تتغذي الأسماك في بيئاتها الأصلية علي أغذية بالغة التنوع و غالبا يتأثر توفير غذائها بالتغيرات الموسمية و بالتالي لا تعد تغذية الأسماك في الحوض أمرا صعبا حيث تتوفر الآن أنواع مختلفة من الأغذية الجاهزة المحتوية علي كل العناصر الغذائية اللازمة لحفظ الأسماك في صحة جيدة و ينبغي قصر الغذاء المقدم للسمك علي كميات صغيرة نسبيا ليتسنى استهلاكها خلال دقائق من وضعها في الحوض و من أكثر الأخطاء شيوعا للهواة المبتدئين في تربية أسماك الزينة زيادة كمية الغذاء بالحوض لأن الكمية الزائدة من الغذاء في الحوض تسبب تلوث الحوض و تؤدي إلي الضرر بالأسماك.
المكونات الأساسية لغذاء الأسماك:
توجد مكونات أساسية في أغذية الأسماك لابد أن تتوفر علي حسب احتياجات و أنواع الأسماك و ظروف التربية و هذه المكونات هي:
1.البروتينات:
و هي الوحدة البنائية الأساسية للجسم حيث تتكون البروتينات من وحدات تسمي أحماض الأمنية ترتبط مع بعضها بروابط تسمي الروابط الببتيدية هي التي تكون البروتين و يعتبر هو أغلي مكون في العليقة المقدمة للأسماك فلابد أن تكون نسبة البروتين في العليقة متزنة لأنه إذا قل البروتين سوف يتجه السمك لأخذ احتياجاته من البروتين المخزون بالجسم و بالتالي يقل نمو السمك و ‘ذا زادت نسبة البروتين في العليقة فهذا إهدار للبروتين و تصبح العليقة غالية الثمن بإضافة إلي زيادة تركيز المركبات النيتروجينية في الماء و هي تكون سامة للأسماك مثل الأمونيا و النيتريت.
2. الدهون:
و هي المصدر الرئيسي للطاقة في العلائق و تعمل فعل توفير للبروتين و يفضل إضافة الزيوت في علائق الأسماك عن الدهون لأن الزيوت عبارة عن أحماض دهنية غير مشبعة و سهلة الهضم لأن درجة انصهارها منخفضة ، أما الدهون تكون درجة انصهارها عالية فتعمل كتلة صلبة في المعدة و توقف الإنزيمات الهضمية و لا يتم هضم الغذاء و يمكن أن يموت السمك لذلك يفضل إضافة الزيوت التي تحتوي علي بعض الأحماض الدهنية التي لا يمكن تخليقها داخل الجسم و تسمي بالأحماض الدهنية الأساسية و تكون سهلة الهضم.
3.الكربوهيدرات:
و هي المصدر الرخيص للطاقة في علائق الأسماك ،و الكربوهيدرات مواد معقدة التركيب و يتوقف هذا التعقيد علي الوحدات البنائية الأساسية و هو سكر الجلوكوز السكر الأحادي و هناك مواد نشوية أخري إما ثنائية أو ثلاثية أو عديدة التسكر ووجد أن معظم الأسماك تفضل السكريات العديدة مثل النشا و تستفيد منها أكثر من السكريات الأحادية و يوجد سكريات أخري صعبة الهضم مثل السليلوز و ذلك لضعف النظام الإنزيمي الذي يهضم الكربوهيدرات بطريقة جيدة و عدم استفادة بعض الأسماك من السكريات الأحادية ( الجلوكوز) لأن بعض الأسماك مريضة بمرض السكر و إفراز هرمون الأنسولين فيها يكون منخفضا و نجد أنه إذا زادت نسبة الكربوهيدرات في العليقة تتحول الزيادة إلي دهون تخزن بالجسم تستخدمها عند الاحتياج إليها.
4.الفيتامينات:
و هي مركبات عضوية تضاف للطعام بكميات قليلة و لكنها مهمة جدا في كل العمليات و التفاعلات الفسيولوجية داخل الجسم و الفيتامينات إما ذائبة في الدهون أو ذائبة في الماء و لابد من توفرها في غذاء الأسماك حتى لا تصاب بكثير من الأمراض عند نقصها.
5.الأملاح المعدنية:
نجد أن بعض الأملاح المعدنية تدخل في تخليق العديد من التفاعلات الكيمائية داخل الجسم مثل الفيتامينات كعوامل مساعدة و بعضها يدخل في تخليق العديد من المركبات الحيوية و لها دور هناك في عملية الضغط الأسموزي بين جسم السمكة و الماء الذي تعيش فيه و يمكن أن تأخذ الأسماك احتياجاتها من الأملاح المعدنية من الوسط الذي تعيش فيه و لكن بعض الأملاح المعدنية تكون غير موجودة بالماء أو الذائب منه يكون منخفضا فلابد من إضافتها للعلائق حتى لا تصاب بالأمراض.
علائق الأسماك:
يتوفر في محلات بيع أسماك الزينة أنواع كثيرة من علائق الأسماك يمكن تقسيمها إلي الأتي:
الأغذية الجافة:
يمكن شراء العليقة المصنوعة من مواد حيوانية بالإضافة إلي الفيتامينات و الأملاح المعدنية من محلات بيع أسماك الزينة و العلائق الجافة تباع معبأة علي أشكال مختلفة و تحتوي الأنواع الجيدة منها علي عناصر كثيرة أهمها مسحوق البقسماط – مسحوق صفار البيض المجفف و مسحوق الصدف اللبن منزوع الدسم – بطارخ جافة – جمبري أو كابوريا مسلوقة أو جافة – بعض الفيتامينات و مسحوق الخضروات المجففة و كبد الأسماك المجففة و يعطي هذا الغذاء الجاف للأسماك علي مدار العام خاصة فصل الشتاء حيث تقل إمكانية العثور علي الغذاء الحي و هذه العليقة تفي بالاحتياجات الأساسية للأسماك ماعدا التي تتغذي علي أغذية حية فقط.
تباع العلائق علي أحد الأشكال التالية:
• الناعمة و الخشنة:
و هي خفيفة الوزن تطفو فوق سطح لماء ثم تهبط إلي القاع ببطء و هذه نوعية مناسبة للأسماك التي تتغذي سطحيا و تستخدم العليقة الناعمة للأسماك الصغيرة و الخشنة للأسماك الأكبر حجما.
• الأغذية الغاطسة:
تهبط إلى القاع سريعا و هي مناسبة للأسماك القاعية التي تفضل التغذية علي القاع.
• الحبيبات:
و هي مناسبة للأسماك شرهة التغذية و عادة ما تكون غنية بالفيتامينات و الخضروات و منها حبيبات تطفو علي سطح الماء للأسماك سطحية التغذية و حبيبات عائمة تظل معلقة في المنطقة الوسطي من المياه لفترة ، و هي مناسبة للأسماك التي تعيش في الطبقة الوسطي من المياه ، و حبيبات تهبط سريعا إلي القاع و هي مناسبة للأسماك القاعية ، كما تختلف أقطار الحبيبات صغيرة الحجم للأسماك الصغيرة و الحبيبات متوسطة أو كبيرة الحجم للأسماك المناسبة لها و الجدير بالذكر أن التغذية الجافة تفسد في حالة تخزينها في مكان رطب ، و يفضل عدم استخدام العليقة الجافة من عبوة مفتوحة لفترة أكثر من شهرين.
الأغذية الخضراء:
كثير من الأسماك تقبل علي الخضر و خاصة الأسماك نباتية التغذية و يمكن شراء الأغذية الخضراء مجففة أو يمكن تقديمها طازجة للأسماك و أهم الخضراوات المستخدمة في تغذية أسماك الزينة هي السبانخ و الخس خاصة الجزء الأبيض و الكرنب الكبير حيث يتم طبخه لمدة 5 دقائق قبل تقديمه للأسماك.
البطاطا حيث تقطع إلي أجزاء صغيرة أو تبشر.
و الجدير بالذكر أن الأغذية الخضراء تسبب تلوث البيئة عند تخمرها في المياه لذا يجب التخلص من مخلفاتها في آخر اليوم الذي تقدم فيه للأسماك.
الأغذية الحيوانية:
و هي تشمل علي الأغذية الحية أو المجمدة الحيوانية حيث لا يوجد فرق كبير في القيمة الغذائية بينهما ، و لكن بعض أنواع الأسماك لا تقبل علي الأغذية المجمدة.
الأغذية المجمدة:
عبارة عن شرائح من اللحم أو السمك تباع علي شكل قوالب مثل الشيكولاتة و يتم حفظها داخل الثلاجة و الفريزر و عند الاستخدام يقطع جزء صغير و يصب عليه قليل من الماء الدافئ و يوضع في الحوض و توضع علي السطح المياه حتى تتفكك و تقبل عليها الأسماك ، و يفضل استخدام هذا النوع من الأغذية مع الأغذية الخضراء.
