مرض الارتجاع المعدي شائع بين الناس عامة، والكثير منا ممن أنعم الله عليه ورزقه نعمة الأبناء، يعلم عن هذا المرض ولكن الكثيرين لا يعرفون طبيعته ولا كيفية علاجه أو الوقاية منه، وما إذا كان يشكل خطورة على الأطفال أم لا؟ و إن كان يعتبر ظاهرة منتشرة بينهم، أم لا؟ . إذ أن كثيراً ما يرى الأبوان بعد رضاعة طفلهما أنه يقوم بارتجاع كمية من الحليب التي تناولها أو حتى أثناء تجشئه، فيقلق البعض على أطفاله بينما يعتبره البعض الآخر أمراً طبيعياً.

إن الارتجاع المريئي مشكلة شائعة بين الأطفال عموماً وبين الرضع بشكل خاص، و يعتبر من أكثر اختلالات المريء عند الأطفال في مختلف أعمارهم، و في كثير من الأحيان يكون ظاهرة بسيطة تتحسن مع مرور الوقت، وفي حالات أخرى يظهر بصورة مرضية تؤدي إلى مضاعفات على الجهازين الهضمي والتنفسي معاً. و ينتشر هذا المرض بين الأطفال حديثي الولادة، و يبلغ ذروته في الشهر الرابع للطفل بينما تختفي حدته في معظم الحالات عند بلوغه العام أو العامين. ويرجع سببه إلى ضعف في المعصرة التي تصل أسفل المريء مع المعدة نتيجة تأخر نموها مما يؤدي لقصور الانقباضات المريئية والمعدية وفقدان التناسق في ما بينهما.

و تلك المعصرة تعمل على ضبط السوائل والطعام الذي يدخل إلى المعدة ومنعه من العودة ثانية إلى المريء ونتيجة لقصورها يحدث إغلاق غير كامل لهذه المعصرة الأمر الذي يؤدي إلى رجوع جزء من الطعام ثانية إلى المريء أو قد يخرج خارج فم الرضيع.

و هذه المشكلة ليست مقتصرة على الأطفال الرضع لكنها تكون أشيع بينهم. و يرجع شيوعه بين الأطفال الرضع نتيجة لطبيعة طعامهم الذي يتكون من الحليب السائل مما يسهل ارتجاعه.و الارتجاع يكون أكثر إزعاجاً في حال ترافق مع زيادة في الضغط داخل البطن في حال بكاء الرضيع أو السعال أو التغوط وأيضا عند تحريك الرضيع.

أعراض المرض:
القيء يتبع الرضاعة مباشرة، غالباً ما يكون جزئياً ولكن قد يؤدي إلى تأخر نمو الطفل وعدم اكتسابه الوزن المناسب لعمره.
قد يكون القيء في حالات أخرى شديداً ومتكرراً فيؤدي إلى نزف أسفل المريء مصحوباً بصعوبة في البلع وآلام بطنيه وبالتالي توتر الطفل.
إصابة الطفل بالسعال المزمن في حال تقيئوه كميات كبيرة إذ يتسرب جزء منها إلى الجهاز التنفسي فيحدث صوت يشبه التخريش أثناء التنفس، لا يتحسن إلا بعلاج الارتجاع المريئي أولاً.
وجود دم في براز الطفل يلاحظ مخبرياً ببساطة يكون سببه النزيف الناتج عن التهاب المريء مما يصيب الطفل بفقر الدم.
و يحدث هذا في الحالات الشديدة فقط التي نضطر فيها لاستخدام التصوير الإشعاعي باستخدام الباريوم ويعطى على شكل رضعه للطفل.

علاج المرض:
إنها تعتمد بشكل عام على تعليم الأم كيفية الإقلال من الارتجاع عن طريق إرضاع الطفل بزاوية 45 درجة، أما في حال الرضاعة الطبيعية التي شدد عليها، فوجه بوضع أكبر قدر من الهالة التي تحيط بالحلمة داخل فم الطفل لمنع ابتلاع الهواء مع الحليب بهدف تقليل فرصة القيء.
وأشار إلى أنه عند البدء بأطعمة الفطام يراعى أن تكون الأغذية سميكة نسبياً بإضافة النشا والمواد الأخرى كالسيريلاك وغيره، وقد يتم اللجوء لاستعمال الحليب الخاص بالقيء والذي تكون مضافة إليه مواد لتزيد من سمكه، و ينصح الأم بترك الطفل نائماً على بطنه ورفعها من خلال وسادة تحتها وعدم تحريكه بعد الإرضاع مدة لا تقل عن نصف ساعة.

  • Currently 366/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
123 تصويتات / 7162 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,844,425

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك