أصبحت طبيعة حياتنا المعاصرة - عصر التكنولوجيا والحاسبات الإليكترونية - لا تتطلب الكثير من ذلك المجهود الكبير لإنجاز أصعب وأضخم المهام الشاقة كما في السابق، فما كان يتطلب أيامًا في إنجازه أصبح يتطلب ساعات وربما دقائق معدودة.
وبنظرة خاطفة للماضي سنجد أن تلك المهام كانت تقوم على الطاقة البشرية وحدها مما كان يتطلب بالضرورة الغذاء الكافي والغني أيضًا بالطاقة، ولذلك كان أجدادنا يهتمون بطعامهم كمًّا ونوعًا، وكانوا أيضًا يتناولون أضعاف ما يحتاجه العامل في وقتنا هذا.
ورغم أن المجهود الذي نبذله للقيام بنفس تلك الأعمال أصبح قليلا جدًّا في أيامنا هذه مع وجود العديد من الآلات التي تساعدنا، إلا أن عادة ملء البطون الغالية وتدليلها بالعديد من المأكولات والتسلي بتناول المأكولات الغنية بالدهون لا تزال فينا، بل أصبح التفنن والابتكار في صنع العديد من المأكولات الدهنية منتشرًا بدرجة كبيرة جدًّا.
بالإضافة إلى أن الإنسان المعاصر لم يعد يأكل فقط لأنه جائع أو لأن موعد الطعام قد حان، لقد أصبح الطعام وسيلة مفضلة لملء الفراغ ومحاربة الملل، أصبحنا نأكل لنتسلى، حتى ونحن نتفرج على التلفاز وعندما لا نجد شيئًا آخر نفعله.
ولقد أثبتت الدراسات والأبحاث التي تم تنفيذها بالمعهد القومي للتغذية في مصر من أن الأعداد التى تتردد على العيادة التخصصية للسمنة بالمعهد أصبحت تتزايد، وأن عددًا كبيرًا من المصريين يعاني من السمنة.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 75 % من النساء في مصر اللاتي تتجاوز أعمارهن 30 عامًا يعانين حاليًا من زيادة الوزن طبقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية في سبتمبر 2005.
كل هذا يجعلنا بحق نطلق على مرض السمنة تحديدًا غول العصر.
إعداد: إيمان بدوي