ومن الأخطاء في تربية الأولاد :

حرمانهم من العطف والشفقة والحنان، أو الشدة والقسوة عليهم أكثر من اللازم. فتجد بعض الآباء يضرب أولاده ضرباً مبرحاً عند أول خطأ، أو تجده لا يلاطفهم ويمازحهم، أو يتعصب لرأيه دائماً ولا يتنازل عنه لأجلهم خاصة إن كانوا مراهقين، أو كباراً. دخل الأقـرع بن حابس - رضي الله عنه - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجده يقبل الحسن أو الحسين فصاح قائلاً: تقبلون صبيانكم!! والله إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم. فقال - صلى الله عليه وسلم -: (أَوَ أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟!) ومع أن القسوة والشدة أكثر من اللازم هي من الأخطاء كذلك اللين الدائم والحلم والتجاوز مكروه وخطأ، لأنه يُسقِط هيبة الوالد وشخصيته.
إذا قيل حلم قل فللحلم موضع وحلم الفتى في غير موضعه جهل
فكن حليمًا لكن لك غضبةٌ يتّقونها.

الثقة الزائدة في الطفل

قد تجد بعض الآباء لشدة إحسانه الظن بأولاده لا يسأل عنهم ولا يتفقد أحوالهم، ولا يعرف شيئاً عن أصحابهم بل لو قال له قائل: إن ولدك فعل كذا وكذا من المنكرات كالتدخين أو غيره لما صدَّق بل وقد يتهم هذا الناصح بالتهويل والمبالغة أو التدخل فيما لا يعنيه. وضد ذلك أيضاً المبالغة في إساءة الظن بهم. فتجد بعض الآباء يتهم بناته وأولاده. ويشعرهم أن يراقبهم في كل صغيرة وكبيرة، ولو تأخر الولد قليلاً اتهمه بالذهاب لمكان مشبوه أو أنه تخاصم مع أصحابه. فعلى الأب أن ينزل الأمور منازلها، فإذا وجدت قرينة تدعوك إلى إساءة الظن كأن تشم منه رائحة الدخان، أو تأتيه في الهاتف اتصالات مريبة، أو له اهتمامات دنيئة، فعندها تؤدبه بحسب ذلك.

احتقار الأولاد والاستهانة بهم

ومن ذلك: إسكاتهم إذا تكلموا أو السخرية مما يقولون؛ مما يجعل الولد عديم الثقة بنفسه، بل عوِّد ولدك على أن يتكلم معك، اسأله عن مدرسته، اسأله عن زملائه، في السيارة اطلب منه أن يسمعك سورة من القرآن، أو يسمعك أنشودة حفظها في المدرسة.

ومن احتقار الأولاد: التشنيع عليهم إذا أخطأوا، ومن ذلك: أن بعض الآباء إذا وقع ولده في خطأ حفظه عليه ولم ينسه أبداً ويذكِّره به دائمًا، فلو سرق الولد مرة ناداه باسم السارق، ولو كذب عليه مرة لم يزل يكرر عليه أنه كذاب.

فالأب العاقل بل الرجل الشهم الكريم هو الذي لا يتتبع زلات الناس وأخطاءهم، فيكون كالذباب الذي لا يقع إلا على القبائح، بل عليه أن يتغافل، وكذلك المدرس وكذلك الرئيس في العمل.
ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي
بل إذا علمت أن ولدك يعمل شيئاً معيناً كالتدخين مثلاً لكنه يتخفي عنك، فلا تواجهه به مباشرة وإنما أرسل له من ينصحه أو انصحه بأسلوب غير مباشر، بحيث يظن أنك لم تعلم بما يقع فيه، وذلك حتى لا تهتك حجاب الحياء بينك وبينه.

المصادر:

  •   http://www.osrty.com/new/walde/
  •  http://www.lahaonline.com/index-counsels.php?option=content&task=category&sectionid=2&id=157
  •  http://www.islamtime.net/catpage.php?Mcat=18
  •  من أخطائنا في تربية أولادنا: محمد السحيم، الرياض، دار العاصمة، ط 1، 1415 هـ.
  •  كيف نربي طفلا: محمد زياد حمدان، عمان ، دار التربية الحديثة، د . ط ، 1406 هـ 1986 م.
  •  سيكولوجية الطفولة والمراهقة: مصطفى فهمي ، القاهرة ، مكتبة مصر ، د . ط، د . ت.
  •  الأطفال والشاشة الصغيرة: عدنان حسن باحارث ، جدة ، دار المجتمع ، ط 1، 1415 هـ 1994 م.
  •  تربية الأولاد في الإسلام: عبد اللّه ناصح علوان، مصر، دار السلام، ط 25، 1414 هـ 1994 م.
  • Currently 369/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
123 تصويتات / 3780 مشاهدة
نشرت فى 22 سبتمبر 2008 بواسطة byotna

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,839,556

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك