إعداد : هالة الدسـوقي

 اقترح مأذون شرعي في جدة بالسعودية فكرة جديدة لتسهيل الزواج على الشباب والفتيات الذين يبحثون عن الشريك المناسب وغير القادرين على إكمال نصف دينهم في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء المهور، وهي "الزواج بالتقسيط".

وأكد المأذون الشرعي أحمد سعيد العمري، طارح الفكرة ،أن أهمية الزواج بالتقسيط تأتي من منطلق التخفيف من تكاليف المهر والزفاف، والتي تقدر في المجتمع السعودي بـ 77 ألف ريال على الأقل، والتي غالباً ما يتحملها العريس وتشكل عبئا كبيرا على ذوي الدخل المحدود ممن تقل رواتبهم عن 1500 ريال، وذوي الظروف المعيشية الصعبة ممن لا يستطيعون فتح بيوت وحدهم، بينما من يتقدم للاستفادة من هذا المشروع لن يتحمل من تكاليف زواجه سوى المهر حيث يتم دفع الباقي على أقساط مؤجلة، جاء ذلك في حديثه مع صحيفة الوطن.

وقال العمري :" إن الزواج بالتقسيط ليس فكرة عشوائية، إنما هو اقتراح منظم يصرح له من قبل الجهات الرسمية على اعتباره مشروعاً لمساعدة الشباب والفتيات على الزواج الميسر، ويؤسس المشروع تحت مظلة إمارة المنطقة أو إحدى الوزارات مثل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أو الشؤون الإسلامية أو الدعوة والإرشاد، وأن يؤسس بدعم المستثمرين من رجال الأعمال، ويتم إنشاء مكتب مقترح من قسمين يستقبل أحدهما طلبات الزواج من النساء والآخر من الشباب، ويقوم المكتب بالبحث عن الزوج أو الزوجة المناسبة للمتقدم بطلب الزواج، ويقترح العمري أن يضم المكتب قسماً للاستشارات الأسرية ولإصلاح ذات البين، ولحل المشكلات الأسرية من قبل علماء مختصين.

ويهدف المشروع إلى حماية الشباب الذين يواجهون صعوبة في إتمام التزامات الزواج المالية من الانحراف بتيسير تكاليف المهر، فبدلاً من إثقال الزوج بالديون والمهر والأثاث والزفاف، يساهم المشروع بتقسيط أجور السكن وتأثيث المنزل، وكذلك البحث عن زوج أو زوجة مناسبين لبعضهما بعضاً وفق رغبات الطرفين فيما يكتفي الزوج بدفع المهر فقط، كما يساهم المشروع في حل مشكلات العنوسة وغلاء المهور والتخفيف من معاناة الشباب من متاعب الزواج، ويقلل من المشكلات التي تتسبب بها الخاطبات.

كما دفع ارتفاع نسبة العنوسة في المجتمع السعودي المفتي العام في المملكة إلى تجديد دعواه إلى السعوديات بتقبل منطق التعدد للحفاظ على البناء الاجتماعي للأسرة والمجتمع.

وقال مفتي عام المملكة العربية السعودية ،ورئيس هيئة كبار العلماء ، الشيخ عبد العزيز عبد الله آل شيخ : إن تعدد الزوجات أمر شرعه الله لصالح المجتمع ، وأن على المرأة أن تقبل أن تكون زوجة ثانية ، أو ثالثة باعتبار ذلك خيرًا من العنوسة، وأضاف أن زواج المرأة من رجل ذي دين وكفاءة وخلق ومعه زوجة أخرى لا عيب ولا نقص فيه ، بل هذا ما شرعه الله، وأكد مجددا على أن التعدد أمر مشروع ، وأن من يشكك فيه ضال، وكون الناس يخطئون ويسيئون التصرف ، فهذا يرجع إلى نقص الناس ، وأن شرع الله ليس فيه نقص.

وقد أيدت غالبية الفتيات السعوديات خفض مهر الزواج إلى 10 آلاف ريال فقط لتسهيل إجراءات الزواج والحد من حالة العنوسة في المجتمع، كما أكدت نتائج استطلاع سعودي.

وذكر رضي الغمغام عضو لجنة التأهيل والتوظيف في جمعية القطيف الخيرية أن الاستطلاع أجري على 1000 عينة من الفتيات تتراوح أعمارهن ما بين 15 و35 سنة.

وأفادت نتائج الاستطلاع أن 58% وافقن على أن يكون المهر 10000 ريال، بينما وافقت30% على 20000 ريال و 8% وافقن على أقل من 10000 ريال، أي أن 66% يوافقن على خفض المهر إلى 10 آلاف ريال وأقل و4% موافقات على مهر 15000ريال.

وعن تكاليف ليلة الزواج فقد أظهرت النتائج أن 50% استقررن على مبلغ 5000 ريال، و20% على مبلغ 15000ريال، و18% على مبلغ 10000 ريال و12% على مبلغ 7000ريال.

وفي نفس الاتجاه ، لاقى مشروع تيسير الزواج بجمعية البر بالمنطقة الشرقية السعودية نجاحًا في دعم الشباب المحتاج للزواج والمساعدة على حل مشكلتي العنوسة وغلاء المهور، والتوعية بأهمية الزواج ،ومتطلباته والمساهمة في زيادة نسل المسلمين وإحياء مبدأ التكافل الاجتماعي وتحقيقه.

وجاء في تقرير عن نشاطات المشروع أن هناك خدمات تقدم من قبل المشروع وتشمل مساعدات مالية ومساعدات عينية، وتشتمل أثاثًا مجانيًا وهدية للمولود الأول وخدمات مساندة تكون مجانية أو بأسعار مخفضة.

وبين التقرير أن المشروع يقدم خدمة التوفيق بين راغبي الزواج للشباب والفتيات على حد سواء لتسهيل التوفيق بين الطرفين، وذلك عبر برنامج علمي مدروس يتم بكل سرية وأمانة إسهاما من المشروع في المشاركة في حل ظاهرة العنوسة في المجتمع، مما جعل الطلبات في تزايد مستمر حيث تم تزويج أكثر من 90 رجلا وامرأة تحت شعار "معًا نبني أسرة سعيدة".

وورد في التقرير أن المشروع قام بإنشاء لجنة نسائية تقوم بدور التوجيه والإرشاد للأمهات والفتيات واستقبال الطلبات النسائية الخاصة بلجنة التوفيق بين راغبي الزواج، ومتابعة ذلك من خلال المقابلات واللقاءات لمعرفة الرغبات حيث يتم ذلك بكل سرية وأمانة وقد تم مساعدة 1716شابًا وفتاة وصرف لهم أكثر من 9.7ملايين ريال.

  • Currently 267/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
89 تصويتات / 2109 مشاهدة
نشرت فى 6 يونيو 2008 بواسطة byotna

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,298,715

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك