كما يولد الطفل وهو لا يعرف الكلام أو المشي ، يولد أيضا وهو لا يعرف ماذا يفعل أو كيف يتصرف بشكل صحيح. على الآباء أن يوجهوا أطفالهم، فالأطفال يحتاجون لهذه التوجيهات لكي يفهموا العالم من حولهم. ذكر أحد الكتب التي تتحدث عن تربية الطفل بقلم سيرز وسيرز أن وجود علاقة سوية وجيدة بين الطفل وأبويه أمر هام وضروري لتربية الطفل تربية جيدة. يرى الكتاب أن بناء علاقة أبوية جيدة بين الطفل وأبويه أهم من الالتزام بقواعد جامدة في التعامل معه. اقرئي النصائح الآتية؟

1-    أحبيه حب غير مشروط
تذكري لماذا أنجبت طفلك. حاولي أن تقولي له نعم بقدر الإمكان. اسمحي له بالاستمتاع والمرح وتذكري أن لديه كم كبير من الطاقة فاسمحي له بإخراجها. تذكري دائما أنك لست رئيسة طفلك بل أنت أمه التي تحبه وترشده.

2-    ابني معه علاقة قوية قائمة على الثقة
أساس أي تربية هي العلاقة القوية. ابني علاقة قوية مع طفلك منذ ولادته يؤكد الكتاب على أهمية وجود ارتباط قوى بين الطفل وأبويه لآن تواصلك مع طفلك ومعرفتك الجيدة به ستسهل عليك تربيته. يقول الكتاب أن العمل على بناء علاقة قوية مع طفلك منذ ولادته يشمل الرضاعة الطبيعية (واحتضان طفلك واهتمامك به حتى ولو لم تتمكني من إرضاعه رضاعة طبيعية )، الاستجابة لبكائه (وهو ما يساعد الأبوين على فهم طفلهما وبناء التواصل معه) بالإضافة إلى حمل الطفل واللعب معه كثيرا.

3-    عامليه باحترام
عاملي طفلك والآخرين بالأسلوب الذي تتمنى أن يتعلمه طفلك. تذكري أن تعاملي طفلك كما تريدين أن يعاملك، بما في ذلك الألفاظ التي تستخدمينها ونبرة الصوت.إذا كنت تقبلين أن يقول لك طفلك (خذي) عندما يريد إعطاءك شيء قولي أنت له (تفضل) بطريقة لطيفة عندما تقدمين له شيء  لا تصرخي في الطفل حتى لا يصرخ فيك. استخدمي ألفاظك لطيفة مثل لو سمحت ، شكرا،وحاضر في كلامك مع طفلك ومع الآخرين بما فيهم زوجك. احترامك لطفلك لن يعلمه احترام الآخرين فقط،لكنه سيدعم فيه أيضا تقديره لذاته. لا تحرجي طفلك أمام أحد ، لكن خذيه على انفراد ووضحي له خطأه.احترامك لطفلك يمتد أيضا لاحترامك لرغبته في الاستقلالية.اتركيه يحاول أن يفعل أشياء بمفرده إذا أراد ذلك ما دام هذا الشيء أمن ولن يسبب له أي ضرر.أيضا تجنبي استخدام ألفاظك مثل(( عنيد،غبي،دلوع، ...الخ.

4-    فكرى قبل أن تتصرفي
فكرى للحظة قبل القيام بأي رد فعل_ سواء كان رد فعل تجاه سلوك معين من طفلك أو سواء كان استجابة لطلب له. تذكري أن كلامك يجب أن يكون متسقا ويجب أن تنفذي ما قلتيه مادمت قد جهرت به أمام طفلك.إذا قلت لطفلك ، إذا رميت هذه اللعبة مرة أخرى، سآخذها منك. يجب أن تنفذي ما قلتيه وتأخذي اللعبة إذا رماها مرة أخرى حتى ولو تبع ذلك الكثير من البكاء والصراخ. لا يجب أن تستسلمي حتى ولو شعرت أنك كنت مبالغة بعض الشيء في رد فعلك وإلا لن يأخذ طفلك بعد ذلك كلامك على محمل الجد. من الممكن أن تقولي لطفلك ((دعني أفكر)) إذا  لم تكوني متأكدة من رد فعلك.

