن العسل يطيل العمر، وإن فيثاغورس وديموقراطوس فكرا بإطالة عمريهما بجعل العسل جزءاً من غذائهما اليومي. وقد اعتاد مصارعوا الإغريق تناول العسل وخصوصاً قبل تمارينهم الرياضية وأشارت أساطير اليونان بالعسل المحضّر من قبل صيادلة ذلك العصر –النحلات- ووصفته بأنه الندى الذي تقطره نجوم السماء وأقواس قزح، والذي ينحدر إلينا بواسطة الأزهار. وكان شاعرهم هوميروس يتغنى بالعسل وبخصائصه الممتازة في ملحمته الخالدة الإلياذة والأوديسة. كما أن بيفاغور أبرز في أشعاره خواص العسل الدوائية المعروفة حينذاك. وكان الفيلسوف اليوناني أرسطاطاليس خبيراً بالطب وقد مدح بإطناب رجل النحل المسمر، وبيّن أن العسل يملك خواص ذاتية فريدة من نوعها وأنه يقوي الصحة ويطيل العمر. كما أن أبو قراط يعتمد على العسل في غذائه الخاص ويعالج به كثيراً من الأمراض كالجروح والإلتهابات البلعومية، وله شراب محضر من العسل يصفه كمهدئ للسعال وماص للرطوبة. أما المؤرخ بليني صاحب كتاب "التاريخ الطبيعي" فقد أشار إلى الخواص الشفائية الممتازة للعسل في معالجة الجروح وتقرحات الفم، وذكره العالم الإغريقي "ديوسكوريدوس" كعلاج ناجح في أمراض الجهاز الهضمي ولمعالجة الجروح المتقيحة والبواسير، كما أشار الطبيب كلافدي غالن بشكل خاص في قروح الفم وكان يعالج الجروح بعجينة مكونة من العسل والطحين. كما كان يصف العسل لمعالجة حالات التسمم ولآفات جهاز الهضم. وفي عهد الإمبراطورية الرومانية كان العسل الغذاء الاعتيادي لكل روماني وكان رمزاً في أعيادهم واحتفالاتهم الدينية. ونظراً لارتفاع قيمته في نظرهم فقد قبلوا أخذه كبديل ممتاز عن الضرائب المتوجب دفعها. وكان نبلاء الرومان يفاخرون بامتلاكهم خلايا النحل، ويعتبرون تقديم العسل للضيف من كوارة المضيف الخاصة نوعاً من إكرامه والاحتفاء به. كما كانوا يصطحبون مناحلهم في معاركهم ضد أعدائهم إذ كانوا يطلقونها في ساحات الحرب لتصبح سلاحاً قاتلاً للأعداء. أما الشاعر الروماني أوفيد فقد أيد آراء بيفاغور واضعاً العسل في رأس قائمة المواد الضرورية لتغذية الإنسان. وفي فلندا مازالت معروفة تلك العادة وهي دهن شفاه العروس بالعسل ليلة زفافها حفظاً على مودتها، وعند الطليان مثل شعبي يقول: "سيدتي! عاجلي زوجك بالعسل فإنك ستحكمين قلبه وتحافظين على مودته، سيدي! عامل زوجتك وكأنكما في شهر العسل واعلم أن السعادة ستخيم دائماً على منزلك..". ولقد كان العبرانيون يعتقدون بأن العسل يجعل الناس مهرة وأذكياء. وما زال اليهود حتى أيامنا هذه يصنعون الأطعمة الخاصة بالأعياد من العسل، وفي سفر التكوين من التكوين من التوراة جاء ذكر العسل عندما أرسل يعقوب ابنه بنيامين إلى مصر مع أعطية فيها أحسن فواكه الأرض مع العسل، وجاء فيه وصية لنبي الله سليمان عليه السلام [12] عن أبيه داود قوله: تناول العسل يا بني فإنه جيد، وإن أقراص العسل لذيذة المذاق. وفي القرن السادس استخدم الكسندر ترايسكي العسل بكثرة لمعالجة أمراض الكبد والكليتين والجهاز التنفسي. وفي الطب الشعبي الروسي عولج بالعسل الكثير من الحالات المرضية. وقد ورد في المخطوطات الروسية القديمة وصف مسهب لخواص العسل العلاجية وعلى الخصوص لمعالجة الالتهابات الصدرية والسل الرئوي وأمراض الهضم. كما وردت وصفات لمراهم يدخل فيه العسل لمعالجة الجروح المتعفنة وعدد من الآفات الجلدية. وللعسل عند المسلمين نظرة خاصة ومكانة جلّى كطعام له نوع من القدسية في نفوسهم، ولقد بلغ من ترغيب القرآن الكريم فيه أن جعله شراب أهل الجنة. وهذا مصداق قوله تعالى في وصف ما أعده سبحانه وتعالى لعباده المتقين: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً }محمد: من الآية15 وحينما ترد ذكر الأطعمة والأشربة في السنة النبوية المطهرة فإنه لمما يلفت النظر حقاً إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا النوع من الغذاء الممتاز، ودعوته مراراً للاستشفاء به. فقد روى مسلم في صحيحه أن عائشة عليه السلامقالت: أنه صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الحلواء والعسل. إلا أن أول وآكد نص تاريخي يثبت الخواص الشفائية للعسل هي الآية المنزلة في سورة النحل، وهي قوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ... يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}النحل: من الآية:68-69. وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم إيماناً به وتصديقاً لما أنزل الله في كتابه أصرّ على كثير ممن راجعه من الصحابة يسألونه الدواء أن يتداووا بالعسل، وحذا حذوه العديد من الصاحبة ثم الكثير من أطباء المسلمين حيث طبقوا العسل على نطاق واسع. وفي كتاب القانون في الطب لابن سينا عشرات الوصفات التي يدخل فيها العسل. فقد كان يصف مزيجه مع شراب الورد لمعالجة السل الرئوي، ويصف محاليله الدافئة لمعالجة الأرق،كأوضح فعله المشغف للقرنية لمعالجة كثافاتها المختلفة المنشأ، وكان يصف العسل فيقول: "العسل يقوي الروح، ويزيد النشاط، ويحرك الشهية، ويحفظ الشباب، ويؤدي إلى انطلاق اللسان" ويصف الموفق البغدادي العسل بأنه" يدفع الفضلات من الأمعاء، ويشد المعدة،وينقي الكبد، ويدر البول، وينقي الصدر، وينفع أصحاب البلغم، والأمزجة الباردة والسعال الكائن من البلغم".
  • Currently 238/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
79 تصويتات / 3763 مشاهدة
نشرت فى 3 يوليو 2007 بواسطة byotna

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,839,748

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك