إن الاهتمام بصحة الفم والأسنان لدى الأطفال يجب أن يكون من أولويات الآباء والأمهات على السواء. ذلك لأن نقص المعلومات أو الحصول على معلومات خاطئة مكتسبة من خبرات الآخرين قد يعرض الطفل لمشاكل عديدة في الفم والأسنان وما يصاحب ذلك من علاجات طويلة وباهظة التكاليف.

 زيارة الطفل لطبيب الأسنان
إن أول زيارة لطبيب الأسنان يجب أن تكون مبكرة بقدر الإمكان عند ظهور أول سنة في الفم؛ وذلك للاستماع لنصائح الطبيب المختص، وأيضًا كي يتعود الطفل على زيارة عيادة الأسنان ورؤية آلات الكشف. ويجب تنظيم زيارات منتظمة بالتنسيق مع الطبيب، وخلال تلك الزيارات يجب أن يشاهد الطفل علاجات الأسنان على أطفال آخرين؛ حتى يكتسب الثقة.
لا يجب الانتظار حتى حدوث آلام لزيارة طبيب الأسنان، كذلك يجب عدم إخبار الطفل بأن علاج الأسنان لن يسبب آلامًا في محاولة للتخفيف من خوف الطفل؛ لأن ذلك يؤدي إلى نتائج عكسية.

هل تسبب عملية التسنين ارتفاع درجة حرارة الطفل؟
لا شك أن الطفل يكون عصبيًا جدًا وقلقًا وفي ضجر متواصل وفاقدًا للشهية، وكذلك تكون هناك زيادة في معدل إفراز اللعاب أثناء عملية التسنين، ولكن إذا حدث ارتفاع في درجة حرارة الطفل، وحدث قيء أو إسهال، فإنه يجب مراجعة طبيب الأطفال؛ حيث إن تلك الأعراض يكون لها سبب آخر. وننصح الأم بتدليك لثة الطفل بأصبعها، وكذلك باستخدام المراهم الملطفة؛ لتقليل الألم والمتاعب أثناء تلك المرحلة.

 العناية بالأسنان اللبنية
إن عدم العناية بالأسنان اللبنية يؤدي إلى تسوسها وحدوث آلام؛ مما يتسبب في مشاكل أثناء المضغ، ويجعل الطفل يعزف عن الطعام، ويتسبب ذلك في سوء تغذية الطفل والتأثير على الصحة العامة. كذلك يتسبب تسوس الأسنان اللبنية في تشويه صورة الطفل أمام باقي الأطفال مما يتسبب في مشاكل نفسية لدى الطفل في مرحلة سنية مبكرة.

إن حدوث مشاكل متقدمة بالأسنان اللبنية يعني زيارات متكررة لطبيب الأسنان وما يتبعه من علاجات مؤلمة تزيد من خوف الطفل، وتجعله يتهرب من زيارة عيادة الأسنان.

إن وجود الأسنان اللبنية يحافظ على الفراغات اللازمة لظهور الأسنان الدائمة في وضع منتظم، وفي حالة خلع تلك الأسنان قبل موعد تبديله يحدث ظهور سريع للأسنان الدائمة، ولكن في وضع غير منتظم يؤدي إلى إعوجاج الأسنان الدائمة وما يتبعه من مشاكل عديدة في وظائف الفم الحيوية.

متى يجب أن تظهر الأسنان في فم الطفل؟
إن أول ظهور للأسنان اللبنية يحدث في سن 6 أشهر بعد الولادة، ويتم اكتمال ظهور تلك الأسنان، وعددها 10 أسنان في كل فك، بعد حوالي سنتين من الولادة. وبصفة عامة يتم ظهور تلك الأسنان من الأمام إلى الخلف على التوالي. ويحدث ظهور الأسنان السفلية قبل العلوية بحوالي 2 – 6 أشهر. ويجب التأكيد على أن حدوث تشوهات أو نقص في عدد الأسنان اللبنية لا يعني بالضرورة حدوث مشاكل في الأسنان الدائمة. كذلك يمكن أن يحدث تأخير في ظهور الأسنان اللبنية، ويكون ذلك في حدود سنة عن الوقت المحدد للظهور الكامل لتلك الأسنان.

ويحدث أول ظهور للأسنان الدائمة حينما يبلغ الطفل 6 سنوات، ويكون ذلك بظهور أول الضروس خلف كل الأسنان اللبنية، بمعنى أن ظهور الضروس الدائمة يحدث بدون إزالة أي من الأسنان اللبنية. ويتم بعد ذلك ظهور باقي الأسنان الدائمة تباعًا محل الأسنان اللبنية، حتى يكتمل ظهورها حينما يبلغ الطفل الثانية عشرة. وقد يحتاج الطفل في تلك المرحلة لعمل أشعة البانوراما لمتابعة عملية الإحلال والتبديل.
 