5-    احترمي مشاعره
في كثير من الأحيان يشعر الأطفال بضيق شديد عندما تكون بداخلهم مشاعر قوية ولكنها لا تصل لآبائهم وأمهاتهم. من خلال كتاب قرأته يتحدث عن حسن الإصغاء للطفل، تعلمت أهمية تعريف الطفل أننا نفهم مشاعره ونتقبلها. قولك لطفلك، لابد أنك غضبان لأن صديقك لا يريد اللعب معك، أو قولك لطفلك لابد أن الانتظار صعب وأنك تريد قطعة تورتة الآن، هذا كلام يوصل لطفلك رسالة توضح له أنه تفهمين مشاعره وتقدرينها. هذا الكلام يساعد سيساعد على تهدئته وبالتالي سيستطيع الطفل التفكير بشكل أوضح في طريقة أفضل للتعامل مع الموقف. الاعتراف بمشاعر الطفل يعنى أن يشعر الطفل بأنه لا بأس من وجود هذه المشاعر بداخله ،أن يتعلم كيف يتقبل هذه المشاعر،ثم أن يحاول التعامل مع هذه المشاعر بطريقة أفضل.
كم مرة سمعت نفسك تقولين لطفلك،لا تبكى، أو لا يجب أن تكون حزينا. سترى صديقك مرة أخرى، لاشك أن نواياك عندما تقولين هذا الكلام تكون حسنة لكنها حقا تغيظ الطفل وتضايقه.إنكار مشاعر الطفل من الأخطاء الشائعة التي كثيرا ما يقع فيها الآباء والأمهات.

6-    وضحى الأمر
الأطفال يفهمون أكثر مما تعتقدين ومن الأفضل أن نتكلم معهم ونقنعهم بدلا من إعطائهم أوامر مباشرة .تذكري أن دورك ليس أن تقولي لطفلك طوال الوقت ماذا يفعل لكن دورك هو أن تساعديه على أن يتعلم ماذا يفعل.
يقول كتاب سيرز وسيرز أن هناك لحظات تعليم_مواقف يمكن أن تستغليها لتعليم طفلك بهدوء دروس قيمة.أحد الأشياء التي تعلمتها قبل أن يتم طفلي عام ونصف انه يقال له ،لا، فهذه كلمة كانت تثيره وتجعل سلوكه أسوأ. هذا لا يعنى أنني كنت أستسلم لكل رغباته،لكنني تعلمت أن أخبره بهدوء واحترام لماذا لا يستطيع عمل هذا الشيء أو ذاك وكنت أوضح له السبب المنطقي لرفضي.فبدلا من أن أقول له من بعيد بصوت مرتفع ((ابتعد عن كتاب جدتك)) كنت أذهب إليه وأنزل على ركبتي لأكون في مستواه وانظر فى عينيه وأقول له دعنا لا نلعب بهذا الكتاب لأنه قد يتمزق ماذا لو ذهبنا ولعبنا بهذه اللعبة؟ كنت أحاول توجيه نظره لشيء أخر وقد نجحت بالفعل هذه الطريقة فكان يتحول فجأة هذا المتمرد الصغير إلى حمل وديع مطيع.

7-    افهمي طفلك
أثناء بنائك علاقتك القوية مع طفلك ، ستتعلمين الكثير عن شخصيته ، ما يحبه ما يضايقه وما يثيره، يجب أيضا أن تفهمي السلوكيات المناسبة لكل سن لأن هذا سيساعدك على التعامل مع طفلك.أتذكر كم كان يزعجني إلقاء طفلي ذو العام الواحد بكوبه مرات ومرات على الأرض .كنت أشعر بغيظ من هذا التصرف واكرر دائما ((لا تلقى بالكوب)) كان هذا التصرف يصيبني بالجنون إلى أن قرأت في كتاب ((عقول الأطفال)) بقلم ليندا أكريدولو وسوزان جودوين شرح لهذه المرحلة السنية وعلمت أن الأطفال يلقون بالأشياء في هذه المرحلة السنية كنوع من التجربة.إلى أي مدى سيصل الشيء الذي يرمونه؟ هل سيحدث هذا الشيء صوتا؟ هل يحدث نفس الشيء في كل مرة؟ بمجرد رؤيتي للأمر من هذا المنظور الجديد، تحولت إلى أم جديدة . لم اعد أنزعج من هذا التصرف، أصبحت نبرة صوتي ألطف ، وكنت أقوم برفع الكوب من على الأرض وأقول لطفلي ،نحن لا نرمى الكوب بهذا الشكل،عندما ننتهي من الشرب نضعه على المائدة هكذا كنت أفعل نفس الشيء في كل مرة حتى أصبح طفلي يضع بنفسه الكوب على مائدة كرسي الطعام الخاص به عندما ينتهي من الشرب.

8-    ادفعيه للنجاح
المواقف والظروف يمكن أن تزيد من السلوك الجيد أو السىء. المكان مستوى الإثارة والضوضاء، الوقت، الجوع، الإرهاق،... الخ كل هذا يمكن أن يكون له تأثير على سلوك طفلك. بعض الأطفال لا تكون لديهم قدرة على احتمال الضوضاء والإثارة الزائدين، وقد يتسبب شعورهم بالجوع أو الإرهاق في مشاكل كثيرة.كثير من الأطفال يثارون عند تناول الحلويات والأطعمة التي تحتوى على سكر مصنع فهذه المأكولات تعطيهم شحنة كبيرة من الطاقة  وعندما يفرز الجسم الأنسولين للتعامل مع التدفق المفاجئ لمستوى السكر في الدم يحدث انخفاض مفاجئ في السكر مما يجعل الطفل شديد العصبية وعرضة للإصابة بالخمول. احرصي على إعطائهم أطعمة صحية يستطيع الجسم التعامل معها بسهولة (مثل الكربوهيدرات) واحترمي أوقات نوم طفلك سواء الليلة أو النهارية. الخروج بالطفل في أوقات نومه غالبا ما يوصل لنتائج غير طيبة.

9-    اتفقي مع زوجك على رأى واحد
من المهم أن يكون هناك اتساق بين الأبوين وأن يكون لها نفس الموقف. اتفاق الأبوين واتخاذهما نفس الموقف يساعد على تقليل ارتباك الطفل ويساعد على تدعيم السلوك الطيب فيه. يجب أن يلقى الطفل نفس الرسالة من كلا الأبوين.

10- استمتعا معا
أنت لديه نعمة كبيرة _طفلك. وسط زحام الأعباء اليومية ومتطلبات الحياة كثيرا ما ننسى الاستمتاع بأطفالنا.احرصي على أن تكون أوقاتك مع طفلك أوقات مرحة وجميلة.اقرئي معه قصص، العبي معه، ارسمي معه، داعبيه، خذيه إلى حديقة الحيوان، واسمحي له بمساعدتك في الطهي حتى وإن سبب ذلك بعض الفوضى.

تربية الطفل ليست مهمة سهلة وتتطلب الكثير من الصبر.تذكري أنك لا تستطيعين دائما أن تكوني مثالية.قد تمر عليك أحيانا لحظات تشعرين فيها أن كل مجهوداتك قد ذهبت هباء وقد تفقدين أحيانا قدرتك على التحكم في نفسك وانفعالاتك وتصرخين في طفلك أو تعاقبيه بأكثر مما يستحق،من المهم أن تسامحي نفسك ولا بأس أن تلتقطي أنفاسك وتعتذري لطفلك، في الواقع ،إن مسامحتك لنفسك واعترافك بخطئك ومحاولتك تصحيح هذا الخطأ طريقة جيدة لتعليم طفلك كيفية التصرف في المواقف المماثلة.

المصدر:

  • مجلة الأم والطفل العدد 5 لسنة 2007
  • Currently 348/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
115 تصويتات / 4781 مشاهدة
نشرت فى 16 يوليو 2009 بواسطة byotna

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,349,752

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك