فهم الصوت لكي نستفيد بصورة سليمة من حشد الأصوات التي تدخل الأذن يجب علينا أن " نصفى " الضجة غير المطلوبة ونستبعدها . هذا الأمر يتم داخل نقاط مختلفة من المخ عندما يتم اعتراض ضجة معينة بصورة مؤقتة بحيث لا تصل إلى وعينا . يوميا، نضطر إلى محادثة الناس عندما تكون الضجة في الخلفية أقوى من صوت الإنسان الذي نتحدث معه . مع ذلك فإننا ننجح في تجاهل الأصوات الخلفية والاستماع إلى الأصوات التي نريدها جيدا . وما هو أكثر غموضا هو مقدرتنا على التعرف على صوت إنسان معين في غرفة مليئة بأصوات ناس تتحدث . لا يوجد أي جهاز يمكنه الاقتراب حتى من مقدرة المخ على التعرف على محادثة منطقية داخل أصوات ضجيج متشابكة لا قيمة لها . عندما نكون مركزين جدا في شيء معين، يمكننا أن نتجاهل تقريبا كافة الأصوات التي تدخل الأذن . عند حدوث ذلك فإننا نتهم بالتشتت الفكري وعدم التركيز والإصغاء . مصدر هذه المقدرة ليس المخ وحده . بعض الأصوات التي نتجاهلها، مثل تكتكة الساعة، تلغى في الأذن نفسها ولا تصل للمخ . المقدرة على التعرف على الكلمات مقصورة تقريبا على مخ الإنسان . صحيح أن هناك آلات كاتبة تشغل بالصوت، لكن قاموسها اللغوي محدود وهي غير قادرة على مجاراة كافة اللهجات وأشكال اللفظ التي نتعامل معها باعتبارها أمرا مفروغا منه، ولا مع نطق غير صحيح أو مع اختصار لكلمات . أحيانا نعجز عن التمييز بدقة بين الكلمات المتشابهة، لكننا نتعرف عليها حسب طريقة استعمالها . كلمات مثل " ورك " و " ورق " أو " بئر " و " بر " تبدو متشابهة تقريبا ونادرا ما نخلط بينها في أي جملة .

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 539 مشاهدة
نشرت فى 10 يوليو 2005 بواسطة byotna

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,172,291

تعالَ إلى بيوتنا على فيسبوك