تتعرض الحامل خلال فترة الحمل ، وهي فترة طويلة من الزمن تبلغ تسعة أشهر، لتحولات وتبدلات هورمونية في الدم يظهر تأثيرها عادة بشكل اضطرابات نفسية وعصبية وصحية .
وتكون هذه الاضطرابات خفيفة أحيانا، وعنيفة أحيانا أخرى إلى درجة قصوى . والحامل التي تدرك ماذا يجري عندها من تبدلات . وتعرف منشأها وسببها، تتدبر نفسها أحسن كثيرا من التي تجهلها وتتوهمها مرضا خطيرا .
ولا شك أن معرفة هذه الأمور ستشجعها على تحمل تضحيات الحمل في سبيل الأمومة المقبلة، وستجعلها أكثر استعدادا لمجابهة آلام الوضع وانزعاجاته .
ولكن معرفة هذه الأمور لا تتم إلا بالعناية الطبية والنفسية التي يرعاها بها الطبيب، خلال فترة الحمل . وهي تشمل، إلى جانب الفحوص الطبية الدورية الشاملة، الشروحات المفيدة والمسهلة عن أسباب ظهور عوارض الحمل وكيفية مداولاتها .
وعلى الطبيب أن يطمئن المرآة الحامل بأن هذه العوارض ليست مرضية، وإنما هي طبيعية . كما عليه أن يعلمها بأهم الخطوات الوقائية التي يجب أن تتخذها في ما يتعلق بصحتها ونظام عيشها ومسلكها اليومي، لكي تصل إلى ساعة الوضع عن طريق الأمان النفسي الكامل وصفاء الذهن والفكر .