الأغذية الحية:
يوجد كثير من الأغذية الحية التي تقبل عليها الأسماك بشراهة و تتميز باحتوائها علي نسبة عالية من البروتينات و الدهون و من أهمها:
1. الحيوانات القشرية و تشمل:
(أ) حيوان الأرتيميا:
الأرتيميا هي أحد الأغذية الحية التي تستخدم كغذاء أولي ليرقات الأسماك حديثة الفقس كما تستخدم كغذاء للأسماك الكبيرة لزيادة خصوبتها و إظهار جمال ألوانها و هي من الأغذية الغنية بالبروتين حيث تحتوي اليرقات علي 45 % من وزنها الحاف بروتين حيواني علي الأحماض الأمينية الأساسية ، تنتمي الأرتيميا إلي طائفة القشريات و تسمي أيضا جمبري الملاحات ، تعيش في المياه عالية الملوحة أي من ثلاث أضعاف إلي خمسة أضعاف ملوحة ماء البحر و يبلغ طول الحيوان الكامل حوالي 15مم و عمرة لا يتعدي ستة شهور ، يتكاثر في الظروف المناسبة و لكن في الظروف غير المناسبة فأن الحيوان يتحوصل داخل حوصلة علي هيئة بيضة بها جدار سميك من مادة الكيتين التي تحمي اليرقة بداخلها من الظروف غير المناسبة لا يصلح بيض الأرتيميا لتغذية الأسماك مباشرة لوجود الجدار الكيتيني السميك غير القابل للهضم.
و يمكن تخزين بيض الجمبري ( الحويصلات ) لعدة سنوات و يمكن أن تفقس في حالة توافر الظروف المناسبة للفقس حيث تخرج اليرقات و تبدأ في النمو لتصل إلي النضج الجنسي خلال أسبوعين حيث تضع الأنثى يرقات طولها نصف ملليمتر بمعدل 20 يرقة يوميا ، يرقات الأرتيميا هي الغذاء المفضل للأسماك و بخاصة ليرقات الأسماك حديثة الفقس بعد استهلاكها كيس المح.
ملاحظات:
- يرقات الأرتيميا لا تعيش في الماء العذب ( ماء الصنبور) لأكثر من ساعات قليلة لذلك يجب ألا يقدم منها لأسماك الزينة أكثر من احتياجاتها.
- يراعي عدم استخدام المحلول الملحي مرة ثانية في التفريخ.
- يرقات الأرتيميا حديثة الفقس حتى 6 ساعات من الفقس تكون غنية بالمواد الغذائية أكثر من الأطوار الأخرى من اليرقات لذا يفضل استخدام اليرقات خلال 6 ساعات من الفقس في تغذية الأسماك.
(ب) براغيث الماء ( الدافينا):
هي حيوانات تعيش في مجموعات بالبرك و المستنقعات لونها أحمر و هذا الحيوان يتغذي علي الطحالب الدقيقة و يمكن جمعه في شباك من القماش النايلون ذات ثقوب ضيقة و يفضل أن يكون الماء الذي توضع فيه براغيث المياه قلويا أو يميل إلي القلوية و درجة حرارته تكون بين 15 – 20 ْم و يكفي لغذائها وضع بعض أوراق الأشجار العطنة مع قليل من الدم أو اللحم الطازج مع عدم تلوث المياه ثم تغذي به الأسماك و نجد أن الأسماك تتغذي علي برغوث الماء بشراهة.
(ج) السيكلوب:
و يوجد في المياه العذبة و يتغذي علي حيوانات دقيقة جدا و بقايا نباتات متحللة و هو يعوم في وضع رأسي و يكون الظهر في المقدمة و تتغذي عليه الأسماك أيضا بشراهة.
(د) الديابتومس:
و هو حيوان يعيش في المياه الراكدة و المستنقعات و تحمل الأنثى كيسا واحدا للبيض و يعوم بالماء بطريقة القفز و ذلك لأن أقدامه الخلفية أطول من الأقدام الأمامية و هو غذاء جيد للأسماك.
(هـ) الاوستراكودا:
و يوجد منه أنواع كثيرة منه ما يعيش في البحار و آخر يعيش في المياه العذبة و الأنهار و هو نوع سريع اللتوالد بكثرة و هو غذاء مفضل للأسماك.
(و) الكيروكيفالس:
و يوجد في المياه العذبة و جسمه طويل و لونه إما أحمر أو أخضر ، وهي حيوانات سريعة التقدم و النشاط و التوالد و تتغذي عليه الأسماك بشراهة.
(ز) الكلادوسيرا:
و يوجد في المياه العذبة و في النيل و الترع بمصر و جسم هذا الحيوان محفوظ داخل غطاء صدفي ذو جانبين و لكن الرأس خارج الصدف و له عين واحدة و هو غذاء جيد للأسماك.
2. الديدان:
يمكن الحصول علي الدود الحي من الترع و المصارف و يباع في محلات أسماك الزينة داخل الطمي و عند وضع الطمي في الظلام لمدة 24 ساعة تخرج الديدان علي السطح فيمكن الحصول عليها و نظرا لأن الديدان تعيش غالبا في بيئة ملوثة فيراعي عدم تغذية الأسماك عليها إلا بمرور 24 ساعة حتى تخرج الدودة ما في جوفها من فضلات ملوثة كما يجب غسل الدود جيدا قبل وضعه داخل الحوض و ذلك بوضعه في وعاء و إضافة كمية من المياه و تقليبه ثم تركه لفترة حتى ينزل الدود إلي القاع فيتم تصفية المياه من الوعاء و تكرار العملية عدة مرات حتى نحصل علي ماء التصفية نظيفا ، ويمكن الاحتفاظ به في إناء واسع و إضافة الماء بارتفاع 1 سم حيث يتنفس الدود الهواء الجوي و يفضل إضافة قليل من ( تفل الشاي ) إلي الوعاء مع تغيير المياه مرة كل 4 – 6 ساعات و يتم تقديم الدود حيا للأسماك بوضعه في ( الدوادة ) حتى يخرج الدود من الفتحات و تلتقطه الأسماك كما يمكن تقطيعه إلي قطع و تقديمها للأسماك الصغيرة.
أنواع الديدان:
- (أ) دودة الأرض تجمع من الأرض الزراعية في الأرض الرطبة.
- (ب) ديدان تجمع من المياه العذبة بالبرك و المستنقعات و أهمها ديدان تيوبيفكس.
- (ت) الديدان الحمراء و هي غذاء حي يتوفر علي مستوي تجاري و توجد في البرك و المستنقعات.
يرقات الحشرات:
- يرقة الهاموش (دود الطين): و هي تعيش في الطين أو المستنقعات و لونها أحمر لوجود الهيموجلوبين في دمها و تتنفس الأكسجين و يمكن حفظها حية لمدة طويلة بحفظها بالثلاجة بع لفها في ورق جرائد مبلل و يقدم منها للأسماك.
- يرقة دودة الدقيق: و هي توجد في الدقيق و تعطي لأسماك الزينة التي لها فك قوي نظرا لأنها يرقة ذات أجنحة جلدية و توجد في البرك و تتغذي عليها الأسماك بشراهة.
- يرقة ذبابة الفاكهة: و تسمي الدروسوفلا و هي توجد بكثرة بمزارع و يمكن صيدها بسهولة باستخدام شبكة جمع الفراشات و هي مفضل لكثير من الأسماك.
- نوجد أيضا أغذية تقدم لأسماك الزينة مثل صفار البيض المسلوق بعد بشره أو اللحم العجالي أو الكبد النيئ و كذلك الكابوريا و الجمبري بعد تقطيعهما جيدا مع عدم ترك غذاء زائد في الحوض أو إعطاء أنواع من البطارخ بكمية بسيطة و عندما يتغذي عليها السمك تعطي كميات أخري و هكذا حتى لا يتلوث الحوض.
قواعد التغذية:
الحكمة الذهبية في التغذية " أن الأسماك يمكن أن تموت من كثرة الأكل و لا تموت من قلته" و ذلك لأن كثرة الأكل تعني كثرة المخلفات التي نؤدي إلي تلوث الماء فتقتل الأسماك ، كما أنها تصاب بالتخمة فتموت من كثرة الأكل.
و للحفاظ علي الأسماك في الحوض يجب مراعاة القواعد التالية:
- تغذية الأسماك علي وجبات متنوعة و عدم الاعتماد علي نوع واحد من التغذية.
- التغذية بكميات صغيرة و علي فترات منتظمة علي أن يكون مرة في الصباح و أخري في المساء.
- توضع كميات التغذية بالقدر الذي يستهلك خلال 5 دقائق و يستثني من ذلك التغذية علي الخضراوات.
- .سرعة تنظيف الحوض من مخلفات الأكل قبل أن تتعفن.
- صيام الأسماك يوم في الأسبوع يفيد في عملية التخلص من الفضلات و يستثني من ذلك الزريعة حيث تحتاج إلي التغذية يوميا.
- الأسماك ليلية التغذية يوضع لها أغذية خاصة.
- يجب تثبيت مواعيد التغذية حيث تتعود الأسماك علي تلك المواعيد.
- عدم السماح للأطفال بوضع الغذاء للأسماك.
- عدم تقديم أغذية ليرقات الأسماك حديثة الفقس لا تتغذي خلال الفترة الأولي من حياتها لأنها تتغذي علي كيس المح ، و يفضل وضع 2 : 3 من القواقع داخل الحوض لتقوم بالتغذية علي المخلفات.
- يفضل غمس قليل من العليقة الجافة في الجليسرين و تقديمها للأسماك في موعد الوجبة الغذائية حتى لا تصاب بالتخمة و تكرر هذه العملية مرة كل شهر، علي ألا يتم استخدام هذا الأسلوب مع الأسماك الحاملة للبيض لأنه يؤدي إلي فساد البيض.