أغلب الثقافات تبنى قصصاً وروايات عن الحموات وذلك على أساس مفاهيم قديمة عنهن، وقد قامت السينما المصرية بإنتاج العديد من الأفلام عن علاقة الزوجة بوالدي زوجها، والعكس عن علاقة الزوج بوالدي زوجته وخاصةً الحماة.
ورغم أن علاقتك بحماتك يجب أن تكون علاقة جيدة إلا أنها مثل بقية العلاقات تمر أحياناً بفترات صعود وهبوط. مع بداية علاقتك بحماك وحماتك يمكن أن يعتبرونك دخيلة أصبح لها دور هام فى حياة شخص يخصهما هما وهو ابنهما، وبالتالي فمسألة الاندماج مع أسرة زوجك ستتطلب منك وقتاً وجهداً. لا تقلقي! ادخلي فى هذه العلاقة بشجاعة وبروح متفائلة وكم كبير من المرونة.
أثناء تعرفك على حماك وحماتك عن قرب غالباً ما ستحدث بعض الخلافات، وحل هذه الخلافات يتطلب التعاون من كل الأطراف، فقومى بالجزء المطلوب منك لأن هذه العلاقة واقعاً تريدين بالطبع الحفاظ عليه.، تذكرى أنه ليس بالضرورة أن يحدث اندماج كامل بينك وبين أسرة زوجك.

ثقافة جديدة عليك:
أعطى لنفسك الوقت لكى تتعرفى على ثقافة أسرة زوجك، فمفتاح السر هو تعاطفك معهم وفهمك لمشاعرهم، فأنت مثل السائح فى دولة غريبة وقد تكون هناك أفعال تقومين بها غير مقبولة لهم وأفعال أخرى تعجبهم، فاحرصي على أن تكون خطوتك الأولى سليمة باحترامك لحماك وحماتك ولتقاليدهما. فبزواجك من ابنهما قد أصبحت شخصاً محورياً فى الأسرة وقد اخترقت أسرتهما الأساسية لتكونى أسرتك أنت وأصبح دورهما هما دوراً ثانوياً.بعض المشاكل قد تظهر نتيجة التوقعات الغير واقعية، مسألة السيطرة، التحكم، أو الغيرة، لكن يجب التعامل مع هذه المشاكل بعناية ورفق خاصة مع الأجيال الأكبر لأن اتساع المسافة العمرية بين الأجيال غالباً ما سيؤدى إلى حدوث خلافات فى وجهات النظر فضعى ذلك فى اعتبارك منذ البداية لكى لا تصدمي بالواقع.

فريق واحد
أنت وزوجك فريق واحد، ولمصلحة هذا الفريق يجب أن يتعلم كل منكما أن يحترم رأى الآخر، فالاحترام هو مفتاح السر. إن الاحترام الموجود بينكما سينعكس على علاقتكما بالآخرين، سواء علاقتك بأسرته أو علاقة زوجك بأسرتك. قدما نفسيكما لأسرة كل منكما على أنكما كيان واحد، وهذا يستلزم وضع الحدود وإيضاحها ويكون هذا هو التصميم الذى يحدد علاقة كل منكما بحماه وحماته. من المهم أن تظهرى لمن حولك ما تعتبرينه خاص وما يمكن أن تشركى فيه الآخرين، ويجب أن تتفقى أنت وزوجك من بداية علاقتكما على كل هذه الأمور. هذه القواعد التى تضعونها سوياً ستساعدكما على تجنب محاولات التدخل من جانب الأهل فى مواضيع معينة بحجة المقولة الشائعة "نحن أكثر دراية بالمصلحة". ينصح بأنه إذا احتاج الأمر للتذكرة، اجعلى زوجك وليس أنت هو الذى يتعامل مع أبويه، والعكس بالنسبة لأسرتك أنت. إن مشاعر الحب بينك وبين زوجك ستساعدكما على التسامح والنسيان إذا حدث بينكما خلاف، ولكن الأمر يختلف بالنسبة للآباء فلن تكون لديهما نفس القدرة على التسامح والنسيان إذا علموا بمشاكلكم، لذلك فإن الخصوصية أثناء وجود خلاف بينكما هى عامل أساسى لتهدئة الأمور، أما تدخل الآخرين قد يؤثر تأثيراً سلبياً وقد يطيل الخلاف بينكما.

 
النقد والشكوى
حماك وحماتك جزء أساسى فى حياة زوجك فعندما تتحدثين معه لا تنتقديهما أو تعلقين تعليقات جارحة بخصوصهما. لا تحاولى السخرية منهما فهى إهانة لهما وقد يبدأ زوجك فعل نفس الشئ معك. عندما يبدأ زوجك فى فعل نفس الشئ معك لن يكون أمراً لطيفاً، فلا تبدئى فى إثارة هذه الأشياء. النقد يعتبر إهانة فلا تبررى لنفسك ذلك لأنك لو عكست الأمر فلن تقبليه وإذا حدث وأصبح نقد كل منكما لوالدى الآخر شيئاً مقبولاً، فغالباً ما سيسبب ذلك مشاكلاً فى المستقبل.
إذا قررت مناقشة أمر يضايقك مع زوجك بخصوص أسرته أو طريقة معاملتهم لك، يجب ألا تفعلى ذلك إلا بعد محاولات صادقة للتغلب على المشكلة بنفسك. لا تشكى من الأمور البسيطة، من الأفضل أن تأخذى الأمور ببساطة وتترفعى عن الأشياء الصغيرة لتتجنبى المشاكل. ناقشى فقط الأمور التى تستحق حقاً المواجهة على أن تضعى فى اعتبارك أن أسلوبك فى المناقشة له تأثير أيضاً. إذا كان لديك رأى إيجابى يساعد على تحسين العلاقات، قوليه بطريقة ذكية وغير مباشرة. إن استخدام الطرق الغير مباشرة بذكاء يكون أحياناً هو أفضل طريقة لعرض وجهة نظرك دون اللجوء لعنف المواجهات المباشرة.
لكن إذا حدث خلاف بينك وبين حماك أو حماتك وتصاعد الأمر إلى درجة كبيرة يجب أن يكون هناك نقطة تراجع وذلك أفضل بالنسبة للجميع. لا تقولى شيئاً أو تفعلى شيئاً قد تندمين عليه. أنت وزوجك يجب أن تتفقا على كلمة أو إشارة تراجع تستخدمونها عند اللزوم، فهى طريقة جيدة لتجنب تصاعد الأمور مهما كان ذلك الأمر يبعث على الغيظ، فكونى بالذكاء الكافى للانسحاب فى الوقت المناسب.

مواقف حرجة
أثناء وجود خلافات بين زوجك وأسرته، قد يعتبر رأيك تدخلاً. إذا كان زوجك يواجه مشاكلاً مع أسرته، أعطيه نصيحتك إذا طلبها فقط. مسائل المال والميراث أمور حرجة فتجنبى إبداء رأيك فيها وكل ما يمكن أن تفعليه هو أن تدليه على متخصص فى النواحى المالية أو الدينية.
لو حدث وشكا لك زوجك من والديه لا تضخمى الأمور له، وإذا أردت أن تعبرى له عن حل، افعلى ذلك بهدوء دون أن تجرحى أى طرف من الأطراف. لا تقومى تحت أى ظرف من الظروف بشحن زوجك ضد أسرته، هذا أسلوب غير بناء فى التعامل وبالطبع لن ترغبى فى ذلك إذا حدث وانعكس الوضع، كما أنك بالطبع ترغبين فى أن يتمتع زوجك بعلاقة مسالمة ومحترمة مع أبويه وهى نفس العلاقة التى تحبين أن تكون بينك وبين أولادك فى المستقبل.

اهتمامات مشتركة
أوجدى الوقت لتبادل الزيارات مع حماك وحماتك وحاولى أن تجعلى هذه الزيارات شخصية وغير رسمية. من الظريف أيضاً أن تنظمى نزهة أو رحلة للأسرة تتضمن حماك وحماتك، اختارى مكاناً يعجبهما. أحياناً أخرى يمكنكما أيضاً جمع أسرتيكما سوياً مما يعطيكم جميعاً الفرصة لفتح موضوعات مشتركة تتحدثون فيها.
لكن وأنت تحاولين مصادقة حماك وحماتك، احرصى على ألا تضايقيهما. على سبيل المثال لا تقولى نكتاً عن الحموات أمام حماتك، فتلك الأمور قد تضايقها مهما كانت مضحكة.

تحت سقف واحد
بشكل عام لا ينصح بالسكن مع أسرة الزوج أو الزوجة فالسكن بعيداً يعطى فرصة أكبر للخصوصية فى حياة الزوجين. لكن بالنسبة لبعض الأزواج يعتبر السكن مع الأهل أمراً واقعاً. تذكرى دائماً أنه فى يدك أنت أن تضخمى الأمور أو تبسطينها عند مواجهة مواقف معينة، فيجب أن يحاول كل منكم التنازل بعض الشئ من جانبه. إذا كنت أنت وحماتك على سبيل المثال تحبان الطهى، يمكنكما تقسيم الأسبوع بينكما لأنه مهما كانت نظرتك للأمر فكونكما تعيشان فى بيت واحد فهو إذن بيتكما أنتما الاثنين، فحاولا التنسيق بينكما. تقول د.حورية أن أفضل طريقة للحفاظ على علاقة جيدة ومسالمة هى أن تتسم توقعاتك بالواقعية، أن تعاملي الآخرين مثلما تحبين أن تعاملى أنت، أن تتحدثوا بصراحة عن حق كل منكم فى التمتع بخصوصيته، وأن تجعلوا لكل منكم مساحة من الحرية.

الأحفاد
كل شخص يعطى نصائحاً لغيره، فتقبلي نصائح حماك وحماتك فسيحدث ذلك حتماً. إن وجود الأحفاد يعطى فرصة للجدود لمنح خبراتهم. استمعى لنصائحهما باهتمام لأن سنوات الخبرة التى مروا بها قد تجعل ما يقولونه مفيداً. إذا كنت لا توافقين على النصيحة، احرصى على عدم إهانتهما وأظهرى لهما تقديرك لمساعدتهما لك مع التأكد من إظهار الحدود التى وضعتيها أنت وزوجك ولكن بطريقة لطيفة، محترمة، وحاسمة. يمكنك أن تفعلى ذلك بأن يتسم أسلوبك باللطف وليس بالشدة.
إذا لم يكن أطفالك يعاملون معاملة طيبة من قبل حماك وحماتك، ساعدى أطفالك على التكيف مع ذلك، لكن أكدى لهم دائماً أنكم أسرة واحدة. إذا كان أطفالك صغاراً وطلبوا منك النصيحة، لا تقولى لهم أبداً أن جديهما لا يحبانهما. اشرحى لأطفالك ببساطة كيف أن الناس كثيراً ما يختلفون وأن هذا الاختلاف قد يؤدى أحياناً إلى بعض البعد. لا تحاولى توصيل أية مشاعر سلبية تجاه حماك أو حماتك لأطفالك. إن أفضل طريقة هى أن تفتحي مع حماك وحماتك الموضوع بطريقة لطيفة.

علاقة زوجك بوالدته
إذا كان زوجك الابن الأكبر فى الأسرة، أو الابن الوحيد مع أخوات بنات، أو الابن الوحيد على الإطلاق، فى هذه الحالة غالباً ما تكون علاقته أقوى بوالديه خاصةً بأمه التى تعودت بمرور السنين أن تعتمد عليه وتدلله فى نفس الوقت. يجب أن تتعلمى التعامل معها لأن هناك احتمال لوجود شعور بالغيرة من جانبها. إذا أحبتك حماتك فستعتبرك ابنتها، حاولى وضع ذلك فى اعتبارك دائماً.

تذكرى دائماً أن علاقتك بوالدى زوجك علاقة هامة ترغبين بالطبع الحفاظ عليها والعمل من أجل بقائها، وضعى فى اعتبارك أنك ستحتاجين أحياناً للتنازل لكى تمر الأمور بسلام، فكونى ذكية، صبورة، ومحبة لهما.

المصدر: عالم الأم والطفل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 688 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,169,469

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك