وكثيرا ما يشكو الآباء والأمهات من تهرب أبنائهم من المسئولية, ويتشدد البعض الآخر فيريد أن تكون حياة الطفل كلها أعمال وواجبات, بينما يرى البعض الآخر أن سن الطفولة هي سن اللعب واللهو وخلو البال, وأن في المستقبل مجالا واسعا لمواجهة المسئوليات والصعوبات.
والواقع أن الشخص الذي يتهرب من تحمل المسئولية, والذي لا يشارك في الأعمال التي يجب أن يساهم فيها, هذا الشخص لن يعتمد عليه أحد, ولن يحبه أحد.
اللعب والمسئولية
وتنمية الشعور بالمسئولية عن الغير, يجب أن يبدأ مع سنوات الطفل الأولى, لكن يجب أن يتم هذا بأسلوب أقرب إلى اللعب منه إلى العمل المنظم الجاد, حتى لا يثير نفور الطفل أو ملله.
فيمكن مثلا إثارة رغبة الأطفال في المشاركة بقدر معقول في بعض الأعمال اليومية وهذا القدر المعقول لابد أن يتناسب مع عمر الطفل وقدراته وإمكانياته, فكما أنه من غير الصواب أن نترك الطفل بدون تحمل أية مسئوليات, كذلك ليس سليما تحميل الطفل مسئوليات أكبر من طاقته.
عند بلوغ سنتين
إن الطفلة التي أكملت العامين من عمرها تستطيع أن تساعد أمها في عملية تنظيف وكنس البيت. والطفل في هذه السن يسعد عندما يساعد في أعمال المنزل, كما يسعد عندما نتحدث إليه عنها. وعن طريق تشجيع الطفل لكي " يساعد" في أعمال المنزل, حتى لو كانت كلمة "يساعد" غير دقيقة, فإننا نضع نموذجا سيسير عليه الطفل في سنوات حياته المستقبلة, عندما يتعلم منذ الصغر تقبل العمل كجزء من الحياة اليومية. كذلك يجب أن نختار للأطفال أعمالاً يحبونها, وأن نمدح كل ما يقومون به, حتى لو لم يكن العمل الذي يقومون به متقناً أو دقيقاً , فهو قبل كل شئ, نوع من " اللعب".
وإذا تركنا الأطفال يحاولون غسيل بعض قطع الملابس الصغيرة , فإن هذا يشعرهم بسعادة تقليد الكبار, ومتعة اللعب بالماء والصابون, كما أنه يمهد للمشاركة مدى الحياة في كل ما يطلبه المجتمع حولهم من أعمال.
إعداد:
- أ . يعقوب الشاروني - أستاذ زائر "أدب الأطفال" بقسم الدراسات العليا - بكلية رياض الأطفال بالإسكندرية - والمشرف على باب الطفل بصحيفة الأهرام ومجلة نصف الدنيا - والرئيس السابق للمركز القومي لثقافة الطفل.