 حك الطفل لأسنانه أثناء الليل
قد يحدث أن يطحن الطفل أسنانه أثناء مرحلة تبديل الأسنان اللبنية، ويكون ذلك أثناء الليل، لدرجة أن يصدر عن ذلك صوت حاد. ويجب على الوالدين ألا ينزعجوا؛ لأن هذا الطحن يعتبر عملية فسيولوجية الغرض منها هو إحداث ضغط على جذور الأسنان اللبنية مما يسبب تآكل تلك الجذور وتسهيل ظهور الأسنان الدائمة.

ماذا لو لم يتم إحلال الأسنان اللبنية في وقت ظهور الأسنان الدائمة؟
قد يحدث تأخير في إحلال الأسنان اللبنية؛ مما يتسبب في تأخر ظهور الأسنان الدائمة أو ظهورها بجانب الأسنان اللبنية في وضع غير منتظم، وفي تلك الحالة إذا لم يستطع الطفل تحريك السنة لإزالتها بسهولة، فإنه يجب مراجعة طبيب الأسنان لإزالتها.

الظواهر الطبيعية التي تحدث أثناء تبديل الأسنان اللبنية
قد يحدث أن يلاحظ الآباء ظواهر عديدة أثناء عملية التبديل تؤدي إلى انزعاجهم في الوقت الذي تكون فيه تلك الظواهر أمورًا طبيعية. فعلى سبيل المثال ظهور الأسنان الدائمة الأمامية في الفك السفلي خلف الأسنان اللبنية تجاه اللسان، وهذا أمر طبيعي، فسرعان ما تأخذ الأسنان الدائمة وضعها بعد إزالة الأسنان اللبنية الأمامية، كذلك ظهور فراغات بين الأسنان الأمامية الدائمة في الفك العلوي في الفترة من 7 – 12 سنة، والتي يكون شكلها غير مُرضٍ، ومع ذلك فإن تلك الحالة سرعان ما تختفي عند ظهور الأنياب الدائمة في الفك العلوي..

 استخدام فرشاة الأسنان في تنظيف فم الطفل
إن استخدام فرشاة الأسنان للعناية بنظافة فم الطفل يجب أن يبدأ مبكرًا، وذلك بأن تقوم الأم بتنظيف فم الطفل بنفسها بعد كل وجبة، وحينما يبلغ الطفل السن التي تمكنه من عمل ذلك يجب على الأم أن تعلم الطفل كيفية استخدام الفرشاة، وذلك بعد مراجعة طبيب الأسنان.

 استخدام الخيط الطبي في تنظيف أسنان الطفل
إن استخدام الخيط الطبي في المراحل السنية المبكرة لا يفضل؛ وذلك لعدم الحاجة له؛ لوجود فراغات بين الأسنان. والتي يسهل تنظيفها باستخدام الفرشاة. كذلك فإن استخدام الخيط الطبي يحتاج إلى مهارة وحسن استخدام؛ مما يترتب عليه هروب الطفل من تنظيف أسنانه لإحساسه بالملل.

 استخدام الفلوريد
إن أثر استخدام الفلوريد في مكافحة تسوس الأسنان ليس بالجديد، ولذلك ينصح باستخدام معاجين الأسنان وغسول الفم التي تحتوي على مادة الفلوريد. ولكن يجب أن نؤكد على أن استخدام معجون الأسنان الذي يحتوي على مادة الفلوريد يجب أن يكون بحذر مع الأطفال؛ حيث إن الطفل قد يقوم ببلع المعجون؛ لما له من طعم مقبول. وهذا قد يؤدي إلى زيادة نسبة تركيز الفلوريد بالجسم أثناء تكوين الأسنان الدائمة، والذي له أثر سلبي على تكوين تلك الأسنان في صورة تشوهات وضعف في أنسجة الأسنان الدائمة. ولهذا ينصح في تلك الحالات بعدم استخدام تلك المعاجين واستبدالها بأقراص الفلوريد بعد حساب الجرعة عن طريق الطبيب المتخصص أو استعمال الفلوريد داخل عيادة الأسنان في عدة زيارات.

إعداد:

  • د. عماد أحمد محمد عوض - مدرس بكلية طب الأسنان، جامعة الإسكندرية – مصر
  • Currently 296/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
96 تصويتات / 5218 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,841,851

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك