ويمكن مثلا أن نقطع حلقات من عبوات بلاستيك فارغة, يحسن أن تكون ذات ألوان مختلفة, كما يمكن استخدام بعض علب الألبان الجافة أو ما يشبهها, ونضع بداخلها بعض الحبوب الجافة ونغلقها بإحكام, وسيستمتع الطفل بالإصغاء إلى ما يصدر عنها من أصوات. كما يمكن أن نضم مجموعة من بكر الخيط بلضمها بقطعة سلك أو خيط متين, وهذه ستشغل الطفل كثيرا عندما يراقب الأشكال المختلفة لمجموعة البكر عندما تنضم أو تتفرق. كما يمكن أن نعطيه أدوات مصنوعة من البلاستيك, بشرط ألا يكون فيها ما يمكن أن يؤذي الطفل, فنعطيه مثلا ملعقة ولا نعطيه شوكة. كذلك يمكن أن نعطي الطفل في هذا العمر الألعاب التي على شكل حيوانات, مثل الدب والكرة المصنوعة من الصوف الملون.

محاولة تقليد الأصوات
وعندما يبلغ الطفل الشهر الثامن, يجب الحرص على عدم تركه وحيدا فترات طويلة, لأن شغفه قد تزايد بالأصوات والحركة.
ومتى وضعت الأم طفلها في مكان تستطيع منه ملاحظته , فإنها ستجد وقتا تتحدث إليه فيه أثناء عملها في البيت, وستسعد بالاستماع إلى استجاباته التي يمكنه أن يقدمها الآن, لأن الطفل في هذه السن تبدأ لديه القدرة على إخراج أصوات كثيرة مختلفة, فضلا عن محاولات, لتقليد صوت أمه. وبغير تشجيع الأم, لن يقوم الطفل وحده بهذه المحاولات التي هي البداية الحقيقية لعملية النطق.

كتاب للطفل وعمره سنه
ويتصور الكثيرون أن الطفل ليس في حاجة إلى الكتب إلا بعد دخوله المدرسة وتعلمه القراءة, وهذا تصور خاطئ أشد الخطأ, فالأطفال الذين نتركهم بغير كتاب حتى سن المدرسة, سيواجهون صعوبات كثيرة في علاقاتهم بالكتب, وتكون النتيجة أن نجد شبابا لا يحبون القراءة ولا الكتب.

التناول باليد
وخلال العام الأول من عمر الطفل, يبدو على معظم الأطفال اهتمام عابر بالكتب, وينظرون إليها نظرتهم إلى غيرها من الأشياء التي تجذب اهتمامهم. وهم يفرحون بالمجلات والجرائد القديمة, لأنهم يمزقون أوراقها. مما يثير اهتمام الطفل, أن ينزع ورقة من مجلة, ويصغى إلى صوتها وهي تتمزق, ويثير اهتمامه تغيير شكلها عندما يضعها في فمه, أو يسمع صوت الورق وهو يخشخش. وفي خلال هذا النشاط, قد تجذب انتباهه صورة براقة الألوان التي يمزقها فيمنحها شيئا من اهتمامه.
إن ما يثير الطفل في هذه السن, هو الملمس الخاص للورقة, وهو ملمس يمكن تمييزه عن غيره كذلك صفات الورق الخاصة, من حيث أنه يمكن تمزيقه وتكميشه وتناوله بالأيدي.

كتب بداية العام الثاني
وإذا كان الطفل, قبل أن يبلغ العام الأول من عمره, لا يستطيع أن يتعرف على صور الأشياء البسيطة المألوفة, فإنه عندما يبلغ العام الأول من عمره من الممكن أن يصبح مستعدا للتطلع في الكتب, والاستماع إلى أحد الكبار وهو يتحدث إليه عن الصور, كما يعتاد سماع الكلمات التي يستخدمها من يحدثه عن صور الكتب.
ويتعلق الطفل عادة بكتاب مصنوع من قماش أو ورق مقوي, لكي يتحمل الكتاب ما يوجهه إليه الطفل في هذه السن من ضرب ولكم. ومتى أحب الطفل الكتاب, فإنه سيحمله بين يديه, ويتجول به في البيت كما يفعل باللعب التي يحبها.

الحديث عن الصور
ويتذوق الطفل أي صوت مناسب تحدثه أمه وهي تتحدث له عن الصور, كأن تقلد أصوات الحيوانات. وسوف يحاول أن يقلد صوت أمه بحماس.
ويجب أن نحدث الطفل عن الصور في كلمات بسيطة وعبارات مختصرة, مع تجنب أن نتحدث مع الطفل بطريقة نطق الأطفال الصغار للكلمات , وذلك حتى يعتاد الطفل على سماع النطق الصحيح للكلمات, ذلك أن الطفل يتكون لديه محصول لغوي سمعي يفهمه حتى إذا لم يكن قادرا بعد على الكلام.
ومن أكثر الأشياء ضرورة بالنسبة للطفل, أن نتحدث معه في كل مناسبة ممكنة: عند الاغتسال أو الطهي أو غسيل الأشياء أو الشراء من السوق .. في السيارة العامة أو في عيادة الطبيب.. في وقت الطعام أو قبل النوم, فإن الحصيلة اللغوية التي يعتاد الطفل سماعها قبل أن يبلغ الثانية من عمره, هي التي ستمكنه أن ينطلق في الكلام في الشهور الأولى بعد بلوغه سن الثانية.

مسئولية الكبار
إن رغبة الطفل الملحة في الاتصال, تبدأ منذ الميلاد. والبالغون الذين حوله هم وسيلته لهذا الاتصال. والسبيل الوحيد لتنمية الحصيلة اللغوية للطفل, ولتنمية تفكيره الحي الخلاق ولتوسيع قدرته على الفهم اللازم لنمو كل نواحيه الوجدانية والعقلية, إنما يعتمد فقط على تعاون الكبار مع الطفل واشتراكهم معه في لعبة وأحاديثه, والاستمتاع معه بكتبه.

 إعداد:

  • أ . يعقوب الشاروني - أستاذ زائر "أدب الأطفال" بقسم الدراسات العليا - بكلية رياض الأطفال بالإسكندرية - والمشرف على باب الطفل بصحيفة الأهرام ومجلة نصف الدنيا - والرئيس السابق للمركز القومي لثقافة الطفل.
  • Currently 251/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
85 تصويتات / 3779 مشاهدة
نشرت فى 26 يوليو 2009 بواسطة byotna

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,362,069

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك