عرف العلاج بالموسيقى منذ القدم ، حيثث استخدم الانسان البدائي الغناء والرقص كجزء من طقوسه لطرد الأرواح الشريرة التي كان يعتقد بأنها وراء إصابته بالعديد من الأمراض , كما أن كهنة معبد أبيدوس أكبر مراكز الطب في مصر الفرعونية كانوا يعالجون الأمراض بالترتيل المنغم ، وجاء أفلاطون ليؤكد في الكتاب الرابع من الجمهورية أن الوصول للصحة يتحقق عن طريق الموسيقى والجمباز, وهناك بردية قديمة تشير إلى أن هناك قديساً يدعى أبو طربو كان يعالج مرضى الصرع في العصر القبطي عن طريق ترتيل المزامير."7"
كما أن الفيلسوف والرياضي «فيثاغورث» بدأ منذ العام 2500 سنة تعليم تلاميذه ان الأصوات تساعد على العمل والاسترخاء والنوم والصحو بعافية . "8"
وفى عصور الحضارة العربية عرف أيضاً هذا النوع من التداوى ، حيث قسم (إخوان الصفا) الألحان إلى : " روحية مؤثرة ، مثل تجويد القرآن والأناشيد الدينية ، وأخرى حربية وحماسية ، وألحان جنائزية ، وألحان داعية للعمل ، مثل أغاني صيادي الأسماك ، والحمالين، والبنائين ، أو ألحان المناسبات مثل الأفراح وغيرها، وهناك الألحان الحدائية التي تستعمل في توجيه الحيوانات ، مثل غناء الحداء في قافلة الجمال " .وفي موقع آخر يقول (إخوان الصفا) : " … إن لكل طبيعة نغمة تشاكلها ، ولحن يلائمها ، كل ذلك بحسب تغييرات أمزجة الأخلاق واختلاف طباع وتركيب الأبدان في الأماكن والأزمان … ولذلك فإنهم – والكلام لإخوان الصفا – استخرجوا لحناً يستعملونه في المارستانات وقت الأسحار يخفف من ألم الأسقام عن الأمراض ، ويكسر سورتها ، ويشفي كثيراً من الأمراض والإعلال " .
وجاء في العقد الفريد عن علاقة الموسيقى بالطب قول ابن عبد ربه : " زعم أهل الطب أن الصوت الحسن يسري في الجسم ويجري في العروق ، فيصفو الدم ويرتاح له القلب ، وتهش له النفس ، وتهتز الجوارح وتخف الحركات " . "9"
وفى العصر الحديث ، يعود تاريخ استخدام الموسيقى كأسلوب علاجى إلى عام 1896 ، حيث بدأ في الولايات المتحدة الاهتمام الطبي الحديث بالتأثير الإيجابي للموسيقى وكونه يزيد من تدفق الدم ويساعد على الصفاء العقلي ، ويمكن اعتماد هذا التاريخ كبداية لانتباه الطب الحديث للعلاج بالصوت والعلاج بالموسيقى . وفي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين تم تطوير أجهزة إلكترونية تطلق موجات صوتية للعلاج وأخرى للتشخيص ، فقد ابتكر الطبيب البريطاني «بيتر مانرز» جهازا يطلق موجات صوتية للعلاج الموضعي . كما ابتكر أخصائيا الأذن الفرنسيان «جاي بيرار» و«اكفريد توماتي» طريقة التدريب السمعي التكاملي عن طريق أجهزة تطلق أصواتا ذات موجات منتقاة لتدريب الأطفال التوحيديين والمصابين باللعثمة على سماع وإدراك أصوات كان يصعب عليهم التواصل معهما. وفي العقد الأخير من القرن العشرين طور أأطباء الفنلنديون طريقة لاستخدام موجات صوتية يمكنها الوقاية من مضاعفات أمراض القلب والشرايين عن طريق خفض ضغط الدم المرتفع وإزالة التوتر العضلي لديه ، ويقوم الكمبيوتر بتوليد هذا النوع من الموجات ، حيث يتم بثها عبر سماعات مثبتة في كرسي طبي يجلس عليه المريض. "10"