تمثل الأسطح في مصر والكثير من دول العالم مشكلة بيئية لما تحتويه من مهملات ومصدراً لتكاثر الفئران وإنتشارها لباقي فراغات المبنى من شقق سكنية وإدارية وخلافهم وكذا القطط الضالة بل وبعض الطيور لذا فهي مصدر متجدد للتلوث والأمراض وحتى إذا تم استغلالها في حدود ضيقة أحياناً في الأحياء الشعبية يتم في عمل عشش لتربية الدواجن بطريقة غير نظيفة وبالتالي فهي أيضاً مصدر للتلوث والعدوى وخاصة بعد ظهور مرض إنفلونزا الخطير. لذا كان من الضروري النظر بجدية لكل هذه المشكلة بطريقة تجعل من الأسطح متنفساً للسكان ومكاناً لقضاء بعض الأوقات بين مزروعات وزهور بل وأيضاً مصدراً من مصادر الدخل بتوفير بعض الخضر الثمرية والورقية والنباتات العطرية وبعض الزهور وكانت المشكلة الأساسية لنجاح هذا الحلم هو عدم إضافة أحمال للأسطح قد تضر بها وكذا عدم تسرب أية مياه للأسطح ناتج ري المزروعات لذا فقد روعى في تصميم وتنفيذ حدائق الأسطح تجنب هذه المشكل تماماً.
وهناك عدة نماذج لحدائق السطح تم تنفيذها روعى فيها بساطة التنفيذ وقلة التكلفة وأهمها :
- المواسير البلاستيكية 5 بوصة حتى 10 بوصة يتم شطرها طولياً نصفين وتقطع بأطوال حوالي 3 متر ( أي نصفين ) (ملحوظة طول الماسورة 6 متر) ويثقب القاع ثقوب صغيرة على مسافات 25-30 سم بمثقاب ( شنيور) لإخراج الماء الزائد عند الري إن وجد ثم يتم غلق جانبي الماسورة بطبات بلاستيكية متواجدة لهذا الغرض ويملأ الفراغ داخل المواسير طولياً بخليط البيتموس ونشارة الخشب والكمبوست 2:3:1 بعد التقليب الجيد تماماً وتحمل هذه المواسير على حوامل مثلثة قمتها من أعلى بإرتفاع حوالي 2 متر في ثلاث إرتفاعات متعاقبة الأول على إرتفاع 60 سم والثاني 120سم والثالث 180سم ويتم تحميل المواسير على الحوامل بأنصاف دوائر حديدية ملحومة على الحوامل تسمح بثبات المواسير داخلها دون إهنزاز ويكون بين كل حامل والآخر 1.5 متر أي ثلاثة حوامل لكل مجموعة مواسير (6 مواسير بطول 3 متر) وأحياناً تضاف ماسورة سابعة في القمة لزيادة الإستغلال للمساحة وقد توضع مواسير الزراعة دون قطع طولي وتثقب بها فتحات للزراعة على المسافات المطلوبة. ثم تشد خراطيم الري مقاس 16مم على سطح بيئة الزراعة وتثقب ويوضع بالثقوب نقاط 2 لتر/ ساعة على مسافات25 سم بين النقاط والآخر تتصل جميعاً بمصدر الري ( حنفية ) يتبعها سماده صغيرة يمكن تنفيذها من جركن سعة 20 لتر يذاب السماد خارجه ويصفى ثم يضاف إلى ماء الري عند الحاجة ليدفع في خراطيم الري المغذية للمزروعات وللتخلص من ماء الصرف أن وجد من الثقوب في قاع المواسير المزروعة يتم تثبيت نصف ماسورة مقسومة طولياً أيضاً تثبت بماسورة الزراعة بأسلاك مجلفنة 12 أو 14 في صورة أحزمة علي مسافات 1 متر بين الحزام والذي يليه تجمع جميعها في النهايات في خرطوم للصرف في مواسير المجاري ولكي يتم الصرف بسهولة يكون هناك ميل خفيف في مواسير الزراعة وبالتالي مواسير الصرف لدفع المياه في إتجاه خراطيم الصرف لتجمع في النهاية متجهة لماسورة صرف المبني.
- تعمل مجموعة من القوائم الحديدية ( مواسير نصف بوصة وتجمع في مجاميع تلحم مع بعضها من أعلى ومن أسفل على مسافات حوالي 75 سم بين كل سورة وما حولها ثم تثبت على هذه القوائم حوامل من صاج لا يصدأ ذات حواف بإرتفاع حوالي 2 سم تثبت مائلة تجاه القائم وفي نهاية الميل في القاع ثقب مركب عليه وصلة ماسورة 1/2 بوصة لتجميع ماء الصرف من كافة حوامل القائم الواحد في خراطيم وتجميعها في خرطوم أوسع حتي الصرف في ماسورة صرف المبنى وهذه الحوامل هي التي يوضع عليها أكياس الزراعة وهي أكياس بولي إيثلين سمراء مخصصة للزراعة تختلف مقاساتها حسب إحتياج النبات المزروع.
- قد ترص مجموعة من الأكياس على فرشة من بلاستيك سميك ينحدر في إتجاه معين نحو مجرى صرف الماء الزائد عن حاجة الري ومنه لماسورة صرف المبنى.
- في جميع الأحوال لكافة الأنظمة يمكن التغطية شتاءاً داخل صوبة بلاستيكية لإمكان الإنتاج في الأشهر الباردة مثلها مثل أية صوبة إنتاج عادية.
- من الزراعات التي نجحت بالنظام رقم 1 الفراولة و الخس و الخضر الورقية ومن الزراعات التي نجحت مع النظامين 2، 3 الفاصوليا و البسلة و قد تنجح بعض أصناف الطماطم محدودة النمو ولكنها لم تجرب بعد على نطاق يحكم على نجاحها.
- يفضل الإعتماد في التسميد على الأسمدة المركبة الجاهزة التي تحوي العناصر الكبرى والصغرى وهي تباع في محلات بيع البذور والمبيدات وبعض محال الزهور في صورة عبوات 1/2 ،1 كليو تذاب في ماء الري وتدفع عن طريق السماد بتركيز 1 جرام لكل لتر ماء ري وتزداد معدلات التسميد صيفاً عنه شتاءاً وتزداد أيضاً حسب المحصول المنتظر وتختار تراكيب سمادية مرتفعة الآزوت في أول عمر النبات والخضر الورقية ثم تراكيب سمادية مرتفعة البوتاسيوم مع الأزهار والثمار في الفراولة مثلا وباقي الخضر الثمر وبصفة عامة يمكن إستشارة متخصص في حالة الإنتاج الكبير سواء للإستهلاك أو للبيع ومن أجود نوعيات الفراولة هي التي تنتج من الحوامل ( نموذج رقم 1) لأنها لا تلامس التربة بل تدلي الثمار علي جانبي مواسير الزراعة وخالية تماماً من الأعفان في معظم الزراعات.
- هناك تركيبات متعددة لمخلوط تربة الزراعة فقد يستعاض عن نشارة الخشب بالفرموكليت أو مطحون قوالح الذرة ولا يفضل إضافة الرمل حتي لا تزاد الأحمال على الأسطح .
- أخيراً لنجاح وإنتشار هذا الأسلوب الحضاري لإستغلال الأسطح فلابد من توفير خامات الإنشاء لدى جهات مثل الجمعيات التي تهتم بالشباب ونماذج جاهزة لها مثل بطاريات الأرانب والدواجن التي تباع جاهزة وكذا إنتشار بيع الشتلات والبذور بأعداد وعبوات صغيرة تسمح بالتداول وليكن لدى محلات بيع الزهور والمراكز التجارية مع التركيز على المدن الجديدة والأحياء المحرومة من الحدائق.
المصدر:
- مجلة جاردنز العدد الأول - أبريل 2008
- م/ سعيد عبد المنعم العطار